جنرال فرنسي يتوقع ''عمليات طويلة الأمد'' في ليبيا تواصلت المواجهات ليلة الأحد إلى الاثنين بين المعارضة الليبية وقوات القذافي بينما كان وفد الوساطة الإفريقي يجري مشاوراته، وبسرعة تم إعلان وفاة المبادرة الإفريقية على يد المعارضة أمس، فقد صرح رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي مصطفى عبد الجليل بأن ''المبادرة تجاوزها الزمن''، في حين أعلن العقيد القذافي موافقته على ''خارطة الطريق'' حسبما كشف عنه جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا، ورئيس اللجنة الإفريقية العليا الخاصة بليبيا التي حلمت أمس بالجزائر. ووفق بيان تلاه بعد ساعات مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة، فإن خريطة الطريق المقترحة تنص على ''الوقف الفوري للأعمال العدوانية، وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى السكان، وإطلاق حوار بين الأطراف الليبيين حول فترة انتقالية''. وردا على سؤال حول ما إذا جرى بحث احتمال رحيل القذافي عن السلطة خلال اجتماع الأحد، قال العمامرة ''بصراحة، جرت مناقشات مع القذافي لكن لا يمكنني الكلام عن هذه المحادثات، أولا لأنني لم أكن طرفا فيها، ثم إنني أعتقد بأنه ينبغي الحفاظ على السرية'' بين أطراف الحوار. ويأتي رفض المجلس الانتقالي ليعيد الأمور في ليبيا إلى نقطة الصفر بعدما لاحت بوادر انفراج أول أمس. وفي التفاصيل، جدد مصطفى عبد الجليل رفضه أية مبادرة لا تحمل معها شرط رحيل القذافي وعائلته عن الحكم، واتهم عبد الجليل العقيد الليبي بنسف مضمون المبادرة عندما استمر في قصف المدنيين والراجمات ومحاصرة المدن. وقدر عبد الجليل في ندوة صحفية عقدها في بنغازي أمس أن ''المبادرة التي طرحت تجاوزها الزمن''، مشيرا إلى أن ''مطالب الشعب هي رحيل القذافي وأبنائه، وأن عليهم الرحيل فورا إن أرادوا النجاة بأنفسهم''. وجدد مصطفى عبد الجليل اتهام الجزائر بإرسال مرتزقة إلى ليبيا لدعم القذافي، وكان قبل مدة قد ظل يردد أن الجزائر بريئة من هذا الفعل. ويحدث هذا في وقت وصل وفد الوساطة الإفريقي مساء أمس إلى الجزائر للقاء الرئيس بوتفليقة. وطالبت الجزائر في مواقف سابقة بوقف القتال في ليبيا، وأعلنت رفضها التدخل الأجنبي، كما أوضحت مرارا أنها تدعم استقرار ووحدة ليبيا ببقاء القذافي أو بدونه. وبفشل الوساطة الإفريقية، تتجه الأنظار إلى المبادرات الأخرى في كل من القاهرة والدوحة وروما، وفي هذه الأخيرة سيلتقي رئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل يوم الجمعة برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. أما بالدوحة فينتظر أن يعقد غدا الأربعاء أول اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، والتي أسست خلال مؤتمر لندن بشأن ليبيا يوم 31 مارس الماضي. وفي القاهرة سينعقد الأسبوع المقبل اجتماع موسع بمقر الجامعة العربية بحضور، ومسؤولي الجامعة والأمين الأممي بان كي مون، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين أشتون. ميدانيا، قال قائد أركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس إنه يتوقع ''خوض عمليات طويلة الأمد'' في ليبيا. وأكد الجنرال لدى زيارته قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا ''لم يتم حل أية أزمة معاصرة مؤخرا على أمد قصير.. فنحن أمام تتابع أزمات لديها جميعها أسبابا عميقة نسبيا، ولذلك لا ينبغي أن نأمل في تسويتها بعصا سحرية''. وفي الداخل الليبي، قالت المعارضة أن كتائب القذافي قصفت مدينة مصراتة بصواريخ غراد، في حين نجح مسلحو المعارضة في استعادة السيطرة على مدينة أجدابيا بالكامل، وتعهد حلف الناتو إنه سيواصل استهداف قوات القذافي ما دامت مستمرة في ''تهديد المدنيين''. ومن جهتها، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيساف) أمس أن عشرين طفلا على الأقل لقوا مصرعهم في مصراتة خلال العشرين يوما الماضية بسبب إصابتهم بشظايا قنابل أو قذائف دبابات أو أعيرة نارية.