توجت الزيارة الرسمية التي قام بها المدير التنفيذي للبرنامج المشترك للأمم المتحدة لمكافحة داء السيدا ''أونوسيدا'' السيد ميشال سيديبي إلى الجزائر بتوقيع بروتوكول مشترك مع الجزائر لإنشاء أول معهد امتياز إفريقي للبحث والعلاج في مجال مكافحة السيدا، سيكون بمثابة قطب استراتيجي لاستقبال مرضى السيدا ل48 دولة إفريقية، وسيجمع المركز الذي سيكون عمليا بداية السنة القادمة باحثين من الجزائر وأوربا وإفريقيا. وأوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس خلال تنشيطه لندوة صحفية أمس رفقة المدير التنفيذي ل''لأنوسيدا'' السيد ميشال سيديبي بجنان الميثاق، أن مشروع المعهد الإفريقي لمكافحة داء ''السيدا'' سيكون بمثابة مركز استقبالي للفحص المتقدم والعلاج من هذا الداء، مضيفا أن هذا القطب العلمي سيكون بمساعدة ودعم البرنامج المشترك للأمم المتحدة لمكافحة داء السيدا ''أونوسيدا''. وأضاف السيد جمال ولد عباس أن هذه الشراكة ترتكز على تبادل المعلومات العلمية بين الطرفين حول وضعية الإصابة بالقارة الإفريقية وتبني استراتيجية إعلامية واسعة وتعزيز هيكلة الحركة الجمعوية الناشطة في الميدان لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في مجال الوقاية ومكافحة وعلاج ''السيدا'' بالقارة الإفريقية. كما كشف السيد ولد عباس أن الدولة ضاعفت الميزانية الخاصة بمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة مرتين خلال 3 سنوات حيث تم تخصيص 6 ملايين دولار لمكافحة هذا المرض، وأضاف المتحدث أن الجزائر سطرت برنامجا خاصا للشروع في إنتاج الأدوية محليا لمكافحة هذا المرض يمتد إلى غاية سنة 2020 بعد توقيع اتفاق شراكة مع عدة مخابر عالمية من أوروبا وأمريكا، وهو البرنامج -يضيف المتحدث- الذي يهدف للخروج من التبعية الأجنبية في مجال استيراد أدوية الخاصة بداء ''السيدا''. ومن جهته اعتبر السيد ميشال سيديبي مشروع المعهد إفريقي للبحث والعلاج في مجال مكافحة ''السيدا'' بالهام نظرا للموقع الاستراتيجي للجزائر التي تعتبر مركز تدفق للهجرة من 48 دولة قادمة من القارة الإفريقية والمتوجهة نحو القارة الأوروبية. ووصف السيد سيديبي الجزائر بأنها من بين الدول الأكثر تطورا في مجال مكافحة السيدا والتي تأتي في طليعة الدول الإفريقية نظرا للمجهودات التي تقوم بها الحكومة لمكافحة هذا المرض ومنع انتشاره، وكذا للإمكانيات المالية التي تم تسخيرها في هذا المجال. مشيدا بمجانية العلاج والدواء التي تعتمدها الجزائر للوقاية ومكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة ''السيدا'' وتخفيضها لنسبة الوباء إلى 1,0 بالمائة. في وقت تم تصنيف -أضاف المتحدث- منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المرتبة الثانية في العالم من حيث سرعة انتشار الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة. ووصف المسؤول الأممي زيارته إلى الجزائر التي دامت يومين ب''الايجابية''، معبرا عن تفاؤله بمستقبل الشراكة نظرا للدور الهام الذي تلعبه الجزائر في مجال مكافحة السيدا على المستوى الإفريقي. داعيا إلى ضرورة التعريف بتجربة الجزائر التي تمكنت من الربط بين البديهية العلمية والحركة الدينية والثقافة في مجال الوقاية -كما قال-. ومن جهة أخرى رافع المدير التنفيذي للبرنامج المشترك للانوسيدا السيد ميشال سيديبي في اليوم الأول من زيارته للجزائر خلال لقاء بالفاعلين في هذا المجال من مهنيي الصحة وممثلي الحركة الجمعوية على التعاون وتبادل الكفاءات والتجارب لتعزيز الوقاية والعلاج والتكفل الاجتماعي والبسيكولوجي للمصابين من أجل وضع ميكانيزم جنوب-جنوب في مجال مكافحة الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة ''سيدا''. وذكر المسؤول الأممي أن القارة الإفريقية تفقد مليون و800 ألف مصاب بالسيدا سنويا ويولد بها 390 ألف طفل حامل للفيروس كل عام. وحث هذه الدول على مكافحة ومراقبة عوامل خطورة الإصابة على غرار استهلاك المخدرات والدعارة والشذوذ الجنسي، معتبرا التحكم في هذه العوامل يؤدي إلى تخفيض الحالات الجديدة -حسبه- بنسبة 20 بالمائة. ويذكر أن المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك حول السيدا ''أنوسيدا'' السيد ميشال سيديبي كان قد استقبل في اليوم الثاني من الزيارة من قبل رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح وتم التأكيد خلال هذا اللقاء على ضرورة وضع أسس لشراكة فعلية بين المنظمة الأمميةوالجزائر لإنتاج وتوزيع الدواء لمواجهة انتشار هذا الوباء. وصرح المسؤول الأممي خلال استقباله من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف بأنه تأثر ايجابيا بالدور الفعال الذي تلعبه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في التوعية والتعبئة لمكافحة هذا المرض عن طريق إشراك أئمة المساجد والمربين الدينيين. كما أشار ممثل الأممالمتحدة إلى اعتماد الوزارة المعنية على آليات وأساليب جديدة في إطار مكافحة هذا الداء كتكوين رجال الدين ومرشدين لكي يتمكنوا من التوصل إلى مختلف الفئات الاجتماعية عن طريق مقاربة تسمح بشرح أهمية الاحتماء من عدوى وضرر هذا الداء الفتاك. وقال السيد سيديبي أنه بدون إشراك قطاعي الدين والثقافة لا يمكن كما قال ''التمكن كليا من عملية توفير العلاج لحاملي هذا الفيروس''، مؤكدا أيضا على الدور المركزي الذي يمكن أن يلعبه الدين والثقافة في المكافحة والوقاية. ومن جهته ذكر السيد بوعبد الله غلام الله أن وزارته بدأت في المساهمة على الصعيد الوطني في مكافحة هذا الداء منذ 2003 بالاشتراك مع وزارة الصحة والمنظمات المختصة والتابعة للأمم المتحدة موضحا أن مساهمة الوزارة تتمثل أساسا في مكافحة انتشار فيروس السيدا.