واجه وزير الداخلية الجديد، عبد القادر دحمون، غضبًا شعبيًا عارمًا خلال زيارة لولاية بشار، وسط تعزيزات أمنية مشددة. واحتج مواطنون على زيارة الوزير المعين حديثًا في حكومة تصريف الأعمال، حيث طالبوه بالاستقالة والانسحاب من حكومة “مرفوضة شعبيًا”، حسب هتافاتهم. ورفع المحتجون شعارات مناوئة لحكومة نور الدين بدوي كونه واحد من “الباءات الأربعة” المعنية بغضب الجماهير، وهي الطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري، وعبد القادر بن صالح رئيس الدولة، ومعاذ بوشارب رئيس المجلس الشعبي الوطني. وتجمع المحتجون أمام مطار بشار، استباقا لزيارة الوزير دحمون معربين عن رفضهم دخوله ولايتهم، ليستمر الرفض صباحا من خلال تجمع المئات وسط المدينة، رغم التعزيزات الأمنية الكبيرة ما أدى لإلغاء النشاطات التي كانت في أجندة الوزير تفاديا لأي انزلاق. وتواجه نشاطات وزراء الحكومة التي يقودها، نور الدين بدوي، رفضا شعبيا من خلال تجمع المواطنين في النقاط المبرمجة للزيارات، وهو ما أدى لشلل النشاط الحكومي الذي أخذ في التراجع مع بداية الحراك الشعبي يوم 22 فيفري أيام حكومة أحمد أويحيى، ثم انقطع مع إقالة الأخير وتكليف بدوي يوم 11 مارس بتشكيل حكومة جديدة. الشعب يفرض “حظر التجول” على حكومة بدوي وأكد تعامل المواطنين أمس، مع زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية، صلاح الدين دحمون، خلال زيارته لولاية بشار عدم اعتراف المواطنين بالحكومة الحالية، ونقل احتجاجاتهم الرافضة لبقاء الحكومة ورموز النظام السياسي من يوم الجمعة إلى أيام العمل وتعطيل النشاطات الوزارية. ورغم انقضاء أسبوعين على تشكيل الحكومة الموروثة من عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، ما زال بعض الوزراء يقبعون في مكاتبهم ويواجهون صعوبات في برمجة زيارات ميدانية، بعد أن كان أعضاء الطاقم التنفيذي يتنافسون في استعراض تواجدهم في الميدان خلال السنوات الأخيرة للحفاظ على مناصبهم وبينهم من لا يزال يحتفظ بمنصبه، على غرار وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال إيمان هدى فرعون وزميلتها وزيرة التضامن والأسرة غنية الدالية. حيث افتتح وزير الأشغال العمومية والنقل، مصطفى كورابة، الاسبوع الفارط خرجاته للعاصمة بإلغاء معاينته ورشة حفر نفق يربط بين محطتي ميترو عين النعجة و براقي بالجزائر العاصمة، بسبب تجمع العشرات من المحتجين أمام مدخل موقع الأشغال للتعبير عن رفضهم للحكومة الحالية. وامتد الغضب الشعبي لبيوت الوزراء، حيث نظم عمال وزارة الثقافة وقفتين أمام المدخل الرئيسي للوزارة، مطالبين برحيل الحكومة والوزيرة مريم مرداسي، وأعربوا عن رفضهم العمل معها، في وقت كان تعيين الأخيرة في الحكومة محل غضب شعبي كبير في مسيرات الجمعة. ويأتي هذا الوضع، ليؤكد الإصرار الشعبي على مطلب رحيل الباءات الثلاثة الذي رفع في الجمعات السابقة، وهم عبد القادر بن صالح رئيس الدولة، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، إضافة إلى الوزير الأول نور الدين بدوي وحكومته المرفوضة شعبيا.