أهل البرّ و الإحسان يوزعون وجبات ساخنة على مرافقي المصابيين يعيش مرافقو أطفال مرضى السرطان بالمركز الاستشفائي لمعاجلة الأورام بمسرغين أياما زادت صعوبة و مشقة خلال الشهر الكريم بعيدا عن أحضان العائلة و لمة الأهل و في كنف وجع أفقد المريض و مرافقه نكهة رمضان و طعم الحياة حيث يجلس اولياء المرضى كل مساء يترقبون موائد الإحسان و الخير التي تحمل إليهم وجبات ساخنة تسد رمقهم و تبل عروقهم، و أرادت "الجمهورية" ان تنقل جزء من أوجاع الأهل و هم يراقبون أطفالهم يئنون تحت رحمة العلاج الكيميائي دون حول لهم و لا قوة فكان لنا دردشة مع بعض الأمهات اللائي و جدناهن يجلسن في حديقة المشفى في شرود و تعب. و هذه أم عائشة الطفلة ذات الخمس سنوات مصابة بورم على مستوى الكلية ترقد بسرير المستشفى منذ قرابة عام و نصف تخضع للعلاج الكيمائي بعد أن استأصلت إحدى كليتها و عاد إليها المرض بعد الشفاء و عادت المعاناة إلى الأم المتحسرة القادمة من ولاية غليزان و التي لا تريد شيء من الحياة غير شفاء ابنتها، شاكرة الجمعيات الخيرية و المحسنين الذين يوفرون لهم يوميا و طيلة الشهر الفضيل وجبات ساخنة، إضافة إلى كل ما يخص الأطفال المرضى من حفاظات و أكل، أما أم أنس فتعاني حسرة مرض ابنها الأربع سنوات و حسرة بعدها عن أطفالها الصغار و رضيعها الذي تركته عند أهلها و قالت أن أسرتها تشتت في رمضان و جاءت الظروف أقوى منها و السرطان لا يرحم و قالت أنهم يفطرون أحيانا من الوجبات التي يحضرها أهل الخير و أحيانا تشتري بعض المعلبات و المأكولات من المحلات، و نفس المعاناة يعيشها عشرات الأولياء القادمين من ولايات البيض و عين تموشنت و تيارت و معسكر الماكثين بقرب أطفالهم المرضى و الذين أكدوا أن حياة المستشفى و المرض اشد قسوة في رمضان و لكن شاء القدر ذلك و ما يرجونه في هذه الأيام المباركة هو أن يتوج صبرهم بشفاء مرضاهم. و جبات ساخنة و ملابس العيد من المحسنين يعرف مستشفى مسرغين لمعالجة ورام السرطان إقبالا كبيرا من قبل الجمعيات الخيرية و المحسنين الذين يدركون جديدا حالة أهل المرضى و مرافقيهم ما يدفعهم إلى الإحسان إليهم و إكرامهم بلقمة ساخنة يوميا منذ دخول شهر رمضان، بالإضافة إلى توزيع الحفاظات و الحليب على المرضى، و تسهر جمعيات أخرى خلال الأيام الأخيرة على حملات توزيع كسوة العيد على أطفال مرضى السرطان من مختلف الأعمار و تتم مختلف هذه المبادرات الخيرية الإنسانية من قبل شباب متطوع اختاروا أن يرسموا الابتسامة على وجوه براءة أفقدها المرض طعم السعادة و قتل فيها حب الحياة و أكد أحد المحسنين الذي يتردد باستمرار على الأطفال المرضى لتزويدهم بالأكل و الحفاظات أن تلك الفرحة التي يراها في عيونهم لا تقدر بمال و أن حاجتهم الملحة للمساعدة خاصة أولئك القادمين من ولايات بعيدة توجب على المجتمع المني تكثيف الجهود و البقاء إلى جانبهم ليس فقط في رمضان و انما سائر أيام المرض و الشدة.