الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    إنشاء شبكة موضوعاتية جديدة حول الصحة والطب الدقيقين سنة 2025    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    بوغالي في أكرا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    الرئاسة الفلسطينية: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم التدمير والإبادة    تحذير أممي من مخاطر الذخائر المتفجرة في غزة والضفة الغربية    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي    إبراز جهود الجزائر في تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



4307 تدخل أنقذ 1827 شخصا
ترافق أعوان الحماية المدنية في رفع تحدي فيضانات الفاتح أكتوبر بغرداية
نشر في الشعب يوم 23 - 11 - 2008

مشاركة 1770 عنصر من مختلف الرتب وتسجيل 4307 عملية تدخل أنقذ من خلالها 1827شخص و736 من هلاك وشيك ومؤشرات عن تفريغ 1483 دهليز وسحب 83 مركبة والقيام ب 1222 مساعدة عملية منها سحب الجثث من مختلف المناطق المائية بالمناطق المتضررة، تنصيب 75 خيمة وتجنيب تلوث المنابع المائية ومايعادل 430عملية مختلفة أرقام تؤكد نشاطات مكثفة حيوية دائمة وخدمات متواصلة لمسيرة رجال جابهوا خطر فيضانات غرداية من خلال تدخلاتهم التي تركت بصماتهم شاهدة على روح التحدي التي رفعوها ترجمت إرادة تعاون من خلال تسير جماعي ومسؤول لسلك الحماية المدنية تحت قيادة العقيد مصطفى الهبيري بهدف التصدي للكارثة التي عاشتها البلاد في الفاتح أكتوبر .
نحمد الله على المجهودات الجبارة التي قامت بها الحماية المدنية... لولا الحماية المدنية لكانت الخسائر أعظم، الحماية المدنية لم تتفانا في تقديم يد المساعدة لعائلاتنا فور وقوع الفيضانات...الحماية عملت على تجنيب خسائر بشرية أكبر لتنبيهها المواطنين بالخطر قبل وقوعه... شاهدات لاقانا بها أهالي بني ميزاب لدى تواجدنا على ضفاف وديان ولاية غرداية التي أخذت مياهها ترسم طريقها إلى مجراها الطبيعي، بفضل المجهودات التي تبذلها فرق الحماية المدنية إلى ساعات متأخرة من الليل، من اجل الإسراع في وتيرة تحرير الطرقات والتخلص من الأوحال بالإضافة إلى تأمين المنطقة .
وقصد الوقوف على مستجدات الوضع بغرداية، فضلا عن الاطلاع عن كثب على مهام القطاع الدور الفعال الذي قاموا به التي لازالت مجندة بالمنطقة بعدما يقارب مرور شهرين من وقوع الكارثة، حيث انتقلت ''الشعب'' إلى عين المكان، وحضرت عن قرب أهم الشروحات حول ظروف تسير الكارثة وأهم العماليات الرائدة التي قام بها هذا القطاع في إطار ما تقتضيه مهامه في حالة الكوارث، واقتربت من سكان الولاية الذين أكدوا أن رجال الحماية المدنية أدوا واجبهم على أكمل وجه في حين لا تزال بعض الترتيبات التي تستدعي تدخل الجهات المعنية لاستكمالها.
إنقاذ 1827 مواطنا كانوا في حالة خطيرة
فبعد الدور الريادي الذي أداه رجال الحماية المدنية لمواجهة مخلفات فيضان باب الوادى وزلزال بومرداس، كانت الفرصة سانحة ليبرهنوا مرة أخرى استعدادهم وجاهزيتهم للتدخل في كل حين كلما اقتضى الأمر، سواء تعلق ذلك بحالة الطوارئ، وحتى التدخل السريع في حالة الكوارث الطبيعية لانقاذ المواطنين ونجدة المستضعفين، الشيئ الذي لمسه مؤخرا سكان ولاية غرداية اثر الفيضانات الفاجعة التي حلت بالمنطقة صبيحة أول أيام العيد المبارك، حيث سمح تدخل الحماية المدنية بمختلف فروعها بإنقاذ أرواح العديد من المواطنين الأبرياء مواطن من بينهم 736 فردا كانوا في حالات خطرة بعد أن غمرتهم المياه وحاصرتهم الأوحال.
فهذه المؤسسة الوطنية العتيدة ذات الدور البارز والإسهام السخي في تحقيق مناعة الوطن وازدهاره، والتي تعد دوما مدرسة للفداء والوفاء والانضباط تتربى فيها أجيال المستقبل على قيم الشرف والامتياز وحب الوطن، وفضلا عن مهامها التقليدية في الاضطلاع برسالة النبيلة في حماية المواطنين وممتلكاتهم وصون سلامته، أضحت اليوم في طليعة القوى الحية التي تعاضد جهود الدولة في البناء الحضاري الشامل وتساهم في تحسين ظروف المواطنين، في انسجام مع اختيارات البلاد الرامية إلى توظيف كل الإمكانات من اجل رفاهية الإنسان ورقيه، مجسمة بذلك المقاربة الوطنية في ما يتعلق بالمفهوم الشامل للدفاع والأمن.
وتسير الكوارث الطبيعية وعلاوة على مهمته التقليدية المتمثلة بالوقاية ، التدخلات وتقديم الإسعافات الأولية، تسير الموارد البشرية والمادية والجوانب المتعلقة بالحياة الاجتماعية، يتولى سلك الحماية المدنية تنفيذ مهام تكميلية توافقا مع متطلبات التنمية، كما تلعب الحماية دورا رياديا في إطار مجابهة الكوارث الطبيعية عبر ما تقوم به من تدخلات بفضل الوسائل اللوجستية والتجهيزات والمعدات التي تتوفر لديها تساهم في التخفيف من معاناة الضحايا ومحو آثار ومخلفات الكوارث.
فان هذه التدخلات ذات الطابع الإنساني اثبثت أن دور الحماية المدنية لايقتصر البتة على المهمة الحماية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل تقديم خدمات اجتماعية متنوعة لفائدة المواطن، وتتجلى ابرز أدواره من هذه الناحية في المناطق الداخلية وفي المناطق المعزولة التي تفتقر إلى بعض المرافق وخاصة في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل إذ يقدم المساعدات المختلفة من إسعاف وتموين وإيواء ويسهر على امن المواطن وطمأنينته.
دعم ولاية غرداية بأزيد من 1700 عونا
منذ وصول خرائط القمر الصناعي ''ألسات'' التي اطلعت ''الشعب'' عليها والتي توضح أسباب ارتفاع المذهل لعلو المياه وغيرها أكد المقدم بوغلاف بوعلام المدير الولائي لولاية غرداية، أن مصالحه قد جندت أفرادها قبل الكارثة إلى جانب طلب تدعيمها مروحيات لمسح المناطق المنكوبة وتوجيه التدخلات، وقامت بإنقاذ منكوبين وإجلاء جرحى منهم أطفال كانوا تحصنوا بأسطح منازلهم التي غمرتها المياه ونقلتهم إلى مناطق آمنة وحولت آخرين إلى مراكز استشفائية.
مضيفا أن مصالحه قامت في بداية الأمر إلى القيام بعملية إعلام وتحسيس لإبعاد المواطنين والسكان من مواقع الفيضانات حيث تم استعمال مكبرات الصوت البارود ومنارات والمساجد التي ساعدتنا كثيرا في إيصال نداءات الابتعاد بالإضافة إلى تقسيم المناطق المنكوبة إلى 8 مناطق كما تم الاتصال بمختلف الوحدات في الضفف الاخرى بالتدخل كما وصلت فرق الدعم من الحماية المدنية من الولايات المجاورة بما فيها فرق الدعم من الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالعاصمة مافعل في عملية الإنقاذ كثيرا، وساهم في إنقاذ العديد من الأرواح فالفرق القادمة من العاصمة كانت مجهزة بالقوارب والزوارق المطاطية التي ساعدتنا كثيرا في الدخول العديد من المناطق الصعبة التي غمرتها المياه ووصول علوها إلى 3 أمتار.
مشيرا خلال شرحه لنا أن الفيضانات وصلت إلى ذروتها في الساعة السادسة صباحا حيث تسبب الفيضان في تقسيم غرداية إلى شطرين منعزلين حيث يصعب اجتياز الضفة الغربية إلي الضفة الشمالية إلى الضفة الجنوبية، انه كان يوم مروعا، حيث عرف تهاطل كميات معتبرة من الأمطار ليس في غرداية فقط، وإنما في الولايات المجاورة على غرار ولاية ورقلة والاغواط مزاد في حدة الكارثة حيث تسببت الوديان ال 6 التي تصب في وادي ميزاب من سرعة السيول والوديان المتمثلة في كل من وادي العذيرة، وادي أرغدان، وادي تبسة، وادي توزوز، وادي الحيمر حيث ارتفع علو المياه إلى أكثر من 8 أمتار وتسير بسرعة 900 متر مكعب في الثانية فيما قامت السيول الجارفة إلى توسيع عرض الوادي إلى 41مترا وهو الذي لم يكن يتجاوز قبل الفيضانات 25 مترا وهو مايعكس المأساة التي خلفتها الفيضان.
منوها في سياق ذاته بالمجودات الجبارة لأفراد الحماية المدنية الذين جاءوا فيما بعد من 25 ولاية حيث وصل عدد الأعوان والضباط إلى 1177ما رفع من المعنويات وساهم في إنقاذ المزيد من الأفراد من شبح الموت لقد سجلنا 4060 تدخل أنقذنا من خلالها مع مختلف المصالح 736 شخص من هلاك كان وشيك مع تفريغ 1483 دهليز وسحب 83 مركبة والقيام ب1222 مساعدة عملية منها سحب الجثث من مختلف المناطق المائية بالمناطق المتضررة والتي وإن لم تدخل في صلاحيات فقد حاولوا جاهدين تجنيب تلوث المنابع المائية كما عملو على تنصيب 75 خيمة بمراكز الإيواء بالقاعة المتعددة الرياضات بشعبة النيشان ومركز قصر المعارض والمركز الجواري بوهراوة .
وتم تكليف كذلك بعملية جرد وإحصاء جميع المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غرداية عبر المخزن الرئيسي بونميرات قبل تسليمها للمراكز الثانوية أين تقوم مختلف الجمعيات بتوزيعها رفقة إطارات وزارة الداخلية، كشف محدثنا انه وفور أخطار القيادة العامة للحماية المدنية، باشرت بإنشاء مركز قيادة متقدم، حيث تم وضع مخطط خاص لتنظيم تدخلات وحداتها وتوزيع الإمدادات في الكارثة التي شهدتها عدة مناطق بولاية غرداية، بناءا على خريطة للأحياء المنكوبة حسب درجة تضررها، كما تم تدعيم التعداد الأصلي في اليوم الموالي بعدد هائل من الأعوان من مختلف إضافة إلى تجنيد فرق السينوتقنية، باستعمال كلاب مختصة في البحث البشري لانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، ليرتفع عدد عناصر الحماية المدنية المتواجد بالمناطق المنكوبة إلى 1770 .
حيث ارتكزت الخطوط العريضة لهذا المخطط على تقسيم ولاية غرداية إلى تسعة مناطق منكوبة، تتمثل في حي الغابة وحي مسعود وحي بابا سعد ببلدية غرداية إلى جانب كل من بلديات العطف، ضاية بن دحوة، القرارة، متليلي، بريان، زلفانة، بونورة، وسبسب ومن ثم تحديد مهام الوحدات المكلفة بالإنقاذ والإسعاف بمشاركة الحماية المدنية والكلاب التابعة للفرقة السينوتقنية قصد إجلاء المواطنين المحاصرين في سكناتهم التي غمرتها المياه وإسعاف الجرحى والبحث عن المفقودين المتواجدين تحت الأنقاض مع ضمان المرافق وفتح الطريق، مما سمح بانتشال 22 جثة، 12 منها بمنطقة الغرارة وبحي باب سعد، إضافة إلى جثتين بضاية بن دحوه واخريتين بكل من حي الغابة والعطف..
وكانت الحماية المدنية استعانت بمروحيتين للجيش الوطني مباشرة بعد الكارثة لمعاينة الأحياء المتضررة ومحاولة تحديد منافذ التدخل من خلال تصوير المواقع المتضررة جدا، كما تم تجنيد عناصر لمعاينة وضعية المتضررين.
بالموازاة مع ذلك، تم توزيع عناصر التدخل على مجموعات تتكفل بإسعاف العائلات المنكوبة حيث تم إعطاء تعليمات لجميع العناصر للتدخل في كل الأحياء بغض النظر عن إقليم الاختصاص.
من جهة أخرى، حرص أعون الحماية المدنية حسبما أشار إليه المقدم بوغلاف بوعلام على ضرورة تكثيف الأبحاث عن المفقودين على خلفية أن السيول تسببت في انهيار سكنات عندما كان سكانها نياما ويكونون متواجدين تحت الأنقاض، مشيرا الى العملية شملت كذلك السيارات المتواجدة تحت الأوحال، بالنظر إلى احتمال وجود عدد من السائقين ضمن تعداد المفقودين ويكونون قد حاولوا الفرار على متنها، إضافة الى تسهيل حركة المرور وتوجيه مستعملي الطرقات، خاصة على مستوى الطرقات المقطوعة، وكذا تأمين مراكز إيواء العائلات المنكوبة وأيضا محلات إيداع المؤونة.
كما عمل عناصر الحماية بالتنسيق مع مصالح الولاية فيما يتعلق بالمساعدات، وعملية تحويلها الى مقر وحدة الحماية المدنية لجردها منها خيم، حيث تم ضبط شروط لتوزيعها على المنكوبين الحقيقيين وقطع الطريق أمام انتهازيي المأساة الذين قد يستغلون هذه الظروف للتغلغل وسط المنكوبين بهدف الاستفادة لاحقا من سكن.
كما تم إنشاء مركز متقدم للحماية المدنية ''الغابة'' المنكوبة الواقعة بطريق ضاية بن ضحوة لتأمين المكان وتسهيل التدخلات في ظل تسجيل طمر عدة سكنات وانهيار مساكن بأكملها بعد زحف السيول عليها، وختم المقدم بوعلام بوغلاف الذي شرح لنا مختلف المراحل
التي عرفتها عملية تسير الكارثة من خلال تنصيب قيادة مركزية، تسهر على تسير الوضع حديثه لنا ليرجع الفضل في ذلك إلى التطور الذي شهده القطاع الذي يواكب العصرنة في ضل قيادة العقيد ومصطفي الهبيري وذلك من خلال متابعته الدائمة والمباشرة بأهم الوقائع الخاصة بهذا القطاع مشيرا إلى أن الفيضانات نبهتهم إلى العديد من المعطيات، فنحن سنعمل على تقديم مقترحات لبناء وحدات جديدة والتزويد بتجهيزات جديدة للتدخل، وتعميم وسائل الإنقاذ على جميع الوحدات كما أن الاستنجاد بالخرائط عبر الساتل، سيساعدنا كثيرا في تقييم الخسائر وتفاديها مستقبلا خاصة بالنسبة للأفراد والفلاحة
العقيد الهبيري خبرة ....وقدوة
لتصدي لكل وجه من أوجه الطبيعة الغادرة يتطلب الاحتماء بجدار قوي مهما زادت أحمالنا وأثقالنا عليه تحملنا وتحملها معنا ولكن لكل شيء مركز قوة ولعل مركز قوة الحماية المدنية تكمن في شخصية العقيد ''مصطفي الهبيري '' الذي لعب دور كبير من خلال خبرته في تسير كارثة غرداية وهذا ليس لتقليل من أهمية باقي عمال السلك، ولكن لإظهار شخصية قد تنام وعقلها دائر صاح لا يكل ولا يمل من التفكير في سبل جديد وطرق حديثة قصد تمنين وتفعيل دور الحماية .
هذا ليس حديث عابر أو رأيا شخصيا ولكن هو ليس إلا استنطاق لأشياء حدثت وأدوار لعبت بجدارة وبراعة، فهو وبعد أن قاد سلكا في وسط فيضان جرف الأنفاس والأنفس بباب الوادى، إلى تسير بارع لانقاذ ضحايا زلزال بومرداس، ولم تكن هذه مجرد تجارب بل كانت خبرات مكنته وفريقه الدؤوب على التضحية والعمل على التصدي لقسوة الطبيعة في غرداية وإن كانت هذه عناوين كتبت وبالبند العريض فالتفاصيل الدقيقة والأسطر المهنية في مشواراه المهني نقشت بأحرف من ذهب .
هو ليس شخصية عابرة ولا اسم يسهل نسيانه أو تناسيه فقد حفر اسمه على صخور الآلام ورسم ابتسامة بحنكته وردة فعله الفعالة لا المنفعلة ولهذا كان من كل من عمل مع أن يمنحه وسام عرفان وتقدير واحترام قد يفوق المشاعر مدى الحياة .
فقطاع الحماية المدنية عرف في ظل قياد العقيد مصطفي الهبيري نقلة نوعية وازدهار غير مسبوق أثمرت جهوده المنيرة في حماية المواطنين والممتلكات خلال السنوات 8 الأخيرة التي شهدت على اعتلائه لكرسي القيادة داعيا في إطار تجسيد برامجه ومشاريعه الاقتصادية والصحية والاجتماعية والثقافية، إلى إعطاء أهمية خاصة لهذا السلك باعتبارها أداة مهمة في زرع الأمن، ولعل المشاريع الكبرى التي تدخل في إطار البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية تعد منارت شاهدة على هذا القطاع الذي بات يعرف نشاطات مكثفة حيوية دائمة وخدمات متواصلة لرجال جابهو الأخطار ودخلوا باب الاحترافية،
وعلى غرار السنوات الماضية أعمال هامة أنجزت في الميدان على مختلف المستويات مناورات مشتركة مع وحدات وبلدان مجاورة شهدت على انفتاح الحماية المدنية، وعزمها على المشاركة الفعالة في أي عمل جماعي ومسؤول يراد منه مواجهة الأخطار التي تهدد الوطن وتبادل الخبرات مع البلدان الاوروبية على أعلى مستوى .
وفي نفس الآفاق وبدافع الوفاء بالتعهدات التي التزمت بها الجزائر في إطار إنظمامها إلي بعض آليات تسيير الأزمات العربية منها والإفريقية أدرج العقيد الهبيري هذا الخيار
لإعداد مخططات التكوين والتحضير في هذا الإطار، ومواكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم حيث أضحى تعزيز القدرات العملياتية فرض عين لايجوز التفريط فيه، كما عرف القطاع في عهدته إعادة مراجعة نظام التكوين وتكثيفه،حسب متطلبات الساعة من أجل ضمان تحسين التكفل بأمن المواطنين وممتلكاتهم، من خلال إعداد مخطط رسكلة وتكوين أفرادها وتطوير قدراتهم للتكفل بمختلف الجوانب المتعلقة بنشاط ومهام الحماية المدنية على أساس الاحتياجات المقدمة والمعبر عنها من قبل مختلف مصالح القطاع والمتعلق بالوقاية، التدخلات، تسير الموارد البشرية والمادية والجوانب المتعلقة بالحياة الاجتماعية، كما عرف التكوين خلال نفس العام إدماج آليات حديثة، كما سجلت نشاطات مكثفة للتعاون في إطار مد يد المساعدة الإنسانية لمختلف بلدان العالم .
كما عرفت فترة تولي الهبيري القيادة تحولات معتبرة على مستوي التجهيزات وطرق العمل حيث شهدت منذ 8 سنوات من قبل إدخال تجهيزات حديثة خاصة بعملية التدخل وضمان التحكم في مختلف الكوارث .
الفرق السينوتقنية....
ونجحت الفرق السينوتقنية المزودة بالكلاب المدربة التابعة للوحدة الوطنية لتدريب والتدخل للدار البيضاء للجزائر العاصمة، من اكتشاف العديد من المصابين والجثث بالوادي فدور الرائد للكلاب في عمل الحماية المدنية، وأهميتهم في معادلة الإنقاذ فاقت تصورات كل من قلل من أهميتهم يوما، فهم أصاحب حاسة خارقة فبعد تدريبهم جعلوا حاستهم بمثابة صفة فطرية، حيث أدهشوا الجميع فهم يشكلون فريقا لايهزم حيث كان لهم دور جوهري في عمليات الإنقاذ بغرداية مكنت أفراها من إنقاذ العديد من الأشخاص وإن كان الأمر قد يفوق تصور الإنسان المحدود فالشخص الواعي لن يندهش حين يري هؤلاء ميدانيا وهم يعملون وكأنهم عمال منضبطون في ساعات عمل رسمية كل تحركاتهم تحكمها قوانين العمل .
فرق الغطاسين ...تعيد الحياة للكثير من الغرقى
فرق الغطاسين بدورها لعبت دورا كبيرا في عملية البحث عن الضحايا، فقد امتدت أياديهم لكل شخص بفضل نبل أخلاقهم وحرفيتهم، فهم غواصون من طراز يصلون إلى ضالتهم بسرعة قياسية، وينتشلونهم من بين الأوحال بسرعة مماثلة ليكون في كل مرة تلامس يده يد واحد من الضحايا إلا وكأنهم يمنحونهم روحا جديدة أملا أخر في الحياة كانوا ولا يزالوا منارة تنتشل الغرقى، وتوصلهم إلى بر الأمان بكثير من العناية والحنان من خلال عمل جبار واحترافي خاصة على مستوى الدهاليز والأقبية، حيث تمكنوا من انجاز جسر اصطناعي بالزوارق المطاطية، الأمر الذي مكن العديد من المحاصرين بالمياه من مغادرة منازلهم وامتد عملهم إلى غاية ضخ المياه من الأقبية والدهاليز المتاخمة للوادي والشوارع الاخرى، ونشير إلى أن ظروف العمل كانت جد صعبة أو مستحيلة مشكلتا خطرا كبيرا على حياتهم رغم ذلك رفعوا التحدي في سبيل إنقاذ أرواح المواطنين والبحث عن المفقودين وانتشال الجثث الضحايا بما فيها جثث الحيوانات لتنقية المياه ومنع التلوث وانتشار الروائح.
------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.