أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، أمس، ان الجزائر ملتزمة بتعزيز التعاون مع أنوسيدا ورفع التحدي لمكافحة هذا داء السيدا وقال انه وابتداء من 2014-2015 سنخرج من دوامة استيراد الأدوية من الخارج. قال ولد عباس، خلال ندوة صحفية جمعته بالمدير التنفيذي للبرنامج المشترك أنوسيدا ميشال سيديبي بجنان الميثاق، أن الجزائر لازالت وفية لالتزاماتها دوليا تجاه القارة الإفريقية في هذا المجال من خلال الميزانية التي وضعتها الدولة لمكافحة الداء والتي تقدر ب6 ملايين دولار كل عام. وقال ولد عباس أن الحكومة تبذل مجهودات كبيرة لمكافحة الوباء من خلال التحسيس ومن خلال إستراتيجية الصحة وأن الجزائر أثبتت أن مجانية العلاج للمصابين بهذا المرض هامة كما هو الشأن بالنسبة للاستفادة من الخدمات والعدالة الاجتماعية. وأشاد المدير التنفيذي للبرنامج المشترك للأمم المتحدة حول السيدا ميشال سيديبي أمس بالجزائر العاصمة بمساهمة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الحد من داء المناعة المكتسبة (ايدز). وصرح سيديبي عقب استقباله من طرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله بمقر الوزارة أنه "تأثر ايجابيا بالدور الفعال" الذي تلعبه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في التوعية والتعبئة لمكافحة هذا المرض عن طريق اشراك أئمة المساجد والمربين الدينيين. وأشار ممثل الأممالمتحدة إلى اعتماد الوزارة المعنية على "آليات وأساليب جديدة في إطار مكافحة هذا الداء كتكوين "رجال الدين ومرشدين لكي يتمكنوا من التوصل إلى مختلف الفئات الاجتماعية عن طريق مقاربة تسمح بشرح أهمية الاحتماء من عدوى وضرر هذا الداء الفتاك". وقال سيديبي انه بدون إشراك قطاعي الدين والثقافة لا يمكن كما قال "التمكن كليا من عملية توفير العلاج لحاملي هذا الفيروس" مؤكدا ايضا على "الدور المركزي الذي يمكن أن يلعبهما الدين والثقافة في المكافحة والوقاية". ومن جهته ذكر بوعبد الله غلام الله أن وزارته بدأت في المساهمة على الصعيد الوطني في مكافحة هذا الداء منذ 2003 بالاشتراك مع وزارة الصحة والمنظمات المختصة والتابعة للأمم المتحدة موضحا ان مساهمة الوزارة تتمثل اساسا في مكافحة انتشار الفيروس. وأكد الوزير على أهمية الجانب الوقائي واقناع مختلف الفئات بخطورة هذا الداء على المجتمع في الوقت نفسه مكافحة أمراض أخرى كالمخدرات منوها بدور المرشدات في توعية الفئات النسوية بهذا الداء. يذكر أن دور وزارة الشؤون الدينية في مكافحة داء الإيدز يندرج ضمن الاستراتيجية العامة للحكومة الجزائرية وتتلخص في جملة من الإجراءات أهمها إصدار دليل وطني توجيهي موجهة للائمة والمرشدات الدينيات والخطباء حول مكافحة "داء ا" ووضع هذا الدليل أمام المعنيين والمتضمن كل المعلومات حول انتقال وانتشار هذا الفيروس من جهة وكيفية التعامل مع المصابين من جهة أخرى وارشاد إلى أساليب الوقاية من هذا الداء في الإسلام. ومن بين هذه الإجراءات توقيع بيان الجزائر في 16 نوفمبر 2005 حول دعم برنامج الأممالمتحدة لمكافحة داء الإيدز وتنظيم ورشة وطنية لتكوين 60 مكونا ومكونة في جوان 2006 بدار الإمام المحمديةبالجزائر وتنظيم ورشة إقليمية للقادة الدينيين في إطار مكافحة ا بمشاركة 80 قائدة وقائد ديني من 12 دولة في جوان 2007. كما نظمت الوزراة ورشة وطنية لتكوين 50 مكونا ومكونة في جوان 2007 بسطيف إضافة إلى نشر لافتات باللغتين العربية والفرنسية حول مكافحة هذا الداء مدعمة بنصوص دينية وطبع وتوزيع مطويات وتخصيص حصص إعلامية سمعية بصرية حول الداء. ويشير البرنامج المشترك للأمم المتحدة حول الداء إلى أن إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء تحمل أثقل عبء في العالم من حيث فيروس فقدان المناعة المكتسب/سيدا. وفي 2010 كان حوالي 68 بالمائة من المصابين بالفيروس يعيشون في إفريقيا وهي قارة تحتضن 12 بالمائة فقط من سكان العالم. وكشف ميشال سيديبي أمس أن الجزائر تملك الوسائل التقنية لتعزيز هذا التعاون جنوب-جنوب مشيرا إلى الدور الهام الذي لعبه هذا البلد على المستوى القاري ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثمنا التزامات الجزائر في مجال التكفل بالمرضى وقال "أن الجزائر وفرت الأدوية الضرورية لهم مجانا في الوقت الذي تتحصل فيه الدول الإفريقية على نسبة 92 بالمائة من علاج مرضاها من المساعدات الخارجية". ودعا المدير التنفيذي للبرنامج المشترك للانوسيدا الدول الإفريقية إلى وضع "ميكانيزم جنوب-جنوب" في مجال مكافحة الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا، موضحا أن القارة الإفريقية تفقد مليون و800 ألف مصاب بالسيدا سنويا، ويولد بها 390 ألف طفل حامل للفيروس كل عام. وطالب ميشال هذه الدول إلى مكافحة ومراقبة عوامل خطورة الإصابة على غرار استهلاك المخدرات والدعارة والشذوذ الجنسي معتبرا التحكم في هذه العوامل يؤدي إلى تخفيض الحالات الجديدة حسب السيد سيديبي، بنسبة 20 بالمائة. من جانب آخر أعطى المدير التنفيذي للبرنامج المشترك للانوسيدا أهمية خاصة للمقاربة الاجتماعية والدينية والثقافية والبسيكولوجية من أجل تكفل جيد لسكان القارة المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة داعيا الفاعلين في الميدان الى محاربة التهميش والاقصاء. وأضاف سيديبي أن الجزائر ستكون خلال السنوات المقبلة أرضية على المستوى القاري تسمح بإنتاج دواء معالجة مرض السيدا وبالتالي تقليص التبعية للخارج.