تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان/ لجنة السينما الثلاثاء المقبل ، فيلم نهر لندن، إخراج رشيد بوشارب، وذلك الساعة السادسة والنصف من مساء غد. وهو فيلم بريطاني – فرنسي – جزائري. فيلم نهر لندن هو سادس الأفلام الروائية الطويلة للمخرج الجزائري الفرنسي المولد رشيد بوشارب الذي قدّم أيضا عددا من الأفلام التلفزيونية والأفلام القصيرة. ويشمل رصيده السينمائي أيضا الإنتاج والتأليف والتمثيل. وشارك هذا المخرج في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبين السينمائيين أوليفييه لوريل وزو جاليرون. والفيلم يعرض مع ترجمة للغة العربية. الشخصيتان المحوريتان في قصة فيلم نهر لندن هما إليزابيث وهي امرأة بريطانية أرملة الممثلة البريطانية بريندا بليثين، وعثمان الممثل سوتيجوي كوياتي، وهو من مواليد مالي وتوفي في باريس في العام 2010 وهو رجل إفريقي مسلم يعيش في فرنسا. يصل هذان الشخصان إلى منطقة التفجيرات التي وقعت في شبكة المواصلات في لندن في شهر تموز 2005، وذلك بعد مرور عدة أسابيع على وقوع تلك التفجيرات، حيث تبحث إليزابيث عن ابنتها، ويبحث عثمان عن ابنه، اللذين يعيشان على مقربة من موقع التفجيرات واللذين انقطعت أخبارهما.يلتقي هذان الشخصان، ويواصل كل منهما البحث عن فلذة كبده، ويدرك كل منهما النهاية المحتومة المتوقعة لهذا البحث. ويلتقيان مرارا، ويتعامل كل منهما مع الآخر بادىء الأمر بشيء من الحذر نتيجة للاختلافات الثقافية بينهما. ولكن حين يكتشفان أن علاقة حميمة كانت تربط بين الشابين المفقودين، تنشأ بين إليزابيث وعثمان علاقة صداقة وثيقة، ومع مرور الوقت يتعرف كل منهما على المزيد عن نفسه وعن الشخص الآخر. ورغم الأشياء المختلفة بينهما فهما يكتشفان الكثير من الأشياء المشتركة بينهما. يلقي فيلم نهر لندن في سياق القصة الضوء على التعصب العنصري الذي يتغلغل في المجتمع البريطاني، والذي عبرت عنه إليزابيث في بداية علاقتها مع عثمان، والذي اشتد بعد تفجيرات العام 2005. وينجح المخرج رشيد بوشارب بإخراجه وقصته السينمائية المحكمين بإشراك المشاهد في مشاعر بطلي القصة وما يواجهانه من مصاعب. وينجح في تقديم فيلم يحفل بالمواقف المؤثرة. ويتميز الفيلم بحساسية أداء الممثلين بريندا بليثين وسوتيجوي كوياتي. ويؤكد الفيلم وجود الاختلافات الثقافية في الحاجز اللغوي بين بطلي الفيلم والذي يتعامل معه مخرج وكاتب السيناريو رشيد بوشارب ببراعة، حيث أن عثمان يأتي من دولة إفريقية تتحدث اللغة الفرنسية فيما تأتي إليزابيث من جزيرة بريطانية تقع في بحر المانش في مواجهة فرنسا، حيث يتحدث السكان اللغة الفرنسية. وبطبيعة الحال يتم التواصل بين الاثنين باللغة الفرنسية. يستمد فيلم نهر لندن عنوانه – كما يبدو- من تدفق ملايين الناس من مختلف الخلفيات العرقية عبر العاصمة البريطانية، حيث أن أحداث قصة الفيلم تقع في موقع بعيد عن نهر التيمز الذي تقع عليه مدينة لندن. رشح فيلم نهر لندن لسبع جوائز سينمائية، وفاز بثلاث منها شملت اثنتين من جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي وجائزة من مهرجان بانف التلفزيوني بكندا.