يشهد اليوم السادس والأخير من مهرجان المسرح العربي التي تحتضن فعاليات دورته 12 العاصمة الأردنية عمان، عرض مسرحية “جي بي أس” للمخرج الجزائري محمد شرشال، وإنتاج المسرح الوطني محي الدين بشطارزي. وخلال ندوة صحفية للحديث عن العرض والتي بثت على المباشر في موقع الهيئة العربية بيوتيوب، قال محمد شرشال أن مسرحية “جي بي أس” هي عبارة عن تجربة مختبرية، جاءت بعد تجارب وبحوث متواصلة في الأعمال المسرحية العالمية ساهمت، التي ساهمت بشكل أو بأخر في ميلاد هذه التجربة التي هي امتداد لتجربة سبقتها هي مسرحية “ما بقات هدرة”، مشيرا أن انجازها استمر على امتداد أربعة أشهر، والعمل فيها كان بشكل ورشة يومية اشتغل فيها كل فريق عمل والكل بتخصصه، وهذا للخروج برؤية واضحة تبني أساسيات العمل المسرحي. أما فيما يتعلق باختياره للمسرح الصامت قال شرشال أن عدم نجاح عدد من الأعمال المسرحية راجع إلى حوارات التي يعتمدها الممثلين في أعمال المسرحية والتي ترهق كاهل العمل وتسقطه في عامل الثرثرة الذي يقضي على البنأ الجمالي والوظيفي للعمل المسرحي، ومن هنا يضيف شرشال وبعد نجاح مسرحيته “مابقات هدرة” التي رشحت لنيل جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي في الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي التي احتضنتها تونس، تأسست لديه فكرة إلغاء الحوار في نص المسرحي، موضحا أنه لم يلغي النص بل الحوار اللفظي الموجود بالنص وعوضه بالحركة التعبيرية لدى الممثل الذي يؤكد بشأنه أنه الفاعل المحوري في العمل المسرحي، واكد ان اشتغاله في هذا النمط سيبقى مستمر مادام انه مستمتع بما يقدمه خاصة وانه يلقى نجاح على المستويين الوطني والعربي. في سياق أخر أشاد شرشال بمساهمة المسرح الوطني الذي قدم له كل الدعم في إخراج هذا العمل الذي هو من تأليفه أيضا. أما بالنسبة لاختياره لفريق العمل أكد شرشال أنه من المخرجين الذي يؤمنون بأن المسرح هو فعل جماعي نجاحه يكمن بمدى اهتمام فريق العمل وقدراتهم الإبداعية، مشيرا أن العمل كان بمثابة ورشة مفتوحة ولازال، وفي كل مرة يتم عرضه يضيف فيه بعض التعديلات التي يسمعها من النقاد أو متمرسين، وأشار بخصوص اختيار الممثلين أنه اعتمد على ممثلين أكفاء استطاعوا أن يستوعبوا فكرة العمل، وتقديم أدوارهم بمستوى عالي والكل حسبه أعطى ما لديه من خبرة وقدرة جسدية تعبيرية مهمة زادة في قوة العمل. للإشارة، تحكي المسرحية موضوع ضياع الإنسان المعاصر بين أفكاره ومبادئه ومواقفه وعلاقته للوقت، وتمزج في صناعتها بين تقنيات السينما والمسرح، ويشارك في أداء أدوارها كل من محمد لحواس وعديلة سوالم وصبرينة بوقرعة، سارة غربي، وعبد النور يسعد، ومراد مجرام ومحمود بوحموم وياسين ابراهمي.