رفض حلف شمال الأطلسي أمس، الاعتذار على غارة استهدفت دبابات للثوار الليبيين على منطقة بين البريقة وأجدابيا شرقي ليبيا، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، هما اثنان من الثوار وطبيبان، وإصابة أربعة عشر، وفقدان ستة آخرين، ما أثار غضب الثوار· وأوعز ''الناتو'' ذلك إلى أن قوات التحالف لم تكن على علم بأن المعارضة المسلحة تستخدم مثل هذه المدرعات· وقال الأميرال، راسل هاردينغ، القائد المساعد للعمليات العسكرية في ليبيا، ''إننا لن نقدم اعتذارا·· والوضع الميداني كان ولا يزال متغيرا وغير محدد، وحتى أمس لم تكن لدينا معلومات بأن المعارضة المسلحة تستخدم دبابات''· ويأتي هذا في وقت أكد فيه ضابط أمريكي كبير، أن احتمال نجاح الثوار في الإطاحة بنظام القذافي ضئيل، مشيرا إلى أن النزاع يقترب من مأزق على الأرجح، إلا أن حلف ''الناتو'' نفى وجود ''مأزق'' على الصعيد السياسي أو العسكري·وفي الأثناء، عبر المجلس الوطني الانتقالي عن تمسكه برحيل القذافي عن الحكم، وذلك ردا على مبادرة أعلنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أول أمس، لحل الأزمة في ليبيا، وهي المبادرة التي رحب بها النظام الليبي· وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن المجلس مستعد لمناقشة المبادرة التركية إن تضمنت رحيل القذافي وأسرته· ومن جهته قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم، إن بلاده ترحب بالمبادرة التركية، موضحا أن أنقرة حاولت منذ بداية الأزمة الليبية أن ''تلعب دور شريك إيجابي مع جميع الليبيين''· وعبر المسؤول الليبي عن استغرابه من رفض إيطاليا لعب أي دور سياسي في الأزمة، رغم العلاقات بين البلدين، على حد تعبيره·وتدعو المبادرة التركية إلى وقف إطلاق نار فعلي وفوري ورفع قوات القذافي حصارها عن المدن التي تحاصرها، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الليبيين دون تمييز وتوفير مناطق آمنة· كما تنص على اتخاذ الإجراءات اللازمة فورا لإنجاز مرحلة تحول ديمقراطي نوعي تلبي مطالب الشعب الليبي وتهدف إلى تأسيس نظام ديمقراطي دستوري ينتخب بإرادة الشعب الحرة·واقترح أردوغان مشاطرة المبادرة التركية مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع المنظمات الدولية· ونفى أن تكون بلاده منعت قوات الناتو من الدفاع عن الشعب الليبي، موضحاً أن ''أي قطرة دم ليبية أثمن من أي قطرة نفط''·وتعليقا على المبادرة التركية، أكد مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي علي العيساوي أن أي مبادرة لحل الأزمة في ليبيا يجب أن تتضمن وبشكل واضح ''المطالب المشروعة للشعب الليبي'' وعلى رأسها تنحي القذافي عن سدة الحكم، معربا عن ترحيب المجلس بأي دور عربي وإسلامي لحل الأزمة في ليبيا·من ناحية أخرى، رفض الثوار الليبيون استلام مساعدات تركية وصلت على متن سفينة إلى ميناء بنغازي، معتبرين الرفض ردا على موقف أردوغان الذي حذر فيه من توريد أسلحة للثوار خشية تزايد خطر ''الإرهاب'' في شمال إفريقيا·