أثار قرار تأجيل المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران في طبعته الخامسة العديد من التساؤلات من طرف عشاق السينما الذين توقعوا تنظيم هذه التظاهرة مع بداية جويلية المقبل لكن يبدو أن هذا المهرجان قد أجل الى ما بعد شهر رمضان حسبما أكده مصدر موثوق للجمهورية الذي أرجع سبب هذا التأخير الى التحضيرات التي إنطلقت منذ شهر جانفي الفارط ولم يتم لحد الآن تحديد الأفلام السينمائية المشاركة ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان إضافة الى الفترة الطويلة التي إستغرقتها المحافظة في إيداع الملفات للحصول على الدعم المالي من مختلف الهيئات الثقافية والمؤسسات الممولة لهذا البرنامج السينمائي الذي إعتاد عليه ضيوف الباهية وهران في كل طبعة. وعن جديد هذه الدورة الخامسة فقد أكد مصدرنا أنها ستعرف عدة تغييرات من ناحية التنظيم حيث سيحتضن مركز المؤتمرات الجديد الكائن بكناستال بعض العروض السينمائية المشاركة ضمن المنافسة خصوصا أن هذا المركز يضم قاعة عرض ضخمة مزودة بوسائل البث السينمائي وقادرة على إستيعاب عدد هائل من المشاهدين والضيوف الذين سيستمتعون بهذه الأفلام الروائية الطويلة وذلك لتخفيف الضغط عن القاعات السينمائية الأخرى لا سيما قاعة السينماتيك التي تعتبر في الأصل قاعة للأرشيف وحفظ الأفلام التاريخية لا غير لكن إنعدام القاعات دفعها لعرض الأفلام الحديثة وإشراكها ضمن المهرجان، وتعتبر هذه الخطوة هامة جدا بالنسبة للمنظمين الذين سيرتاحون كثيرا من عناء الإكتظاظ الذي كانت تشهده القاعات السينمائية المذكورة. ومن جهة أخرى سيتم ولأول مرة تخصيص فضاء كبير لتقديم بانوراما عن الأفلام العربية الكلاسيكية بهدف إحياء الذاكرة السينمائية والتعريف بمختلف الأعمال الفنية التي صنعت السينما العربية والجزائرية حيث ستكون هناك وقفة خاصة عند عمالقة الفن السابع وأعمدته الذين لازالت أسماءهم محفورة في الذاكرة السينمائية لحد الساعة ولازالت جل القاعات وكذا الفضائيات تعرض أفلامهم الكلاسيكية سواء الكوميدية أو الدرامية فلا ضرر أن يعود جمهور الباهية وهران وضيوفها الكرام الى عوالم الزمن الجميل أين كان لرويشد وبوبڤرة مكان ولإسماعيل ياسين ودريد لحام فضاء وعدد آخر من نجوم الأفلام الكلاسيكية التي إشتهرت في السنوات الغابرة ولازالت كذلك لحد الساعة، والجدير بالذكر أن محافظة المهرجان قد برمجت هذا القسم كخطوة هامةو لتطوير هذه التظاهرة السينمائية وإخراجها من الجو الروتيني الذي إعتاد عليه الجمهور خصوصا أن الطبعة السابقة كانت فاشلة مائة بالمائة مما جعل الإعلام الجزائري والعربي يهاجمها بشدة بعد أن عدد الأسباب وذكر النتائج الأمر الذي أقلق مسؤولي هذا المهرجان الذين إستغرقوا وقتا طويلا لتحضير هذه الطبعة وذلك منذ بداية جانفي الفارط ولم يتم لحد الآن ضبط البرنامج النهائي ولا القائمة الخاصة بالأفلام السينمائية الطويلة والقصيرة التي ستدخل المنافسة الرسمية للفنك الذهبي الأمر الذي أقلق عشاق السينما وكذا الإعلام الذين تخوفوا من إمكانية إلغاء الطبعة الخامسة لهذا المهرجان خصوصا أنه لم ينجح السنة الفارطة في إرضاء الجمهور ولا حتى الإعلاميين والفنانين بسبب سوء التنظيم وبعض التصرفات اللامسؤولة من طرف عدد من الفنانين العرب الذين إنسحبوا قبل إختتام المهرجان لأسباب غير مبررة. وبين هذا وذاك فقد أكد ذات المصدر أن محافظة المهرجان تسعى في هذه الطبعة لتكريم »السينما الفلسطينية« من خلال عرض بعض الأفلام الناجحة لخرجين فلسطينيين أنتجوا أعمالا ثورية هادفة للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني ووحشية الإحتلال الإسرائيلي، كما عالج هؤلاء في أفلامهم العديد من القضايا السياسية الراهنة التي تشهدها هذه البلاد ومواضيع أخرى نقلت بصدق وموضوعية الحياة الصعبة التي تعيشها العائلات الفلسطينية جراء هذا الإحتلال الغاشم الذي يحاول القضاء على هويتها العربية وديانتها الإسلامية، وفي نفس الوقت فسيستضيف رغم هذه الأوضاع المزرية سواء مخرجين أو ممثلين للتعريف بهم والتضامن مع أفكارهم ومواقفهم الإنسانية علما أن المهرجان قد إعتاد في كل طبعة على دعوة بعض الوجوه الفلسطينية لتعزيز مشاركتهم ضمن فعاليات المهرجان سواء في لجنة التحكيم أو المنافسات الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة أو بعرض أعمالهم خارج المنافسة وحتى بإدراجهم ضمن قائمة المحاضرين في مختلف الندوات السينمائية واللقاءات الفنية المبرمجة على هامش المنافسة. وليس هذا فحسب، بل قد أعلن ذات المصدر أن لجنة المهرجان ستدرج الأفلام السينمائية التي شاركت في مهرجان الفيلم العربي في مدينة »روتردام الهولندية« ضمن المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة لكن لحد الآن لم يتم الإفصاح بعد عن هذه الأفلام التي ستتنافس على جائزة الفنك الذهبي وهو ما ينتظره بشغف جمهور الباهية الذين يتطلعون لمشاهدة أحدث الأفلام العربية عبر قاعات السينما بوهران.