مساءات جويلية الدافئة .. تطل على فراقات الأماسي السعيدة.. تتلطف بدعوتكم لفنجان حنين هي آخر رقصة طرب.. أو ربما أولها .. تحضرني صور وأصوات مختلفة.. نسائم أحاسيس أنعشت مشاعري.. اسدل رداء الشوق بيدي.. على كتاب الزمن .. من خلال حروف مبعثرة.. جمعتها لعدة سنوات .. على وقع تلك النغمات .. متناثرة...-الشعر والقصص الرسم والبوح ..... والتاريخ هو أن لا تصمت.. وأن تكون حرفا .. يكتب أن تكون كتابا يقرأ.. وثرثرة تسمع أنت.. صوت تقاس اهتزازاته .. وعملة تعرف بسهولة.. فوضوح الشاعر وضوح الجرح.. كن رائحة طيبة على ثياب المسافرين .. كن المداعب لأوتار قيثارة الحب .. في كل مراحله وأنواعه.. فأنت ربيع الفصول .. وأنت الرحيق المركز .. والباب المفتوح الليلة المقمرة.. العين الجارية واليد المداوية أرجوك ...... أرجوك....... لا تضع يدك على فمك.. لا تكن قمحا مبعثرا .. تأكله الغربان .. وكن نسيجا منسوجا منسجما .. كن اليد البيضاء وسط الملطخات.. كن جار القلب .. وانثر العطر بكل أرجاء حارتي .. فلا أشعر بدفء عيناك .. ولا بنبرة صوتك .. ما عادت ستائر نوافذنا تتحرك يمينا ويسارا.. تشمّعت.. قد اقتسمنا ذات خبز.. فخير القلوب.. للحب خادم .. في الغرب تدق أجراس المعابد.. لتوقض أحاسيس العشاق .. كي لا يناموا .. كي لا يحزنوا.. وأن لا ييأسو .. فالأجراس وضعت لأجلهم فقط....... لا لغيرهم .. ولأجلهم يجري نهر الشعر.. لأجلهم تفتح المقاهي .. لأجلهم يقف عازف الكمان.. في الشوارع الباردة حتى.... يزهر الربيع.. كأشجار غابات اللوز ..