خلفت محاولة أسطول الحرية كسر الحصار عن قطاع غزة تداعيات مهمة على أرض الواقع تمثلت في إطلاق دعوات عالمية تتبنى رفع الحصار نهائيا وتوفير الظروف الملائمة له بما فيها توحيد الموقف الفلسطيني حيال هذه القضية. وأمام هذه الدعوات العالمية لم يكن بمقدور السلطة الوطنية الفلسطينية أن تقف مكتوفة الأيدي، بل سعت لاستغلال التضامن العالمي مع القطاع والتأكيد على ضرورة إنهاء عزلته ومساعدته. وفي تصريح للجزيرة نت، قال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل شعث إن التوجهات الحالية تتجه لوقف حصار غزة لا سيما في ظل الموقف العالمي المتغير عقب الهجوم الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية. وكشف شعث أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "فتح الأبواب" لغزة قيد الدراسة وأنه لم يعد بالإمكان "استمرار الحصار"، مشيرا إلى أن السلطة استفادت من هذا الضغط الدولي والتحول الأميركي. خيارات السلطة وأضاف أن خيارات السلطة لرفع الحصار تركز على نقطة أساسية تتمثل في إنهاء دور إسرائيل في تقرير ما يدخل لغزة والأراضي الفلسطينية عموما، وأكد إمكانية تحقيق ذلك بفتح معبر رفح بإشراف دولي ومصري وفلسطيني وليس بتدخل إسرائيلي، لافتا إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقة على هذا المبدأ. أما الطرح الثاني -يقول شعث- فيتمثل في توفير ممر بحري من تركيا أو إسطنبول إلى قطاع غزة، على أن تنحصر مهمة تفتيش السفن على الأتراك أو القبارصة فقط وليس في موانئ إسرائيل. وأضاف أن السلطة ولكي تحقق هذه الغاية تسعى لكسب الضغط الدولي المتضامن مع غزة بأشكاله المختلفة الرسمية عبر الاتصال بدول العالم والذهاب لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان "مقابل ضغط شعبي تبذله السلطة وحركة فتح لاستمرار التصعيد العالمي ومحاكمة إسرائيل دوليا". يذكر أن السلطة الفلسطينية لم تطرح حتى الآن فكرة وقف التفاوض كسلاح للضغط على إسرائيل لفك الحصار، وهو ما يبرره شعث بقوله إن ورقة التفاوض لا تشكل ضغطا في الوقت الراهن لأن المفاوضات لم تحقق أي تقدم حقيقي يمكن استثماره بشكل ضاغط على الحكومة الإسرائيلية. وقال إن المفاوضات تصبح عنصرا ضاغطا عندما يصير التوقف عنها مشكلة للأميركيين، منوها في الوقت ذاته إلى أن الفكرة تبقى مطروحة وأن السلطة هددت بوقف المفاوضات في حال قيام إسرائيل بأي عمل استفزازي. موقف حماس على الطرف الآخر من المعادلة الفلسطينية الداخلية، قالت حماس على لسان القيادي إسماعيل رضوان إن المصالحة خيار إستراتيجي ولا علاقة لها بموضوع الحصار وإن "الذي يقف عائقا أمامها هو الفيتو الأميركي، ورفض السلطة وقف التفاوض والتنسيق مع الاحتلال، واستمرار ملاحقة واستئصال حماس بالضفة". واتهم رضوان في حديثه للجزيرة نت "سلطة رام الله" بالمشاركة في الحصار، قائلا إنها في موقف لا تحسد عليه بالضفة الغربية "ولا مجال لها إلا أن تجاري المزاج العالمي الذي أصبح يطالب بكسر الحصار". ونادى رضوان بضرورة الاستمرار في كل الضغوط والاحتجاجات الجماهيرية العالمية وإرسال القوافل وصمود الشعب الفلسطيني بغزة كخيار إستراتيجي، نافيا أن تكون حماس السبب وراء حصار غزة. واتهم القيادي في الحركة إسرائيل ب"خديعة العالم عبر تسويق هذه الأكاذيب والافتراءات"، مبينا أن العالم عرف طبيعتها العدوانية وعايشها واقعا بالاعتداء الإسرائيلي على سفن الحرية، كما قال إن حماس لم تمانع وجود أوروبيين على معبر رفح "حتى لا يبقى أي ذريعة للاحتلال لفرض الحصار". Share آخر تحديث الثلاثاء, 14 ديسمبر 2010