تمر الأيام و تتشابه ، و يرسم القدر ما كان في المجهول فيصبح خبرا و قدرا مقضيا ، الكل كان يعترف له بأنه صاحب الفضل على اتحاد بلعباس و أندية جزائرية أخرى استطاعت أن تنال نقاط وتكسب مباريات على البساط بفضل مساعدته حتى اقترن اسمه بالاحترازات ، اسمه بالكامل بن عياد بلعباس المدعو " كيلاس " نسبة لحارس المرمى الفرنسي كيلاس و الذي كان يشبهه إلى حد بعيد في لعبه لما كان المرحوم يلعب حارس مرمى في بداية مشواره و اختار لنفسه فريق ناديت بلعباس المعروف في الأوساط الرياضية ب " لوناكو " و الذي مر على حقبة من الزمن تغير اسمه فيها ليصبح مشعل الشهيد قبل أن يندثر و لم يعد له وجود. بن عياداو كيلاس الذي كان يحبذ أن يناديه الأنصار و المتتبعون للكرة في بلعباس فارقنا في 08/02/2011 عن عمر يناهز 68 سنة تاركا وراءه موسوعة من الأخبار والحقائق التي لم يكشفها للجميع إلى يومنا هذا والكواليس التي رافقته إلى قبره بعد أن رفض أن يتحدث عنها لأنه لو فعل لزج بمن يدعي انه قدم لاتحاد بلعباس الكثير في السجن و لم ير النور ، اذكر انه صرح لي في المقهى الذي كان يجاور المطعم الذي كان يتقوت منه قبل أن يتم غلقه لأسباب مالية بحتة بان لديه بعض المستندات و الحقائق لا يحوز عليها احد لأنه اكتفى بتقديم الخير لهذا الفريق الذي أحبه اتحاد بلعباس والذكريات التي فضل أن تدفن معه بحلوها و مرها كانت لنا جانب منها بحكم الصداقة التي كانت تربطنا بعباس الرجل الفقير الذي عاش و مات فقيرا رغم انه قدم خدمة لفرق لو كان مكانه شخص آخر لأصبح ثريا و سنستعرض بعض الأمور التي غابت عن المناصر و الرياضي حملها بن عياد في طياته و خبأها للزمن ليس فقط ببلعباس بل مع بعض الأندية التي تنشط على الساحة الوطنية على غرار مولودية وهران ،مولودية البيض ، اتحاد الرمشي و نادي بارادو بالإضافة إلى مولودية العلمة و لعل أهم حدث في تاريخ هذا الرجل هو القضية التي اقترن بها اسمه و التي تم بموجبها تعديل عدة مواد و إضافة مواد أخرى إلى قانون العقوبات التابع للفدرالية الوطنية لكرة القدم و التي عرفت في موسم 2007/2008 بقضية اتحاد بلعباس ، الرغاية وبوسعادة والجدل الواسع الذي تركته في الساحة الكروية والبرنامج الذي تم تغييره من قسم ثاني ب 18 فريقا إلى 19 نادي في خرجة لم تحدث من قبل. أنقذ المكرة 3 مرات و لعل حبه الكبير لفريق اتحاد بلعباس سمح له بإنقاذ الفريق مرتين من دون ان نحتسب العمل الجبار الذي كان يقوم به كلما تلقى نداء المساعدة ففي موسم 2006/2005 عندما نزل فريق المكرة لأول مرة إلى قسم ما بين الرابطات و قضية الاحترازات التي تقدمت بها إدارة المكرة التي كان يقود سفينتها الرئيس الحالي بن عيسى بغداد و ذلك بعد انتهاء اللقاء بين اتحاد بلعباس و شباب تموشنت بالتعادل الايجابي (1/1) حينها تم إشراك لاعب تحت طائلة العقوبة و هو ثابتي و اكتشف ذلك المرحوم بن عياد الذي اتصل بالإدارة مانحا إياه الطريقة التي تقدمت بها إلى لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم التي فصلت في القضية لصالح اتحاد بلعباس و فازت المكرة على البساط مما سمح لها بتعميق الفارق عن ملاحقها اولمبي ارزيو و سمح لها بالارتقاء و العودة إلى حظيرة القسم الوطني الثاني . أما القضية التي شدت إليها الرأي العام فكانت الموسم من بعد أي 2007/2008 عندما وتولى الرئيس السابق عيادة بلقاسم هرم رئاسة اتحاد بلعباس خلفا للرئيس المستقيل بن عيسى فاستغنى هذا الرئيس عن خدمات بن عياد الذي لم تنجب مدينة سيدي بلعباس كاتبا عاما مثله قط و انطلق الموسم الرياضي فبدأت نتائج المكرة تتأرجح بين المتوسطة و الضعيفة ليتحدد مصيرها في اللقاء الأخير ضد مولودية سعيدة التي كانت تلعب من أجل الصعود و الفوز في تلك المقابلة أكثر من مهم ففازت على الاتحاد و سقط الفريق مرة أخرى إلى قسم ما بين الجهات في نظر الجميع إلا المرحوم بن عياد الذي شخصيا اتصل بي قبل اللقاء و أكد لي انه حتى في حالة انهزام المكرة فإنها لن تنزل إلى حظيرة ما بين الجهات و لم يشأ ذكر الموضوع و مع نهاية اللقاء كشر بن عياد عن أنيابه و أطلق قضية جديدة اسمها الاحترازات الرغاية على أمل بوسعادة التي أشركت لاعبا تحت طائلة العقوبة بالرغم من أن الاتحاد لم يكن طرفا في القضية إلا أن عبقرية " كيلاس" جعلته يستنبط القوانين المعمول بها في اللجنة الدولية لكرة القدم " فيفا" و يحاول تطبيقها على القانون الداخلي و ذلك بتدخل الطرف المتضرر من تصرف ناديين يتلاعبان بالنتيجة و دامت معركة المرحوم بن عياد مع إدارة رئيس الرابطة آنذاك السيد مشرارة 23 يوما انتهت بفوز المرحوم و عدم نزول الاتحاد إلى حظيرة قسم ما بين الرابطات كما يعد الراحل أول من أنقد إتحاد بلعباس من السقوط موسم 81 1982 لما أتم بحثه في قوانين الفاف عن سقوط مولودية العاصمة إلى القسم الثاني لأول مرة في تاريخها عاش فقيرا و مات كذلك رغم أن أي شخص آخر كان بإمكانه أن يصبح ثريا بفعل هاته الاحترازات التي استفاد منها رؤساء على حساب مجهوده الشخصي إلا أن المرحوم بن عياد كان في كل مرة يتلقى فقط وعود من هؤلاء الرؤساء دون أن يتلقى فلسا واحدا يساعد به نفسه على تخطي المحنة التي كان يعاني منها طيلة مشواره بل بالعكس حاول الرئيس السابق عايدة انتهاز الفرصة و بدأت تشكيلة المكرة تتناول وجبات الإفطار عند مطعم بن عياد الذي كان فقط يستأجره و ترتب على اتحاد بلعباس دين يقارب 121 مليون سنتيم غادر عايدة رئاسة النادي دون أن يقوم بتسديد ما عليه من دين تاركا بن عياد يتخبط في مشاكله فقام بغلق المحل الذي أفلس بفعل الدين و تم إقالة بن عياد الموسم من بعد من قبل إدارة اتحاد بلعباس فلجأ إلى العدالة من أجل استرجاع حقه الضائع فقام رئيس المكرة الحالي بن عيسى بمنحه نصف المبلغ الذي يدين به و المقدر ب 60 مليون سنتيم و قبل وفاته منحه 10 ملايين سنتيم مما يعني انه يبقى في ذمة المكرة لفائدة المرحوم 50 مليون سنتيم للعلم فانه لحد الآن لا يملك مسكنا خاصا به يأوي عائلته التي تركها دون مأوى . مات و مات معه حلم إعادة نادي المشعل للوجود كان المرحوم بن عياد كيلاس الذي صارع المرض ينوي أن يعيد نادي مشعل بلعباس المعروف ب " لوناكو " إلى الوجود في حالة ما توفرت له الإمكانات و الصحة إلا أن القدر اختطفه و أخذ معه فكرة إحياء أمجاد المشعل الذي أنجب خيرة اللاعبين في الماضي القريب و الكل يعترف بذلك و مع على القائمين على شؤون الرياضة ببلعباس رفقة اللاعبين السابقين للمشعل سوى التكاثف من اجل تحقيق حلم بن عياد حتى يرتاح في قبره . قالوا عن الرجل اللاعب السابق لاتحاد بلعباس بوهني لخضر: لقد قدم هذا الرجل كل ما يحوزه لهذا الفريق و لم يبخل عليه بأي مجهود و ساهم في مرات عديدة في إنقاذه من عدة هزات كادت تعصف به لكن لم يتلق ما يستحقه و مات و هو لا يملك سكن خاص به فهذا عيب و عار على كل من تعاقب على رئاسة فريق اتحاد بلعباس و أنا من هذا المنبر أقول انه لا يزال الوقت طويلا لتكريم هذا الشخص الذي عانى في صمت دون أن يقلق أي شخص عكس المسيرين الذين تعاقبوا على المكرة و الذين أقلقوه كثيرا و انتهزوا طيبته استغلوه أحسن استغلال دون أن يوفوه حقه. اللاعب السابق للمكرة حفاف رضوان : أنا شخصيا أتذكر الأيام التي كان فيها كيلاس مع مشعل بلعباس و الذي كان لا يبخل عن بذل مجهودات جبارة من أجل إحياء أمجاده الضائعة حتى أنني علمت انه كان ينوي الموسم المقبل أن يعيد إحياء هذا الفريق الذي اندثر و لكن القدر كان ضده لذا أتوجه بنداء إلى كل من هو على رأس الرياضة ببلعباس أن يقوم بتجسيد فكرة المرحوم و يعيد " لوناكو" إلى الواجهة . زوبا الجيلالي لاعب سابق للاتحاد: أنا شخصيا كانت لي علاقة طيبة مع هذا الشخص الذي يجب على كل مواطن في سيدي بلعباس أن يحترمه لأنه إنسان قدم الكثير للرياضة بالولاية رقم 22 و كان بالفعل الرجل الذي أنقذ المكرة في عدة مناسبات و يجب تكريمه على حساب ما قدمه لهذا النادي العريق و خير ذلك هو إعادة الاعتبار لفريقه المحبوب إلى الواجهة و اقتطاع تأشيرة الصعود إلى حظيرة النخبة .