بزغت »إذاعة القرآن الكريم« في ظرف صعب كانت فيه الموازن الأمنية منقسمة إلى شطرين في بداية التسعينات أين إختلط الواقع الجزائري بعنف دخيل سيطر على المجتمع ومع هذا تم تأسيس هذه المؤسسة الإعلامية بتاريخ (12) جويلية من عام 1991 لإخراج الدين الإسلامي من المتسيس وإزاحة الفتنة التي أرادت زعزعة أركان الدولة وتقنيم الحكم ورغم أن مرحلة إنشاء الإذاعة جاءت خلال بداية العشرية السوداء إلا أن بثها الأثيري للإعلام الجواري الديني ولمعرفة أكثر عن إذاعة القرآن الكريم كان لنا هذا الحوار المختصر مع مديرها الأستاذ محمد زكريا زبدة : أردنا أن نلتفت قليلا إلى هذه الإذاعة التي أنشأت وترعرعت في ظل تردي الأوضاع التي طالت أيضا الثقافة الدينية كيف كان ذلك؟ ج يعود خلق هذه المؤسسة الإعلامية الميكروفونية إلى الراحل صاحب (اللاز) الطاهر وطار الذي كان سببا في وجودها حين تقلد منصب مدير الإذاعة الوطنية في أوائل التسعينات وظهورها حقا جاء أثناء ظرف خاص حينما كان الإسلام السياسي يتاجر من ثابت الدين ورغم أنف الوضع رافقت الإذاعة سنوات الجمر وتحملت بث الإعتدال والوسطية ونبذ أشكال العنف والتطرف وقد خلف إجتهادها المباشر ضمن قافلة الشهداء بعض المنشطين الذين طالتهم يد الغدر أمثال محمد قصاب رحمة الله عليه س: هل لإذاعة القرآن أهداف معينة تسير عليها في مسيرة العشرين سنة؟ ج إذاعتنا تركز على مجموعة من الأهداف كإشاعة روح الإسلام السمحاء والتركيز كذلك في مرجعية أصل المغرب العربي للمذهب المالكي وإعطاء الفرصة للطاقات الجزائرية ولقد مر على الأثير عدة مشايخ وتفقه المستمع الكريم منهم العلامة عبد الرحمان الجيلالي زوده الله تعالى برحمته الواسعة والشيخ عبد السلام والشيخ كتو والحسيني الذين أعطوا الكثير للرأي العام وخدموا الإذاعة بالعزم والثقة وحسن النية . س: طبعا حفظ القرآن الكريم وارد وقد تم إلتماسه من وراء الزجاج كيف تقيمون الترتيل الذي له قواعد خاصة؟ ج: توجد لجنة مراقبة تتابع الشخص المجود والمرتل خصوصا (رواية ورش) وهذه اللجنة تحث على المبادئ التي يعتمد عليها حافظ القرآن الكريم بكل حذافرها لتفادي أي مغالطات لاسيما في هذا الجانب الذي لا يجب أن نقع في خطئه والتلعثم في كلامه إذا في عام 2006 أوكل للإذاعة المساهمة في إزاحة الخطر الممثل في جيوب القاعدة عبر الساتل وإذاعة الساحل عن طريق الدعم القرآني وتفاصيله. س: هل لإذاعة القرآن مجلة إعلامية تحدد نفس الإتجاه وتتبنى قضايا شتى؟ ج: بطبيعة الحال قمنا بتأسيس مجلة سنة 2007 وهي دورية مهمتها أوبالأحرى هدفها الإعلامي في تصحيح مفاهيم الدين وإزاحة الغطاء عن التطرف وللمجلة طقم متفرغ يسهر على كينونتها ويتطرق هؤلاء إلى مواضيع تعالج بإعتماد على رجال الدين مستدلين بالدليل والإثبات لرفع اللبس عن طروحات كثيرة يتخبط فيها الفرد ويحتاج إستيعابها والإقتناع بها وفيما يخص الإتجاه الذي تسير وفقه المجلة نفسه الخط الإذاعي وعن رئيس المجلة عبدو ربه (أنا) والمدير العام للإذاعة الوطنية مسؤول النشر السيد توفيق خلادي س: هل تجمعكم علاقة التحضيرات لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية؟ ج: أجل لقد شرعت الإذاعة القرآنية في التحضير لهذا الحدث الثقافي الخاص بعروس الغرب الأوسط عاصمة الزيانيين في السنة المنقضية (2010) حيث تم بث حصص قارة ضمن الشبكة البرامجية وإرسالها إلى إتحاد الإذاعات العربية وإتحاد الإذاعات الإسلامية وحاول الطاقم العامل بإذاعة القرآن أن تكون هذه المؤسسة الإعلامية السابقة في التحضير المادي والعلمي الذي يكمن في التعريف بكل ما يتعلق بأعلام تلمسان وتبليغ صورة الجزائر وجمال جغرافياتها وثراء حضارتها وتاريخها س: هناك إهتمام كبير بمستقبل إذاعة القرآن فيما يتجلى هذا الحرص؟ ج: تعد إذاعة القرآن أول إذاعة موضوعية تهتم بالحفاظ على الهوية الوطنية بلقاح العلم وينتظرون إلتفاتة من قبل وزارة الإتصال مادام أنهم يتعاقدون مع علماء يتشربون من ورائهم بالعقيدة الإسلامية والمقومات العربية مما جعلها تشكل مسموعة كبيرة بما يخدم الجزائر والإستثمار الديني وممن تستضيفهم الإذاعة الشيخ راتب النابولسي من سوريا علما أن الشيخ محمد الغزالي رافق هذه الأخيرة منذ بداية تأسيسها س: هل وجدت الأسرة الجزائرية المتحفظة البديل الموسيقى بإذاعة القرآن الكريم في شأن ما تريد سماعه؟ ج: توجد نقلة جديدة لتجاوز الخطاب التقليدي وخلق جو للفرح بالأنشودة ذات النغم الديني الذي تروق له الأسرة الجزائرية ويوظفون برنامجا آخر تحتاج إليه الأسرة كجماعة والفرد أيضا للترويح عن النفس وهذا طبعا بوضع الفكاهة صوبهم لترد أسماعهم وأذواقهم على العموم ويساهم في حلقة الفن الفكاهي بعض الفنانين كصالح أوڤروت إلى جانب الذي يقدمون برنامج »معاللحياة معنى« س: هذا عما تحتاجه الأسرة داخليا وما بين أفرادها وماذا عن الميدان ج: نحن حاليا نكثر من البرامج التفاعلية ونزول المكروفون إلى الميدان من خلال حصة »بين الشرع والشارع« تمس موضوعا إجتماعيا ويعملون على تقويم وتثمين هذه الحصة س: كونك عضو إتحاد الإسلاميات بجدة ماذا ترى المرأة من القرآن؟ ح: القرآن الكريم قلب موازين المرأة بعد إقبالها على حفظه والمثابرة عليه وتعلمت الترتيل واحترمت قواعده ومبادئه مما دفعها ورغبة منها في المشاركة بالمسابقات وأضحت تتنافس على الحفظ أكثر منه في شهر رمضان س: تحن أمام وسائل إتصال جديدة ولها دورفي المجتمع ما هو ردكم في هذا؟ ج: لست من دعاة محاربتها ولا منعها وشبكة الأنترنت أحدثت ثورة تكنولوجية في السمع والمشاهدة وقراءة المحتويات ومن شأنها أن تخلف أثرين في شخصية المدمن عليها ومن جهة الأثار السلبية التي تجعل الواحد منا يتشبث بها إحساسه بالعزلة وضعف التواصل العائلي وكذا الإدمان والتركيز على حساسية البصر والإبتعاد عن السلطة الأبوية مع التهرب من الرقابة الإجتماعية وفي الشق الإيجابي يبعث على توسيع دائرة الثقافة وإحساس مستعمل شبكة الأنترنت بأن قربه جزء من العالم بآلامه وأماله ومع هذا الأنترنت ليس الإنسان بل البشر هو الأبقى والمحرك. س: كيف ترى الإعلام؟ ج: تحدى العقبات وتحصل على توجهات بحرية التعبير وهنيئا للخطوات والأشواط التي قطعها بالخصوص الصحافة المكتوبة وأملى كله أن تنجح الأقلام النيرة وشكرا للجمهورية القديمة الجديدة التي لا تزال قائمة بوثبة دائمة.