قال البروفيسور فوزي درار المدير العام لمعهد باستور أن عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19 في الجزائر سجل مؤخرا ارتفاعا طفيفا، بعد أن عرف الوضع الصحي اسقرارا أواخر شهر أوت وسبتمبر، حيث سجلنا في الساعات القليلة الماضية أكثر من 100 حالة إصابة بكوفيد-19، وهذه بوادر موجة رابعة لكورونا، علما أن الدخول في موجة جديدة من كورونا -حسبه- يكون بصفة تدريجية وهذا لا يستلزم تسجيل حالات إنعاش وحالات حرجة ونسبة كبيرة من الوفيات، وإنما تبدأ بارتفاع حالات الإصابة التدريجي، وأضاف أن الجزائر ستدخل لا محالة في موجة رابعة حتى وإن كان ذلك بعد شهر أو شهرين. وأكد ضيف برنامج هذا الصباح الذي يبث على القناة الإخبارية الثالثة، أن التلقيح بالإضافة إلى التقيد بالإجراءات الصحية وكذا البروتوكولات الصحية هي التي من شأنها أن تسمح للمنحنى بالنزول، ثم الإستقرار في هذه الوضعية (النزول)، غير ذلك سيدفع بالمنحنى إلى أخد المنحى التصاعدي من حيث الإصابات، مؤكدا مرة أخرى أن التلقيح هو الحل الوحيد المتوفر حاليا، نظرا للوضعية التي يوفرها لتفادي الضغط الرهيب على المنظومة الصحية كالذي شهدناه شهر جويلية، علما أن الأشخاص غير الملقحين يعتبرون خزانا لفيروس كوفيد-19 والذين كلما كان عددهم كبيرا بعد التعرض للإصابة، خصوصا اذا كانت مناعتهم ضغيفة، فإن هذا العامل سيسمح لتحور الفيروس بسهولة، ثم انطلاق الوباء من جديد، بالمقابل تحصيل أكبر نسبة من التلقيح لا تسمح بتحور الفيروس، وخير دليل على ذلك عدم تحور الفيروس بعد سلالة دلتا أي بعد توزيع اللقاحات، ثم تلقيها في العديد من الدول الأوروبية وأمريكا، وهو ما لم يكن متاحا من قبل، العامل الذي أدى إلى تحور الفيروس. وكشف البروفيسور درار، إنه حسب إحصائيات لمنطمة الصحة العالمية تم تسجيل أكثر من 90 بالمائة من الوفيات من أصل 50 ألف وفاة أسبوعيا المسجلة عالميا هم من فئة غير الملقحين، وهو ما يؤكد نجاعة اللقاح في تفادي التعقيدات المؤدية للوفاة. وقال درار أن معهد باستور، عقد اتفاقيات مع المنظمة العالمية للصحة بالإضافة إلى التكوينات التي يخضع لها المعهد، والتي تسمح بالكشف على تغيرات وتحورات الفيروس، كما أكد في ذات السياق أن المتحور الوحيد الموجود في الجزائر حاليا هو دلتا، وإذا ما تم تشخيص متحور جديد سيتم الكشف عن وجوده عبر الصفحة الرسمية للمعهد. ودعا مدير معهد باستور، فئة المسنين وذوي الأمراض المزمنة، إلى ضرورة تلقي جرعة ثالثة من اللقاح كون هذا الأخير تبدأ نجاعته في النزول بعد ستة إلى ثمانية أشهر من أخذ اللقاح، وعليه أخذ جرعة ثالثة تكون بمثابة جرعة تذكير لإعادة رفع فعالية اللقاح من جديد، كما أشار إلى فعالية تلقي لقاح الإنفلوانزا الموسمية بعد مدة قصيرة فقط من تلقي لقاح كوفيد-19 بما أننا مقبلون على فصل الشتاء. وحذر البروفيسور المواطنين من العزوف عن تلقي اللقاح بسبب التخوف منه استجابة للشائعات والأخبار الكاذبة والمغلوطة، التي تطعن في نجاعته مطمئنا في نفس الوقت، أنه لم يتم تسجيل أي أعراض جانبية حادة أو خطيرة في الجزائر استنادا للتقارير التي ترفع أسبوعيا الخاصة بمتابعة أعراض اللقاح.