تبث قناة " آرتي" التلفزيونية الفرنسية أمسية اليوم عرض ثاني لتحفة المخرج الجزائري المغترب رشيد بوشارب"لندن ريفر" الذي يصور مأساة إنسانية مفتوحة على الأمل،حيث نجح الفيلم في تناول العلاقة الصعبة بين الشمال والجنوب ولقاء الثقافات و تمازج الأجناس في مختلف العواصم الأوروبية على غرار مدينة لندن الانجليزية. ويتخذ الفيلم من أحداث جويلية عام 2005 ذريعة لتسليط الضوء على شخصين ينتميان إلى أصول وبلدان مختلفة تقربهما تراجيديا تلك الأحداث ، حيث تتناول قصة الفيلم مأساة أب إفريقي يعمل في فرنسا يفقد ابنه في تفجيرات لندن ، وأم بريطانية تعيش بعيدا عن لندن تفقد هي الأخرى ابنتها الطالبة في العاصمة البريطانية. ومن خلال هذين الشخصين اللذان يعيشان الساعات الأولى من رحلة البحث عن ولديهما ،عثمان "سوتيغي كوياتي"الذي سبق وان تعامل معه المخرج في فيلمه "ليتل سينغال" وسوميرز الأميركية" بريندا بليتين" الحائزة على جائزة غولدن غلوب عام 1997 يجعل بوشارب التلاقي بين الإسلام والمسيحية ممكنا . مأساة فقدان الولدين في تفجيرات لندن تجعل كلا منهما يشرع في البحث إلى أن تتقاطع طريقهما ليحركهما أمل العثور على ابنيهما بين الأحياء في عملية بحث أليمة. وقد عمد المخرج في إعطاء كامل الحرية للمثلين في تأدية دورهما وارتكز على الأداء البسيط لهؤلاء تاركا المجال للارتجال. واختار بوشارب أن تكون النهاية سعيدة في دراما اجتماعية عندما تقبل الأم خيارات ابنتها ويقبل الأب مصير ابنه فتزول في ظل ذلك أسباب الكره والغضب وما يقودان إليه من عنف لتصبح الحياة أجمل. " لندة ريفر" الذي صور في لندة سنة 2008 مدة عرضه تستغرق 83 دقيقة، سيناريو وحوار رشيد بوشارب، أوليفي لوريل، زووي غاليرون. من بطولة بريندا بليتين في دور إليزابيت سوميرز، سوتيغي كوياتي في دور عثمان ، روشدي زام في دور الجزار وسامي بوعجيلا في دور الإمام.