كانت زيارتي الأولى الى الشواطئ الواقعة غرب مدينة تنس في اتجاه مستغانم مثل البحارة والمرسى وسيدي عبد الرحمن التي سبق لي الكتابة عنها ولم أكن أريد مواصلة السير شرقا نحو وادي قوسين وبني حواء وصدفة وجدت أحد أقاربي يتحدث عن شاطئ بوشغال ومياهه المتدفقة من الغابة ثم عاد ولداي محمد وعبد اللطيف من مخيم ببلدية أولاد بوغالم نظمته جمعية الرجاء الثقافية بوادي ارهيو والتي أخذتهم في رحلة إلى بوشغال فنسيا كل شيئ وراحا يتحدثان عنه في إعجاب واندهاش ويلحان علي لزيارته فاستجبت لهما فحملنا زادنا في اتجاه تنس عبر الطريق الوطني 19مرورا بالمدينة الجامعية بأولاد فارس ثم بوزغاية وسيدي عكاشة وصولا الى مدينة تنس ثم اتجهنا شرقا عبر طريق شرشال (الطريق الوطني 11)الكثير المنعرجات رغم حالته الجيدة وذلك وسط الغابات الخضراءالتي تلف المكان من كل جهة مررنا ببعض البيوت هناك ومحلات تجارية قليلة وصلنا الشاطئ في حدود الساعة العاشرة صباحا ركنا السيارة في موقف مهيا وبدون ثمن جلسنا في خيمة طلب صاحبها منا مبلغ 600دج فأعطيته 500دج كان أعوان الحماية المدنية يراقبون المصطافين والبحر هادئ الا من امواج خفيفة تداعب اليابسة تمتع الاولاد بالسباحة مدة أربع ساعات دون ملل أو كلل وقد عزت عليهم مغادرة المكان لكن شوقهم كان يزداد الى الشلال الموجود في طريق العودة الذي أخذ من وقتنا أكثر من ساعة وسكن في قلوبنا وعقولنا وكم ندمت أنني لم أزره من من قبل وغفلت عنه كل هذه السنوات فالبحر في ساحل الشلف نظيف وخال من التلوث وأسماكه لذيذة خاصة السردينومازالت يد الانسان لم تمتد اليه فأغلب السكان يعيشون على الفلاحة و شاطئ بوشغال ببلدية وادي قوسن الساحلية بولاية الشلف الذي يقع إلى الشرق من مدينة تنس على بعد حوالى 15كم هذا الشاطئ الخلاب الذي يجمع كل معاني السحر والجمال حيث تبدو فيه محاسن الطبيعة ومفاتنها فالبحر مبتسم وقد أفرش رماله على هذا الشاطئ الذي يرتسم في شكل قوس فهو عبارة عن خليج صغير ينتهي بصخور في الشرق والغرب وعلى يمين الشاطئ ارض مستوية يزرع جزء منها والمساحة الباقية أقيم عليها مخيمان عائليان والى الأعلى تنتصب قمة جبل بيسة أحد معاقل الثورة ويقف جبل سيدي مروان حاجزا بين وادي قوسين وتنس ويربط بينهما الطريق الوطني رقم 11الذي يمر قرب البحر فهنا يستطيع السائح أو المصطاف أن يمتع ناظريه بالغابات المخضرة أو زرقة البحر كانت زيارتي لشاطئ بوشغال يوم الأربعاء لم يكن مزدحما و دورة المياه ظلت مغلقة إلى غاية الساعة الثانية زوالا وقت مغادرتي المكان لأسباب مجهولة ثم يتحدثون تشجيع السياحة ولا ينتهي الأمر هنا فعلى بعد 2كم من شاطئ بوشغال في اتجاه مدينة تنس يوجد شلال للمياه المتدفقة من نبع صاف في منطقة التراغنية ويسمى شلال سيدي أحمد لا عجزت البلدية ومديرية السياحة على وضع إشارة أو لافتة لإرشاد الناس إليه والطريق المؤدية إليه غير ترابية تنتهي عند السكان أسفل النبع الذي يتم الوصول اليه على الأرجل عبر درب وعر فيه حواجز من صخور وغيرها لكنها لا تمنع العائلات من المرور إليه للشرب من مائه أو السباحة في البركة الموجودة أسفله وقد صادفنا عائلة تحتفل بعيد ميلاد أحد أفرادها فيه فجلست في ظل تينة فرحة مسرورة ويلاحظ وجود بعض المخلفات التي يرميها الزوار في المكان لو أجرينا مقارنة بسيطة بين هذا الشلال والشلال الموجود بولاية بجاية لوجدنا الفرق شاسعا من ناحية العناية وحسن الاستغلال ففي بجاية الطريق مهيأة وتوجد محلات تجارية من مطاعم ومتاجر لجلب السياح أما في وادي قوسين فلا توجد أي محاولة لاستغلاله فهو باق على طبيعته باستثناء أنابيب وضعت في أعلاه لسحب جزء من مياهه الغزيرة المتدفقة.