ذكر لنا مقدم سهيل أستاذ بجامعة وهران تخصص علم النفس أن توجه أبناء الفئة الغنية إلى حياة البذخ و الانحراف ظاهرة موجودة منذ مدة وباتت في تزايد في الآونة الأخيرة بشكل خطير بالنظر إلى المنحى السلبي الذي ينتهي إليه وهذا راجع لعدة أسباب منها النفسية وهنا نحن بصدد الحديث عن النشأة وطبيعة التربية التي تلقاها أبناء الفئة الغنية في المجتمع وغالبا ما تكون مبنية على المادة فقط وتوفير جميع الإجتياجات لهم على الفور و دون تماطل ، الملموسة والمرغوبة بشتى الوسائل ولو كان ذلك على حساب أشخاص آخرين، وبالتالي تكون شخصية الطفل منذ الصغر مبينة على الجانب المادي فقط وعدم رفض أي طلب له ولو كان ذلك سيعود سلبيا عليه أو على أشخاص آخرين،وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على شخصية هذا الطفل بعد وصوله سن المراهقة أو الشباب، فيجد نفسه لايعرف معنى المسؤلية،والتعاطف مع أشخاص ضعفاء محتاجين فتغلب عليه روح التجبر والتملك فيقوم بفرض نفسه سواء بالنفوذ والتحكم وإحساسه غير الطبيعي بإمكانيته وقدرته في السيطرة على أي هدف سواء تعلق بالجانب الشخصي أو المعنوي أو المادي وبالتالي كسبه مهما كانت النتيجة،فالمهم من نظرته تحقيق مايريد وعدم مقابلته بالرفض أو عدم القبول،لأنه تعود على إشباع أية رغبة يرديها بدون بدل جهد أو معارضته رغم إمكانية وعليه بأن تلك الرغبة ممنوعة غير أن الشخصية التي يسودها نازع النفوذ والسيطرة من خلال امتلاك الأموال والغنى،كلها عوامل تساعد في توجه أولاد الأغنياء للإجرام بمختلف أنواعه وتطبيق سلوكات انحرافية او إجرامية كالتعدي عنوة على الأشخاص أو السرقة أو تعاطي المخدرات.التورط في جرائم القتل،كما يعد عامل الانتقام من أهم الأسباب المؤدية إلى ارتكاب الممنوعات، كالتورط في عمليات النصب والسرقة والقتل العمدي وغيرها من الجرائم. عامل آخر من خلال إستغلال بعض الأشخاص لهذه الفئة بغرض ادخالها عالم الاجرام بهدف كسب أكبر قدر ممكن من الأموال وتورطهم في قضايا اجرامية لأسباب مختلفة،وبالتالي فإن الانحراف و الاجرام لايقتصر فقط على الطبقة الفقيرة وإنما يمس أيضا الفئة المنتعشة ماديا،وهذا لعدة عومل أهمها النفسية،والتي يجب معالجتها وإعطائها جانب مهم منها كما ذكرنا سابقا.