أكد المخرج المسرحي لخضر منصوري أن هناك أزمة إبداع في الفن الركحي الجزائري بمعنى أن الفنانين لا يقفون عند المنجزات التي قدمت على الخشبة سواء كمخرجين، ممثلين أو نقاد، مشيدا بالرقي الذي يتسم به الجمهور الذواق للأعمال الفنية المختلفة والذي يحتاج بدوره إلى عرض ناجح يلفت انتباهه ويقنعه منذ المشهد الأول، كما تحدث الدكتور منصوري عن الدراما الجزائرية التي عرضت في رمضان وكيف أنها قدمت بامتياز من ناحية الصورة و بشكل ضعيف من ناحية السيناريوهات، متأسفا في نفس الوقت على برامج الكاميرا الخفية التي جاءت في أسلوب هابط جدا، على جانب تصريحات أخرى تابعوها كاملة في الحوار التالي : + هل هناك برنامج خاص بعطلتك الصيفية لهذا الموسم ؟ _ في أغلب الأحيان أقضي عطلتي الصيفية مع الأولاد على شاطئ البحر، فأنا أحب كثيرا المطالعة، و زيارة الأهل و الأقارب من باب صلة الرحم ،و إذا كان هناك إنتاج مسرحي جديد أفضل التركيز على العمل و التدريبات رفقة أبطال المسرحية الجديدة . + كيف تقيم كمخرج وناقد مسرحي الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان ؟ _ عموما هناك إتقان ممتاز من ناحية الصورة رغم النقص المسجل في السيناريوهات التي كانت ضعيفة جدا من ناحية المحتوى، كما أنها لم تحقق نسبة مشاهدة معتبرة فأغلبها تعتمد على نقل الواقع العادي ، كما أن أغلب القنوات الخاصة قدمت الكاميرا المخفية بقالب لا نستطيع أن نقول عنه هزلي بل تافه ذو مستوى هابط ، أما المسلسلات فنجد أن بعضها كانت جيدة من ناحية الحبكة الدرامية، الأداء و الظهور الفني، رغم أننا نعيب على أغلب شركات الإنتاج لعدم التفكير في عمل متقن ذو جودة عالية ، كما تفعل شركات الإنتاج العربية أو العالمية التي تسهر على تقديم أعمال درامية تاريخية أو بوليسية ناجحة بدليل نسبة المشاهدة العالية التي تحققها بعيدا عن الربح الوفير و السريع . + بما أنك مختص في الفن الركحي ، هل تعتقد أن أزمة المسرح هي أزمة جمهور أم أزمة نص؟ _ سؤال بسيط يحتاج إلى إجابة عميقة ،ففي الحقيقة لا وجود لأزمة نص أو أزمة جمهور بل هناك أزمة مبدع، وأزمة المبدع نعني بها أننا لا نضع محطات للوقوف على ما أنجزناها كمسرحين، مخرجين، ممثلين أو نقاد، وحتى الجمهور رغم أنه غير ملام، لدينا جمهور ذوّاق والدليل على ذلك أنه متتبع لكل الحركات الفنية العالمية، واليوم أصبح العالم يفتح مصراعيه للمتلقي عن طريق القنوات الفضائية، فأصبح الجمهور ينتقي الفن الراقي بكل شغف، إذن هنا نتأكد أن الإشكال ليس في الجمهور لأنه ذوّاق، والتلقي مختلف من شخص إلى آخر، كما أظن أن المسرح ينطلق من هذه الأزمات إذ يعطينا قراءة لها ولكن دون أن يعطينا الحل، فهو يطرح علينا الأسئلة حتى نجيب عليها في حياتنا اليومية هذا من جانب، ومن جانب آخر وهو الأهم أننا نعيش مرحلة انتقالية مهمة في تاريخ المسرح الجزائري + يلاحظ اليوم أن الممثلين يفتقدون لصفة الارتجال ، وكأنهم آليين يحفظون ويطبقون فوق ركح المسرح، ما سبب ذلك؟ _ الارتجال هو مدرسة، وأهم مدرسة اشتغلت على فن الارتجال هي المدرسة الكوميدية "كوميديا ديالت" الإيطالية، حيث يشتغل الممثل على خطوط عريضة وأفكار رئيسة وخلال العرض يقوم بالارتجال من خلال الاعتماد على تلك الخطوط الرئيسية، الارتجال هنا لديه مفهوم وله علاقة بالمتلقي، أما الارتجال الفارغ والاعتباطي هو غير محبذ في المسرح، والارتجال يمكن أن لا يكون في حالة ما وجد أرضية متينة بين المخرج والممثل أي يكون تدريب لمدة طويلة، فالنص هو عبارة عن حياة أخرى يجب أن نتعايش معه وندرك كل حيثياتها ونتحاور مع شخصياتها، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة إدارة الممثل إذ أنه حينما لا يجد مخرج ليس له رؤية إخراجية أو أنه غير قادر على امتلاك حلول هنا يلجأ الممثل إلى الخروج عن النص والارتجال، غير أن المسرح يحتاج إلى أسس علمية ومبادئ يسير عليه الممثل كيف يفهم الدور الذي يجب أن يقدمه، الموضوع الذي يجب أن يطرحه، الحركات التي يجب أن يؤديها، لهذا أقول أن المسرح الجزائري بحاجة إلى قراءة تاريخ المسرح العالمي بكل أفكاره وتياراته ثم يمكن أن نطبقها على مجتمعانا تبعاً لمبادئنا