حققت شعبة الأشجار المثمرة وبالخصوص زراعة فاكهة التفاح بولاية خنشلة نتائج ملموسة من خلال ارتفاع مؤشر النمو لهذه الشعبة ذات الآفاق الاقتصادية الواعدة بالنظر إلى احتلالها مركز ريادي على المستوى الوطني خلال الموسم الفلاحي المنقضي حسب ما أكدته إحصائيات المديرية المحلية للمصالح الفلاحية. ورغم أن زراعة الحبوب تحتل مكانة هامة في سلم الأنشطة الفلاحية بهذه الولاية لاسيما بمنطقتها الجنوبية إلا أن آمالا كبيرة تظل معلقة على شعبة التفاح للدفع بوتيرة التنمية المحلية بعد أن عرفت خلال الثلاث السنوات الأخيرة كيف تجلب إليها عددا كبيرا من الفلاحين الذين استثمروا في هذه الزراعة وحققوا نتائج مشجعة حسب ما أكده رئيس مكتب الإحصاء الفلاحي بالمديرية المحلية للمصالح الفلاحية عماد مقداد.
وكشف ذات المسؤول لوكالة الانباء الجزائرية، أن مئات الفلاحين ينشطون عبر قطب الأشجار المثمرة بالمناطق الجبلية والمتمركز ببلديات بوحمامة وشلية ويابوس ولمصارة وحتى خيران وقايس تمكنوا خلال الموسم الفلاحي الفارط من جعل هذا القطب مزارا لكافة تجار الفواكه والمتعاملين الاقتصاديين على الصعيد الوطني لاسيما أن الطبيعة الجبلية للمنطقة والمناخ شديد البرودة شتاء والجاف في باقي الفصول ساهمت في إنتاج أجود أنواع التفاح. وأشار ذات المتحدث الى أنه تم بفضل مختلف برامج الدعم التي استفاد منها الفلاحون خلال الموسم الفلاحي المنصرم إنتاج 1 مليون و300 ألف قنطار من فاكهة التفاح لتبلغ قيمة الإنتاج 24 مليار و700 مليون دج مساهمة بذلك في ما مجموعه 50 بالمائة من مداخيل الإنتاج الفلاحي لكافة الشعب الفلاحية عبر إقليم ولاية خنشلة لافتا إلى أن التوقعات للموسم الفلاحي الجاري تشير إلى إمكانية تحقيق إنتاج يصل 1 مليون و450 ألف قنطار. وبلغت المساحة المخصصة لزراعة أشجار التفاح 5 آلاف هكتار خلال الموسم الفلاحي الجاري ومن المتوقع أن ترتفع أكثر خلال السنوات المقبلة موازاة والتشجيعات الممنوحة للفلاحين المستثمرين في زراعة الأشجار المثمرة وبالخصوص فاكهة التفاح يضيف ذات المصدر. وفيما يتعلق بأجود الأنواع التي حققت نتائج مشجعة خلال السنوات الفارطة كشف السيد مقداد أن تفاح “الروايال” و”الغولدن” و”الستار” تربعوا على مقدمة أنواع التفاح المنتجة بغرب الولاية مؤكدا تهافت المتعاملين الاقتصاديين لشراء هذه الأنواع التي أبانت عن جودتها وتنافسيتها وسط منتجات أجنبية عبر مختلف المعارض الدولية التي شارك فيها فلاحو الولاية. ..هاجس نقص المياه والمطالبة بتهيئة سوق التفاح ببوحمامة وقد اشتكى العديد من الفلاحين الذين تحدثت إليهم وأج بحقول التفاح ببلدية بوحمامة من نقص مياه السقي التي قد تحول مستقبلا دون تحقيق نتائج في مستوى تطلعاتهم، حيث قال الفلاح المستثمر محمد بركاني أنه رغم النتائج الإيجابية التي تحققها مستثمرته الفلاحية خلال السنوات الأخيرة إلا أنه يطالب على غرار باقي فلاحي المنطقة بإنجاز سد بهذه البلدية وهوالانشغال الذي شاطره فيه الفلاح عبد النور معروف الذي أكد أنه رغم الوعود التي منحها المسؤولون المحليون المتعاقبون على تسيير شؤون الولاية بإنجاز سد واد الأزرق الذي يحمي سهل ملاقومن جفاف الأشجار المثمرة إلا أن لا شيء تحقق منها لحد الآن. من جهته، طالب الفلاح يزيد غنيمي من المسؤولين بالمديرية المحلية للمصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية المحلية إعطاء تسهيلات للفلاحين المستثمرين في شعبة التفاح ودعمهم فيما يخص إنجاز غرف التبريد ودعمهم بالشبكة الواقية من حبات البرد لاسيما أن الكثيرين يتكبدون –حسبه- خسائر جمّة في المحصول بسبب حبات البرد الذي تتساقط على المنطقة خلال بداية موسم الجني شهري أغسطس وسبتمبر. كما اشتكي الفلاحون بسوق التفاح ببوحمامة كانوا بصدد تسويق منتجاتهم من الحالة “المزية” التي يوجد عليها هذا السوق الذي يفتقد حسب الفلاح عبد النور إلى أدنى الضروريات وتغيب عنه الإنارة ودورات المياه بالإضافة إلى أرضيته الترابية التي تتحول إلى برك للمياه مع سقوط أولى زخات المطر مطالبا من السلطات المحلية التدخل من أجل إعادة تهيئته لممارسة النشاط به في ظروف جيدة. وتسعى سلطات الولاية بالتنسيق مع كل من مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية المحلية إلى جعل قطب الأشجار المثمرة “وطنيا بامتياز” بفضل منتوج التفاح، حيث أكد الوالي كمال نويصر أنه سيتم استحداث منطقة نشاطات مخصصة للصناعات التحويلية بإقليم بلدية خنشلة سيستفيد منها المستثمرون الراغبون في تحويل فاكهة التفاح إلى مربى أوإلى مختلف العصائر والمشروبات وهوما من شأنه أن يمكن من استحداث مناصب شغل لشباب المنطقة وإحياء الحركية التجارية بها. كما تتجه مساعي الغرفة الفلاحية بالولاية حسب ما أكده رئيسها محمد سعداوي إلى المساهمة مستقبلا في دعم إنجاز غرف للحفظ والتبريد لتفادي كساد المنتوج وضياعه ما سيسمح –حسبه- في التقليل من حجم النقص المسجل على مستوى فضاءات التخزين بالولاية لاسيما أن فترة جني هذا المنتوج لا تتعدى ال4 أشهر في أقصى الحالات. وكشف في هذا الصدد أنه طلب مؤخرا من وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري دعم هذه الشعبة بغرف التبريد ولوفي شكل مجموعات من الفلاحين تستفيد كل مجموعة من غرف تبريد خاصة بها. وأشار السيد سعداوي إلى أن الفلاحين المستثمرين في مجال زراعة أشجار التفاح قد استفادوا ضمن مختلف برامج الدعم الفلاحي من خلال غرس الأشجار والاستفادة من الكهرباء الريفية ودعم أنظمة السقي بالتقطير مطالبا في الأخير من الوزارة الوصية والسلطات المحلية إنجاز حواجز مائية بمناطق إنتاج التفاح لتفادي جفاف الأشجار.