كرمت أول أمس، مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الناقد الجزائري عبد الملك مرتاض، المتوج بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية الدورة السابعة عشرة بدبي، في حقل الدراسات الأدبية والنقد، في حفل احتضنه فندق موفنبيك بدبي وبحضور حشد ثقافي وجماهيري كبير، إلى جانب تكريم كل من الشاعر إلياس لحود والروائي نبيل سليمان والمفكر أحمد زايد ومؤسسة منتدى أصيلة متمثلة في شخص أمينها العام محمد بن عيسى. وجاء تكريم الناقد الجزائري الدكتور عبد الملك مرتاض، بعد أن قررت اللجنة منحه جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الدراسات الأدبية والنقد، وذلك لما تتمتع به مؤلفاته من عمق وشمول غطت حقولا عدة في الدراسات الأدبية؛ فمنها ما يعالج ألوانا من الأدب الشعبي كالألغاز والأمثال، والميثولوجيا، وبنية الشعر النبطي، وما يغطي دراسة الأدب العربي القديم، من فن المقامة إلى المعلقات السبع، وتحليله التفكيكي المتميز لحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، وما يتعلق بالأدب العربي الحديث، شعرا ونثرا. وقدم مرتاض على امتداد مسيرته عددا كبيرا من الأعمال المتميزة في نظريات النقد، ضرب فيها بسهم وافر في مناقشة النظريات النقدية الحديثة مناقشة تنسجم مع الثقافة العربية، مستفيدا من السيميولوجيا والتفكيك ونظرية القراءة ونظرية النص. كما تميز مرتاض باتساع معرفته بالتراث العربي القديم إضافة إلى قدرته على الإمساك بأركان الثقافة النقدیة الحدیثة، وسعى في كتاباته لتأصيل المفاهيم النقدية ومتابعتها تاريخيا ومعرفيا، خصوصا من خلال التوسع في متابعة المعاجم والموسوعات وكتب الفلسفة الغربية إلى جانب كتب التراث العربي، وطور قاموسا أدبيا قادرا على توفير المفردات الرشيقة في المقاربات النقدية والنهوض بالأدوات التي يحتاجها النقاد الشباب في تحليل الخطاب في إطار حراك ثقافي عربي واعد. وانطلق حفل التكريم وفق ما جاء في الموقع الرسمي لمؤسسة العويس الثقافية والذي حضره نخبة من المثقفين والمبدعين والصحافيين والناشرين العرب بعرض فيلم وثائقي عن الجائزة، وتلته كلمة الدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس أمناء المؤسسة، التي أكد فيها أن الاحتفاء بنخبة من المبدعين ضمن الدورة السابعة عشرة لجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية إنما هو احتفاء بالعطاء والإبداع والموهبة وتكريم لشخصيات قدمت الكثير في مجالات الثقافة والفكر والعلم، كما أشار إلى أن الجائزة أكدت بتعاقب دوراتها على دورها الريادي في رعاية المبدعين والمثقفين والاهتمام بهم، لذلك سعت دائما نحوهم أينما كانوا، مرحّبا بفوز كل من الشاعر إلياس لحود والروائي نبيل سليمان والناقد عبدالملك مرتاض والمفكر أحمد زايد، ومعتزا باختيار مؤسسة منتدى أصيلة لجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي، ممثلة في شخص أمينها العام محمد بن عيسى. وذكر بيان اللجنة أنها منحت جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الشعر للشاعر اللبناني إلياس لحود، لما تتمتع به تجربته من ثراء عريض على مدى أكثر من نصف قرن، ولتميز مشروعه الشعري من خلال تناوله لمختلف القضايا الذاتية والوطنية والإنسانية، بأسلوب شعري متطور وتشكيل هندسي بنائي أعطى له حضورا متميزا في التجربة الشعرية المعاصرة. أما في حقل القصة والرواية والمسرحية، فقد قررت اللجنة منح الجائزة للروائي السوري نبيل سليمان، لما تميزت به تجربته الإبداعية من تنوع وثراء، وقد عبرت تجربته تاريخ الثقافة الأدبية العربية لمدة قاربت الستة عقود وعبرت عنها في مختلف مفاصلها الجمالية والسياسية والأيديولوجية، كما أنها عكست مناخات تطور تجربة الكتابة السردية العربية بشكل واضح. وقررت اللجنة منح الجائزة في حقل الدراسات الأدبية والنقد للناقد الجزائري عبدالملك مرتاض، لما تتمتع به مؤلفاته من عمق وشمول غطت حقولا عدة في الدراسات الأدبية، فمنها ما يعالج ألوانا من الأدب الشعبي كالألغاز والأمثال، والميثولوجيا، وبنية الشعر النبطي، وما يغطي دراسة الأدب العربي القديم، من فن المقامة إلى المعلقات السبع، أما جائزة العويس الثقافية في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، فقد منحتها اللجنة إلى المفكر المصري أحمد زايد، الذي يعد أحد أبرز علماء الاجتماع المعاصرين، وهو من القلائل الذين أسسوا مدرسة مصرية عربية في علم الاجتماع تعنى بفهم المشروع الحداثي ونقد الذات. للإشارة، حصل كل فائز على مبلغ 120 ألف دولار أميركي وعلى ميدالية ذهبية حملت على وجهها الأول اسم الفائز وعلى الوجه الآخر شعار الجائزة وهي مصنوعة من الذهب النقي 22 قيراط، ودرعا كريستالية فاخرة، فضلا عن شهادة فنية قيمة مكتوبة بخط يد عربي منوع بين الكوفي المربع والديواني والنسخ والديواني الجلي تشتمل مفردات الفوز، وتوشح الفائزون بوشاح الإمارات حيث جلسوا على المسرح وخلفهم وقف أعضاء مجلس الأمناء لالتقاط الصور التذكارية.