بمرور 65 سنة على تأسيس نادي مولودية وهران الذي يعد أحد أقطاب كرة القدم الوهرانية والغربية عموما بإعتباره الفريق الأكثر تتويجا في تاريخ أندية الغرب بالكؤوس الوطنية والعربية والبطولات المحلية دخل هذا الموسم أبناء المولودية من جيل الألفية الثالثة عامهم الثاني عشر صائمين عن إحراز الألقاب منذ آخر تتويج بالكأس الممتازة التي جرت بدمشق وحملت حينها المولودية لواء الكرة الجزائرية بإجتيازها لعقبة الجيش السوري منذ تلك الفترة عزفت المدرسة الحمراوية على إنجاب من يقودها إلى إعتلاء المنصة محلياً أو قارياً وإنتهى مسلسل الإنجازات في أواخر التسعينات وحلت محلها النكسات والنكبات ومواسم الهربة من السقطات ، ومع حلول عصر الألفية إعتقد الجميع أن المولودية صاحبة السمعة والمكانة المرموقة وسط الأندية ستدخل عهداً جديداً لتقف مجدداً على رجليها كأنها عاشت أحلك الظروف ويبقى موسم 2008 مشوار العار الذي أعاد المولودية إلى الوراء ... المهم نسيان عصر التيهان وكان لابد من إعادة سكة الفريق إلى قسم الكبار لأن الفرق الكبيرة لاتموت أبداً ، ولاينكر جاحد فضل الأب الأسطوري المرحوم قاسم بليمام الرجل الذي قدم الكثير للمولودية ولم يبخل عليها بشيئ كلما تزعم النادي كان فال خير وبركة من بركات الشيخ الزموشي وعلى أبناء الحي الشعبي العتيق بالحمري كان سخياً إلى درجة لايتصورها العقل ، قوي في مواقفه وضعيف أمام معشوقته المولودية فكلما إستدعى الأمر أنقاذها من شبح السقوط إلاّ وكان رجل المولودية قاسم بليمام وراء عودتها إلى الواجهة حيث راح الرجل الأسطوري ...وطار الحمام يا بليمام ولم يعد للسلام مكان في بيت مولودية وهران فبقدر ما توسم الغيورين على الفريق من إحراز حلم التتويج في أول بطولة إحترافية بعد موسم ناجح إلى حد بعيد جاءت جولات الحسم وحسمت من أمور كثيرة بعثرت فيها الأوراق الرابحة وتبددت آمال العودة إلى عهد الألقاب رغم إحتلال المولودية مكانة تكسبها على الأقل تأشيرة قارية لتتدحرج في آخر المطاف في سلم الإحتراف فاسحة المجال للراغبين في إنهاء الموسم الكروي بإنجاز يحفظ في سجلاتها ... والكثير من المراقبين لم يفهموا حقيقة "تروان" في مولودية وهران التي تستهل المنافسة بإنطلاقة قوية وتنهي الموسم في العودة إلى الهاوية بحجة اللعب من أجل البقاء ، هكذا أرادها أن تكون من بيدهم زمام الأمور بعيدة عن الأنظار باقية في حظيرة الكبار شريطة أن لاتشترك في السباق لتخطف الأضواء . المولودية أطفأت أول أمس شمعتها الخامسة والستين على وقع الخلافات والصراعات والإنشقاقات التي تنخر كيان النادي وتزلزل البيت الحمراوي ذلك لأن المولودية التي إستقر وضعها وسارت على درب الفرق المرشحة للتويج قياسا بالمشوار المشرف في المنافسة السيدة الكأس وبلوغها عتبة الدور نصف النهائي، وكذا إحتلالها لمرتبة ثالثة مؤقتاً في سبورة ترتيب الدوري الإحترافي عادت مجددا إلى مسلسلها المعهود وتفعل "الكولسة" فعلتها ليتأجل الحلم أو بالأحرى يتبخر من جديد ليتأكد رسميا أن المولودية لن تعرف السلام ولن تحول عهدها مع الإنجازات إلاّ إذا أحبها الغيورين عليها مثلما أحبها المرحوم قاسم بليمام أكثر الزعماء تتويجا مع فرقهم مع نهاية مشوار هذا الرجل مع المولودية الذي لازمها إلى آخر نفس من حياته تاركا وراءه فراغاً رهيباً بعدما أعادها إلى مكانتها الحقيقية لن تحل محله من دون شك شخصية تضاهيه في مواقفه وعشقه للمولودية ولايجد راحته إلاّ بتوفير الأمان ولايقف على التنقيب لجلب الأموال ورفع رأس المولودية الحمراوية مثلما فعلها عندما إرتدى البرنوس وإمتطى الحصان بحي الحمري بعدما قاد مولودية وهران إلى بر الأمان فإذا كانت المولودية قد ضيعت هذا الموسم فرصة إستعادة نغمة الألقاب التي يتعطش لها الجمهور الحمراوي بعدما إستعصى على فريقهم مجددا أكثر من عشر سنوات إستعادة هذه المكانة فإن الحرص أن لا تتكرر سيناريوهات "الماتيان" موسمياً لأنه كما قالها بليمام وعلى لسان نجله سفيان إذا سقطت المولودية مرة أخرى فلن تعود أبداً وهو ما لايترجاه ويخشاه المحبون .