إكتشفت الحكواتية البلجيكية »ميلان كولي موت« الحكاية الشعبية الجزائرية، من خلال أسماء أدبية لها وزنها على الصعيد العالمي، على غرار الراحل مولود معمري والكاتبة نورة أزفال صاحبة العديد من المؤلفات حول الحكايا والقصص الشعبية المتداولة قديما بين الناس في بلادنا، والمستلهمة من تراثنا الثقافي الغني الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، واكتشفتها عن كثب وبعيدا عن الكتب، من خلال احتكاكها بالحكواتيين الجزائريين الذين إلتقتهم في مناسبات عدة بفرنسا، وعلاوة على هذا تضيف »ميلان كولي موت« لديها خلفية تاريخية عن الجزائر، باعتبار أنها حريصة دوما على أخذ فكرة على تاريخ البلد الذي تزوره لأول مرة حيث عرفت أن الجزائر كابدت الإحتلال الإسباني مثل بلدها بلجيكا، لكن من خلال مشاركتها في الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للحكاية بوهران، إكتشفت الجمهور الجزائري الذي تقف أمامه لأول مرة لتعرف بأنه مغاير ومختلف عن باقي الجماهير التي اعتادت سرد قصص وحكايات أمامها، عبر مختلف المدن والدول التي جابتها طوال رحلتها الفنية، لتكتمل بذلك لديها الفكرة ومن تم مشهد الحكاية.. جاءت »ميلان كولي موت« الى وهران محملة بحقيبة مليئة بالتقاليد وحكايا التاريخ من أجل استعراض خبرتها وتجربتها، وإبراز ثقافة بلدها، معربة عن سعادتها بهذه المشاركة التي أضافت إليها الكثير وتمكنت بسهولة من التأقلم مع الجو والجمهور الجديد واستطاعت أن تتوصل الى الطريقة المثلى التي سهلت لها مهمة التواصل مع المتلقي الذي تنوع بين الأطفال عبر المؤسسات التعليمية، والكبار عبر المؤسسات الثقافية لاسيما المسرح الجهوي عبد القادر علولة والمركز الثقافي الفرنسي بوهران. تقول »ميلان كولي موت« إن لم تكن هناك أذن صاغية، فلا وجود لقصة أو حكاية تسردو وبالتالي فإن الحكي يتطلب خلق توازن أثناء العرض مع الراوي، بالنسبة لمحدثتنا فإن كل الحكايا جميلة إلا أنها تفضل أكثر القصص المؤثرة، التي تؤثر فيها بإنسانة وكفنانة في نفس الوقت، وهو ما يجعلها حريصة على إنتقاء هذا النوع من المواضيع، لكن وفي المقابل غالبا ما تتضمن عروضها جملة من المواضيع التوعوية والتربوية ذات الصلة بالطبيعة، لاسيما البيئة والماء لما لهما أهمية في حياتنا اليومية، ومواضيع اخرى إجتماعية على غرار علاقة الأم بطفلها والتي تعتبر أحد المحاور المهمة عادة ما تحرص على تقديمها ومقاسمتها مع الجمهور بحكم أنها أما ودائمة التنقل، فإن ظروف مهنتها جعلتها تعيش تمزقا أسريا باعتبار أنها بعيدة عن أطفالها طوال الوقت.. من جهة أخرى فإن محدثتنا لديها ميول غير عادي ازاء قصص الشخصيات التاريخية المشهورة ببلجيكا، التي تحرص على تقديمها للجمهور الذي تقف أمامه، كما أنها تعتمد على ما تستلهمه من تقاليد بلدها مع التركيز على البساطة في الكتابات المعاصرة التي تلجأ إليها من أجل تسهيل مهمة توصيلها الى الجمهور...