شهد فريق وداد تمسان منذ بداية الموسم الجاري تداول ثلاثة مدربين على عارضته الفنية أولهم بوعلي الذي غادر الفريق قبل أول مواجهة من بطولة الدوري المحترف الأول ليخلفه محمد حنكوش ، لكن النتائج السلبية التي صاحبت انطلاقته عجلت برحيله عقب الخسارة في مباراة الجولة التاسعة أمام شبيبة القبائل فتولى المهمة من بعده عبد القادر عمراني الذي عاد ليتولى مهمة تدريب الفريق الذي لعب له في أيام شبابه وهذا للمرة الرابعة ،عمراني الذي طاف بعدة مناطق من الوطن كمدرب شرقه وغربه ووسطه ، رأى بان عودته إلى تلمسان أملتها عدة ظروف أبرزها تلبية نداء المسيرين الذين طلبوا خدماته ، وكذا من اجل الاقتراب من أسرته التي ابتعد عنها لأزيد من عشر سنوات ،أما فيما يخص المهمة الموكلة إليه فهو يدرك مدى صعوبتها والتي تبقى غير مستحيلة .هذه الأمور وأخرى تناولها المدرب عمراني في الحوار التالي: هي المرة الرابعة في مشواره الرياضي كمدرب يعود عبد القادر عمراني لتولي زمام العارضة الفنية للوداد .كيف تقيمون كل مرحلة من هاته المراحل ؟ ج : لكل فترة من هذه الفترات لها خصوصياتها ومميزاتها ، فمنها تلك التي كان فيها الفريق يتواجد في وضعية مريحة وأخرى كان يمر خلالها بظروف صعبة ، طبعا الإنسان لا يجد دائما الأمور مثلما يكون يتمناها ، لكن هذه هي سنة الحياة ،ومع ذلك فكل تجربة سواء كانت سهلة أو صعبة نقول بأننا نجني منها عدة فوائد ، أبرزها تجربة الإنسان في مشواره كمدرب ، هذه المرة قبلت تحمل المسؤولية رغم إدراكي لصعوبتها خاصة وان مسيرة أي مدرب و بأي فريق هي مرتبطة دائما بالنتائج . ألا ترى بان هذه الفترة التي توليت فيها الإشراف على تدريب الفريق تشبه كثيرا تلك التي دربته فيها في الموسم 2007/2008 ؟ ج: حتى وان كانت نتائج الفريق تتشابه في الفترتين المذكورتين لكن الاختلاف موجود في عوامل أخرى ، ففي ذلك الموسم كنت صريحا مع المسيرين حيث قلت لهم بأني متى شعرت بأنه لا توجد ظروف مساعدة للعمل كاستفادة الفريق من تدعيم نوعي سأضطر إلى المغادرة علما أن الوداد كان يفتقر آنذاك للاعبين من شاكلة الموجودين به الآن وقتها مثلا لم يكن به لا هبري ولا بوجقجي ولا العياطي... وبالتالي لما رأيت بان الأمور لا تبشر بالخير فضلت المغادرة، وهذا ليس بسبب الأموال ،وهنا يجب أن اذكر أمرا للأمانة فالمسيرون آنذاك وعلى رأسهم رشيد بوراوي وعدوني بان أتحصل على مستحقاتي مهما كانت النتائج المسجلة ، لكن حبي للوداد الذي عشت به كلاعب ومدرب جعلني لا أتحمل أن أراه يسير نحو السقوط وأنا على راس عارضته الفنية ، خاصة واني عشت معه أحلى الفترات لما كنت مساعدا للمدرب بن يلس والمرحوم بهمان ، هذا السبب جعلني أعود هذا الموسم من أجل إنقاذه . تبدو متفائلا بإمكانية العودة بالفريق إلى سكته الصحيحة ؟ ج:هذا يبقى من الأمور الواجبة علي ، كما أن عودتي لتدريب الوداد سمحت لي بالاقتراب من أسرتي التي ابتعدت عنها لأكثر من عشر سنوات ،لذا اعتقد أن هذا العامل سيحفزني للعمل بإرادة اكبر وبمعنويات مرتفعة تمكنني من الخروج بالفريق من وضعيته ، ومما يساعدنا على ذلك إننا لسنا الوحيدين الموجودين في هذه الحالة فهناك فرق كثيرة سجلت هي الأخرى انطلاقة محتشمة ، لذا يكفي فقط أن نسجل نتيجتين ايجابيتين واحدة بقواعدنا وأخرى خارج الديار لنجد أنفسنا وسط الترتيب ، زيادة على أن تسجيل نتيجتين ايجابيتين يرفع من معنويات اللاعبين ، فالتعثرات تجعل أي لاعب يفقد الثقة بنفسه وهو الأمر الذي جعلنا نضيع نقاطا كانت في متناولنا أمام العلمة وحتى يتحسن مستوى اللاعب يجب أن يكون فريقه يحتل مرتبة مريحة فيتحرر من الضغط والدليل فريق اولمبي الشلف لاعبوه يملكون ثقة كبيرة في أنفسهم لان فريقهم يحتل صدارة الترتيب . لو طلبنا منكم تقيم هذه المرحلة التي أشرفت فيها على تدريب الوداد .ماذا تقول ؟ ج:من الناحية التقنية يمكن القول أنها ليست ايجابية ، لأننا انهزمنا بملعبنا أمام مولودية العاصمة ،ثم بملعب 20 أوت أمام شباب بلوزداد في ظروف لم نكن نستحق فيها الهزيمة ، ليتبعهما الإقصاء في مباراة الكأس ولو أن الحظ لم يكن إلى جانبنا في عملية القرعة المتعلقة بهذه المنافسة حيث أوقعتنا في مواجهة فريق يحتل صدارة ترتيب البطولة ، وبملعبه إضافة إلى الظروف المناخية الصعبة التي لعبت فيها تلك المواجهة ، زد على ذلك انه وغداة إشرافي على تدريب الفريق وجدت خمسة أو ستة لاعبين يعانون من الإصابة الأمر الذي اجبرني على الاعتماد على عناصر من الأواسط وذلك بغية إكمال التعداد ولا زلت اعتمد عليهم لحد الآن ، لذا أقول بان الوضعية التي وجدت عليها الفريق صعبة لكني أحاول وبإرادة اللاعبين أن نحسن صورة الوداد ، وأنا لما قبلت المهمة تحملت مسؤولياتي كاملة ولا أريد أن ابحث عن الأسباب التي أوصلت الفريق إلى هذه الحالة ،فانا اعمل بنية خالصة ولو اني أدرك بان آمر نجاح الفريق يتطلب تظافر جهود الجميع ،صحيح اعتبر نفسي صارما في طريقة عملي هناك من اللاعبين من عملوا معي من قبل يعرفونني وآخرون لا ،لكن أنا متأكد من أن صرامتي تعود بالفائدة على اللاعبين . يقول البعض بان الفريق بدأ يتحسن مؤخرا .هل تؤكد ذلك ؟ ج: أقول اني لمست رغبة عند اللاعبين من اجل تحسين مستواهم فهم يريدون بكل ما أوتوا من قوة للخروج بفريقهم من هذه الوضعية الصعبة والدليل إقبالهم بكل جدية على التدريبات ، أتمنى أن لا تذهب مجهوداتهم هذه سدى حتى يشعروا بالراحة النفسية وهو الأمر الذي يساعدني على أداء مهمتي . هل يبقى الأمل معلقا على إمكانية العودة في مرحلة الإياب ؟ ج:هذا آمر ضروري وإلزامي علينا ، لأنني إذا لم أكن متفائلا لا يمكنني التقدم ، نتمنى أن نستفيد خلال الشطر الثاني من البطولة من لاعبين يحملون الإضافة للفريق وعلى العموم بالعمل يمكن تحقيق المستحيل . سبق لك وأن دربت في الغرب ، الوسط والشرق ، في رأيك ماهو السبب الذي يجعل الوداد في أغلب الأحيان يعاني ؟ ج: القضية هذه ليست متعلقة بالوداد فقط وإنما تمس كل فرق الجهة الغربية والمتمثلة في قلة الأموال عند فرق هذه الجهة لأنه لا وجه للمقارنة بين ماتصرفه فرق هذه الجهة والفرق الأخرى ،وبسبب قلة الإمكانيات المادية أصبحت هذه الفرق تكون لاعبين ولا تستطيع الاحتفاظ بهم لان هؤلاء يفضلون النوادي التي توفر لهم ما يحتاجون وهذا من حقهم ناهيك على أن فرق الوسط وبعض فرق الشرق تلعب دائما الأدوار الأولى فتغري أي لاعب للانضمام إليها عكس فرق الجهة الغربية التي تبقى تلعب الأدوار الثانوية ، ولو أن الوداد وفي السنوات الماضية كانت له تقاليد تتمثل في اللعب من اجل الكأس وحتى المراتب الأولى للبطولة ، لكنه للأسف تخلى عنها، لذا أشعر بالحسرة لما أتذكر تلك الأيام، ومثلما تخلى الوداد عن تقاليده في اللعب من اجل الحصول على لقب من الألقاب ، ترك التكوين، فلا احد ينكر بأنه كان من أفضل المدارس على المستوى الوطني ليجد نفسه اليوم عاجزا على تكوين لاعب أو اثنين ،ومادام الفريق لا يملك الإمكانيات المادية التي تسمح له بجلب لاعبين بمبالغ ضخمة يبقى من الأفضل له الاعتماد على سياسة التكوين والتي جنى ثمارها في السابق ، بدليل انه في سنة 1998 تحصلنا على كاس الجمهورية وكاس العرب بلاعبين لا يتجاوزون العشرين سنة ومن خريجي مدرسته في صور ة بوجقجي ، هبري ،مزاير ، الهاشمي وآخرون ، لكن عملية التكوين هذه يجب أن تكون مدروسة ووفق احتياجات فريق الأكابر وبالتنسيق مابين مدربي كل الفئات والمدير الفني ، والذين عليهم الاجتماع فيما بينهم وتكوين حوصلة مع تحديد قائمة الاحتياجات وبذلك فقط نعيد للفريق هيبته .