أحيت إذاعة القرآن الكريم الذكرى تأسيسها العشرين، الموافقة للأول من شهر محرم من كل عام بحضور جمع غفير من الشخصيات الوطنية والإذاعية والأسرة الإعلامية، وعدد من المواطنين. وقد تضمن الحفل الذي جرت فعالياته بالنادي الثقافي عيسى مسعودي توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم طبعتها الثانية التي أشرفت على تنظيمها إذاعة القرآن الكريم خلال شهر رمضان الفائت، تحت عنوان "التأشيرة إلى مكة" بالتنسيق مع جمعية العلماء المسلمين ومؤسسة الميعاد للأسفار، التي تكفلت بإهداء عمرات لأربعة أشخاص فائزين في المسابقة. وعلى هامش حفل الاختتام صرح مدير إذاعة القران الكريم محمد زكريا زبدة إن ما أنجزته إذاعة القرآن الكريم وهي تطفأ شمعتها العشرين هو أنها حينما تأسست في العام 1991 بكل ما يحمله التاريخ من معان وواقع في الجزائر فإن ذلك لا يحيل إلا على إرادة الدولة الجزائرية في تحملها المسؤولية كاملة في استعادة المنابر، ليس المسجدية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى المنابر الإعلامية التي توجت بإذاعة القرآن الكريم كمنبر فاعل في الساحة الدينية ينافح من أجل الوسطية والاعتدال بعيدا عن كل القراءات الخاطئة والمتطرفة والمشوهة . وأضاف زبدة أن دفتر الشروط الذي أنشئت بموجبه إذاعة القرآن الكريم، والتزمت به على مدار عشرين عاما، هو الاستثمار الحسن والجيد والمسؤول في الأطفال الصغار، الناشئة التي تخصها الكثير من البرامج المسطرة من أجل إبرازها للظهور، ودفعها إلى طريق النضج الاجتماعي السليم. وفي سؤال هل ما إذا كانت هذه هي الحدود القصوى لتطلع إذاعة القرآن الكريم، قال زبدة: مازال الوقت مبكرا على الوصول، ثم أن الوصول لا يتحقق إلا في إطار الشراكة مع المؤسسات الإجتماعية، ابتداء بمؤسسة الأسرة، ومرورا بمختلف المؤسسات بما فيها المدرسة والإعلام، حيث نعمل جماعية من أجل تحقيق القيم النبيلة التي تسعى كل أسرة إلى التشبث بها، وتصب في إطار الثوابت الوطنية صبا يتماشى مع مقصد تحقيق الاستقرار وصيانته والحفاظ عليه . وعن الإطار الضامن لمسار العمل الإعلامي في إذاعة القرآن الكريم قال زبدة: إنه ينبني وفقا للمرجعية المغاربية، التي يشكل الفقه المالكي جوهرها الرئيس، هذا فضلا عن الخصوصية المحلية للمجتمع الجزائري التي تعد مراعاتها من أولوية الأوليات في العمل الإذاعي، وموازاة مع هذا يشكل الخروج الحكيم عن الخطاب التقليدي الذي خصت به بعض المنابر المسجدية التقليدية أهم منزع تقوم عليه الشبكة البرامجية في إذاعة القرآن الكريم، التي تعنى بإسقاط أسمى المعاني الدينية في مختلف مجالات حياتنا الاقتصادية والثقافية والفنية. للإشارة فقد تضمن الحفل قراءات قرآنية لعدد من الأطفال، منهم الفائزون في المسابقة، بالإضافة إلى نفحات إنشادية، وعدد من التدخلات، كما تم تكريم أسرة شهيد الواجب، الصحفي محمد قصاب المتوفى بتاريخ12 /08 / 1996، هذا فضلا عن استذكار كل من المرحوم الطاهر وطار، مؤسس إذاعة القرآن الأول، والمرحوم محمد كتو، الذي عاش مع إذاعة القرآن إلى آخر حياته، المرحوم عبد الرحمن الجيلالي الذي طالما تحدث عبرى أثيرها .