وجه المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، دعوة لكل المهتمين بالشأن المسرحي للمشاركة في منتدى فنون العرض والسمعي البصري، المزمع عقده شهر نوفمبر المقبل، والذي سيناقش من خلاله موضوع "مسارات التكوين الفني: الراهن والأفاق". كشف المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري عن تنظيمه شهر نوفمبر المقبل منتدى فنون العرض والسمعي البصري، بمساهمة وزارة الثقافة وبالتعاون مع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ويأتي تنظيمه وفقا لإدارة المعهد بهدف تثمين الدور الذي يلعبه الفن في تكوين شخصية الإنسان وتهذيب سلوكياته وترقية ذوقه وتجميل رؤيته للحياة والعالم، ورصد الاهتمام بالثقافة والوعي الثقافي وأثر ذلك في الحياة العامة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية ، بالإضافة إلى بلورة آليات متابعة الفعل الفني ومد جسور التبادل بين مؤسسة التكوين ومؤسسات احتضان الفعل الثقافي، وتعزيز التبادل بين مختلف الأقسام والمعاهد الفنية وتقوية العلاقة بينهما وجعل هذا المنتدى فضاء لالتقاء ممثلي هذه الهيئات لتبادل الخبرات والتجارب، مع تشجيع التواصل بين الباحثين والأكاديميين والطلبة في مجال الفنون وفنون العرض والسمعي البصري ومن أجل مناقشة أهم الطرائق الجديدة والمناهج المستحدثة في تدريس هذه الفنون، هذا إلى جانب إبراز دور الفنون والمساهمة في تحقيق تنمية سوسيو اقتصادية بغية الوصول بالمجتمع إلى أعلى درجات الوعي والتقدم، وتعزيز وظيفة الفن في المؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية فنيا ومهنيا، بالإضافة التأسيس لملتقى فكري دوري يعنى بدراسة ومتابعة التكوين الفني وعلاقته بالواقع الفني والثقافي بالجزائر. ووفقا لديباجة المنتدى فإن التكوين المتخصص هو أحد المدخلات الأساسية للوصول إلى المهنية والاحترافية، خاصة بعد التحولات الثقافية والاقتصادية الكبيرة التي فرضت على أي أداء في أي مجال من المجالات، أن يكون صناعة تخضع لشروط ومعايير إنتاجية معينة لا يمكن تحصيلها إلا بالتكوين، وفنون العرض والسمعي البصري لا تستثنى من هذه القاعدة، إذ لها معاييرها البيداغوجية التي تتناسب وطبيعتها الفنية والجمالية ، فما عادت الموهبة حسب المصدر تكفي لتلبية الحاجات الاستهلاكية للإنسان والمجتمع. ولصياغة منظومة تكوينية لفنون العرض والسمعي البصري تضيف الديباجة يجب القيام بتقييم وتشخيص شاملين لمسار التكوين الفني في الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، قصد الوقوف على المكاسب والايجابيات المحققة لتثمينها وعلى الإخفاقات والسلبيات لتجاوزها، الأمر الذي يتطلب رصدا دقيقا لواقع الممارسة الفنية باعتبارها مخرجات لأساليب التكوين على مستوى المؤسسات الثقافية، وتضيف الديباجة "ولان التكوين المتخصص هو مرحلة يفترض أن تتلو مرحلة التكوين العام كان لزاما موقع الفن عموما وفنون العرض والسمعي البصري خصوصا في المناهج والبرامج الدراسية للتلاميذ والطلبة في المؤسسات التربوية والجامعية، لمعرفة إلى أي مدى يتعاطى هؤلاء القيم الفنية والجمالية لتقديم اقتراحات علمية أكاديمية تساعد الجهات الوصية على تقنين هذا التخصص في المؤسسات التربوية وغيرها ووضعه على الطريق الصحيح والذي يندرج ضمن الإستراتجية الجديدة للدولة لإدماج الفنون في الشأن العام وجعله قيمة مضافة اجتماعيا واقتصاديا على غرار إدراج بكالوريا فنية في التربية الوطنية. وغوص أكثر في هذا الموضوع المهم والشامل سيحاول منظمو الحدث طرح عدد من الإشكاليات التي يرونا فيها أنها مناسبة للبحث في سبل تحقيق التكوين المناسب في ظل الظروف الراهنة، ومن أهم الإشكالات التي سيطرحها المنتدى للمناقشة نذكر: ما أهمية التكوين الفني وما دوره في تطوير الحركة الفنية عامة، ومجال فنون العرض والسمعي البصري خاصة؟، إلى أي مدى نجح التكوين الفني في الجزائر عبر مراحله المختلفة في تحقيق أهدافه؟، ما هو الواقع الحالي للتكوين الفني؟ بنيته التحتية، تأطيره، انتشاره وطنيا وجهويا، معيقاته، ماذا قدمت المؤسسات الأكاديمية في هذا المجال؟، هل من موقع للفنون في المناهج التربوية والجامعية والشبانية؟ وهل تكفي الورشات التكوينية المحدودة مكانا وزمانا لتغطية العجز التكويني؟، وكيف يمكن إثراء الدرس الفني نظريا وتطبيقيا في الجامعات والمعاهد في الجزائر.؟ ,كيف يسهم التكوين الفني في تأهيل الفنان للدخول إلى السوق؟. وللإجابة عن هذه التساؤلات ارتئ المنظمون تقسيم المنتدى إلى ثلاثة محاور مهمة، حيث المحور الأول فقد خصص لنقد التجربة وفيه سيتم البحث في تاريخ التكوين في الجزائر، من خلال تقديم متابعات وقراءات في المسار التاريخي للتكوين، بالإضافة إلى متابعة تجربة التكوين في الجزائر، أما المحور الثاني والذي يحمل عنوان "التكوين في الجزائر بين الواقع والمأمول" سيتطرق فيه المتدخلون إلى تقديم قراءة برامج التكوين بالمعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري، أما المحور الثالث والأخير وعنوان ب "دور التكوين الفني في التنمية الثقافية والاقتصادية" يتضمن البحث في دور التكوين الفني في تحقيق تنمية سوسيو ثقافية واقتصادية، ورصد العلاقة بين المؤسسات الثقافية ومؤسسات التكوين. للإشارة، لقد حددت الجهة المنظمة تاريخ 30 أكتوبر المقبل آخر أجل لاستقبال المشاركات، أما الملتقى سينظم شهر نوفمبر على مدار ثلاثة أيام.