يعيش بدوار بشويرف وبني موسي التابعان إداريا لبلدية تاجنة دائرة أبو الحسن ولاية الشلف 850عائلة والذين اشتكوا في حديثهم للجمهورية العزلة التي حاصرتهم منذ أمد بعيد ونقائص بالجملة من بينها الانعدام الشبه الكلي لمياه الشرب وغياب التنمية التحقنا بدوار بشويرف وبني موسي اللذان لا يبعدان عن بلدية تاجنة سوى 5 كلومترات بعد حوالي ساعة ونصف من الزمن جراء إهتراء الطرق التي هي عبارة عن مسلك ترابي يصعب التنقل فيه بالسيارة والذي لا يصلح إلا للجرارات أو الشاحنات ، وأول ما لفت انتباهنا هو ذلك الهدوء البادي على الدوار وكذا سيارة 404 التي رأيناها كثيرا تجوب المنطقة ، ما إن وصلنا حتى وجدنا شيخ كبير في السن جالس تحت ظل شجرة وما إن قدمنا له أنفسنا حتى راح الشيخ العجوز يسرد لنا حجم معاناة الدوار الذي حسبه يعد سكانه من المعذبين في الأرض ، حيث أبدى استياءه الشديد اتجاه الأوضاع التي باتت تتأزم وتزداد سوءا وقتا بعد وقت ، بسبب غياب المياه الصالحة للشرب وكذا غياب التنمية التي لم تشهدها القرية حسبه منذ 40 سنة . ومن مقدمة ما اشتكى منه سكان دوار بشويرف وبني موسي هو النقص الفادح في المياه الصالحة للشرب بالرغم من تواجد البئر ذو سعة 150 متر والمملوء عن آخره والمهيأ منذ حوالي سنة إلا أنه غير مستغل إلى يومنا هذا ، والسبب حسب السكان هو تماطل السلطات وعدم ربطه بالمضخة ، الأمر الذي أجبر سكان الدوار إلى اللجوء إلى الوديان المجاورة كواد "عين رقو" الذي بات يتزاحم عليه السكان والدواب من أجل الظفر بقطرة ماء تسد رمقهم ، حيث اشتكى السيد زبوجي عبد القادر أحد سكان المنطقة من هذه الوضعية الكارثية التي أثقلت كاهلهم ، فالوادي بعيد عن السكان ولا يستطيعون الوصول إليه إلا بالدواب أو بسيارة 404 ، فالمياه غير صالحة للشرب بحيث يقومون بتصفيتها فهي تستعمل إلا للغسيل ومن لا يملك سيارة لجلب المياه الصالحة من المناطق المجاورة فتتحتم عليه الظروف شربها بعد القيام بغلي المياه ، ورغم نداءاتهم ومراسلاتهم المتكررة للجهات الوصية إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا واكتفت بالوعود ، بحيث أعرب الكثير عن رغبتهم في البقاء بمناطقهم خاصة وأن المنطقة تمتاز بطابعها الريفي إلا أن انعدام المياه أحال الكثير منهم على البطالة أو الذهاب إلى المناطق المجاورة للاسترزاق . *ظلام و مسالك كارثية وعن الطرق فهي كارثية فقد ألح السكان على السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل من أجل التكفل بانشغالهم والمتمثل في تهيئة الطرق وتعبيدها انطلاقا من سيدي زيان مرورا بمنطقة الزوى وصولا إلى بشويرف وبني موسي على بعد 4 كلم ، خاصة وأنهم يتنقلون يوميا إلى قرية سيدي زيان لقضاء حاجياتهم اليومية ، فالمسافة هي عبارة عن حفر ومطبات يستحيل التنقل فيها إلا بالجرارات أو سيارة 404 ،حيث يصعب المرور عبرها إلى بيوتهم لاسيما خلال فصل الشتاء مع هطول الأمطار حيث تكثر البرك والأوحال أما صيفا فتبدأ معاناة أخرى مع الغبار المتطاير ، هذا فضلا عن غياب الإنارة العمومية ، فمع الليل يفرض الظلام نفسه ويصعب التنقل ، وعليه يناشد السكان والي الولاية بالتدخل شخصيا لإخراجهم من هذا الظلام الحالك . تلاميذ يمشون 4 كيلومتر للالتحاق بالمدارس أصبحت الحافلة الوحيدة الخاصة بالنقل المدرسي لا تستوعب كل من تلاميذ دوار الزوى ودوار بيشويرف وكذا دوار بني موسي وباقي الدواوير المتناثرة هنا وهناك ، فنظرا لنقص النقل المدرسي يلجأ الكثير من أولياء التلاميذ إلى استعمال الجرارات وسيارة 404 التي أصبحت تستعمل في كل الحالات ، نقل عمومي ونقل المرضى وكذا نقل التلاميذ إلى المدارس الموجودة بسيدي زيان التي يبعد عن الدواوير بحوالي 4 كلم ، الأمر الذي خلف نوعا من الاستياء جراء الوضعية التي بات يتخبط فيها التلاميذ كل يوم والأصعب هو ترك الأولياء أبناءهم الصغار وحتى تلاميذ التحضيري الذهاب مشيا كل تلك المسافة الطويلة ، وعند الرجوع مساء يكون قد حل الظلام وبدأت المخاطر تتربص بهم ناهيك عن الكلاب الضالة والخنازير والتي حسب السكان كل مرة تتعرض للأطفال الصغار نظرا للطبيعة الغابية التي تمتاز بها المنطقة ، وهو الأمر الذي يتخوف منه المواطنون مطالبين من الجهات المعنية بتخصيص النقل الكافي للقضاء على هذا المشكل . *أطفال وشباب في الشوارع حال الأطفال والشباب لا تقل سوءا عن تلك الأوضاع السالفة الذكر في ظل غياب الهياكل الترفيهية على غرار الملاعب ، شباب يقضي أوقاته في الجلوس بالشوارع نظرا لغياب أدنى الضروريات ، حيث عبر الكثير منهم عن استيائهم ،مطالبين السلطات إنجاز ملعب أو نادي للشباب يمكنهم من قضاء بعض الوقت ، كون أن مساحات اللعب منعدمة في ظل غياب التهيئة ، الأمر الذي يجبر شباب المنطقة التفكير في الهجرة فقط خارج الدوار ، هذا ما حتم على الأطفال اللعب في الأوساخ أو في الجبال ، فبدل قضاء الشباب أوقاته في المرافق الرياضية والثقافية في هذا الدوار المعزول عن العالم الخارجي يتوجهون نحو الشوارع التي لا ترحم في ظل البطالة ، وفي الأخير طالب الشباب إلى ضرورة ربط دوارهم بشبكة G4 ليتواصلون مع العالم الخارجي و لو افتراضيا . *التزود بقارورات الغاز مرة في الأسبوع أكد مواطنو دوار بشويرف ودوار بني موسي للجمهورية أن أغلبهم يبدأ يوميا في رحلة البحث عن غاز البوتان ، متجهين إلى المناطق المجاورة والقريبة للدوار وهي سيدي زيان التي لا تتوفر على الغاز سوى مرة في الأسبوع يوم الخميس فقط ،وهو ما يجبرهم على اقتناء قارورات غاز البوتان بأسعار باهظة تصل إلى 450 دج و500 دج في فصل الشتاء خاصة وأن المنطقة معروفة بمناخها البارد والقارس ، الأمر الذي يحتم على معظم السكان استعمال الحطب في الطهي وفي الاستعمالات اليومية ، وهو ما يستلزم على السلطات التدخل العاجل لرفع الغبن عنهم .