اقتحمت القوات النظامية السورية أمس، بلدة في ريف حماة في وسط سوريا بعد ثلاثة ايام من القصف العنيف، واخرى في ريف اللاذقية (غرب) حيث تستمر الاشتباكات، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان "اقتحمت القوات النظامية بلدة الحفة في ريف اللاذقية التي تتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وتتمركز الاليات العسكرية الثقيلة على مشارفها وتدور فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة". وقتل مقاتلان معارضان في الاشتباكات احدهما ضابط منشق. كما وقعت اشتباكات في قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل في المحافظة نفسها، حسب المصدر نفسه. وكان المرصد ذكر في بيان سابق ان القوات النظامية معززة ب"الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت بلدة كفرزيتا في ريف حماة، وبدأت حملة مداهمات وسط اطلاق رصاص كثيف". وجاءت عملية الاقتحام بعد ثلاثة ايام من القصف والاشتباكات، فيما "انسحب مقاتلو الكتائب الثائرة المعارضة من البلدة"، بحسب المرصد. في محافظة ريف دمشق، اقتحمت القوات النظامية السورية مدعمة بآليات عسكرية مدينة عربين ونفذت انتشارا فيها. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، شهدت بلدة كفرعويد اشتباكات عنيفة وعملية عسكرية واسعة بعد منتصف ليل الاثنين إلى الثلاثاء، قتل فيها اربعة مواطنين، بحسب المرصد السوري. كما شملت الاشتباكات بلدات النيرب ومعردبس واستخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف. وأشار المرصد من جهة ثانية الى اصابة خمسة من عناصر الامن بجروح في انفجار عبوة ناسفة في مدينة ادلب. وسقطت صباح أمس قذائف هاون عدة على احياء في مدينة حمص (وسط). وقد تسبب القصف المتواصل على احياء حمص منذ اشهر الى نزوح معظم سكانها. وخرجت تظاهرات مسائية في مدن وبلدات وقرى مختلفة في محافظة درعا نادت باسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الاسد. كما شهدت محافظات دمشق وريفها وحماة وادلب وحلب والرقة (شمال شرق) تظاهرات حاشدة. وهتف متظاهرون في شارع الاعظمية في مدينة حلب "ارحل ارحل" مع شتائم للرئيس بشار الاسد، ثم "ثورة ثورة ثورة سوريا، ثورة عز وحرية". وجدد الاسد في خطاب القاه الاحد امام مجلس الشعب رفضه الاعتراف بوجود حركة احتجاجية في البلاد، متحدثا فقط عن "تصاعد الارهاب" وعن "حرب خارجية" على سوريا. وقال ان "لا مهادنة ولا تسامح" مع الارهاب "مهما غلا الثمن"، مشيرا الى ان "المعركة فرضت" عليه. وتسببت اعمال العنف والاشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين بمقتل 38 شخصا هم 19 مدنيا و16 عنصرا من القوات النظامية وثلاثة منشقين. "جبهة النصرة" تتبنى قتل 13 عنصرا من الاجهزة الامنية السورية و"الشبيحة" تبنت "جبهة النصرة" التي سبق ان اعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سوريا خلال الاشهر الماضية، يوم الاثنين "اعدام" 13 عنصرا من الاجهزة الامنية السورية و"الشبيحة" في دير الزور (شرق)، اقتصاصا منهم بسبب "جرائمهم" وبينها مجزرة الحولة. وجاء في بيان صادر عن الجبهة نشرته مواقع الكترونية اسلامية جهادية انه تم "اعدام 13 من عناصر الأجهزة الأمنية والشبيحة قصاصا". واضاف البيان "لقد عتى نظام القمع الوحشي وكلابه عتوا كبيرا، ولم يوفروا في طغيانهم كبيرا او صغيرا، و(...) كان من جرائمهم المتواصلة ما فعلوا في الحولة وما حولها من قصف وقتل وذبح". واشار الى ان من الجرائم التي اقترفها هؤلاء هي القتل واقتحام وحرق البيوت واغتصاب الأعراض وسرقة الممتلكات واستباحة الأموال. وتبنت المجموعة نفسها التي لم تكن معروفة قبل الاضطرابات في سوريا في اشرطة فيديو وبيانات سابقة عمليات تفجير في دمشق وحلب (شمال) ودير الزور استهدفت في معظمها اجهزة امنية سورية. وعثر المراقبون الدوليون مساء الثلاثاء الماضي، أي في التاريخ نفسه الذي يتحدث عنه بيان "جبهة النصرة"، على جثث 13 شخصا في منطقة السجر في محافظة دير الزور، من دون أن تعرف هويتهم. وقال رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود أن الجثث "كانت مقيدة الأيدي وراء الظهر وبعضها قتل برصاصة في الرأس عن مسافة قريبة"، معبرا عن "استيائه الشديد" لهذا "العمل المروع وغير المبرر". ودعا مود "جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس". وقتل 108 أشخاص، بحسب مراقبي الأممالمتحدة، بينهم 49 طفلا في الحولة في محافظة حمص بوسط سوريا بسبب القصف أو "إطلاق النار من مسافة قريبة"، وهي مجزرة أثارت تنديدا دوليا. عنان سيجري محادثات حول سوريا في واشنطن يوم الجمعة من المقرر أن يجري موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان، محادثات الجمعة مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الوقت الذي تحاول فيه الاسرة الدولية التوصل الى سبيل لوقف اعمال العنف الدامية في سوريا، حسبما اعلن مسؤول اميركي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر الاثنين "هناك جهود دولية كثيرة هذا الاسبوع في ما يتعلق بسوريا"، واصفا من جهة اخرى الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد يوم السبت بانه "بعيد عن الواقع". ومن المقرر ان تشارك كلينتون في اجتماع الخميس في اسطنبول للتباحث في اعمال العنف المستمرة في سوريا منذ مارس 2011، على ان تلتقي مع عنان في واشنطن الجمعة. ولم يتضح بعد ما اذا كان عنان سيلتقي ايضا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما. وطالب عنان الذي كان يتحدث يوم السبت في اجتماع وزاري للجامعة العربية في الدوحة، ب"اعادة درس معمقة" لاستراتيجية اخراج سوريا من الازمة، ومن المفترض ان يجري مباحثات حول الازمة في مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة الخميس. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "الاسرة الدولية عليها في الواقع ان تتخذ موقفا موحدا حول فكرة ان مرحلة انتقالية سياسية لا بد ان تتم عاجلا وليس اجلا في سوريا". واضاف كارني "نحن ندعم خطة عنان مع اننا لا نزال متشككين حول رغبة الرئيس السوري بشار الاسد الالتزام بها". وقال تونر امام صحافيين ان كلينتون تباحثت الاثنين مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف حول "ممارسة ضغوط اكبر على الاسد وعلى نظامه للالتزام بالبنود الستة لخطة عنان بما فيها مرحلة انتقالية ديموقراطية او سياسية". وشددت كلينتون لدى لافروف على أن موسكو الحليفة الرئيسية لدمشق عليها "دور مهم لتؤديه من اجل اقناع الاسد ... بان خطة عنان هي السبيل الافضل للمضي قدما". وقال تونر ايضا ان مجموعة دول اتخذت عقوبات ضد دمشق ستلتقي هذا الاسبوع لدرس كيفية "تعزيز وتنسيق" هذه العقوبات "بصورة افضل". واضاف "لكن مهمتنا لا تقف عند هذا الحد". وقال "سنواصل العمل داخل مجلس الامن الدولي مع مجموعة +اصدقاء سوريا+ لكي لا نتخلى عن الضغط السياسي والاقتصادي" على سوريا. وتابع "انها معركة على جبهات عدة من اجل ابقاء الضغوط على نظام الاسد". بوتين يصل الى الصين للتباحث في الأزمة وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح أمس، إلى بكين في زيارة لمدة ثلاثة ايام تهدف الى تعزيز العلاقات بين روسيا والصين الحليفان الرئيسيان على الصعيد الاقتصادي والسياسي خصوصا حول الازمة السورية. ومن المقرر ان يلتقي بوتين بعد الظهر نظيره الصيني هو جينتاو حيث سينسق الرئيسان موقفهما حول اعمال العنف في سوريا والبرنامج النووي الايراني. وستتيح محادثاتهما ايضا تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا والصين المهم اصلا، خصوصا في مجال الطاقة. وسيلتقي بوتين بهذه المناسبة نظيره الايراني محمود احمدي نجاد في وقت لا تزال فيه التوترات حول البرنامج النووي الايراني قوية. كما سيجري بوتين محادثات مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي. علما أن منظمة شنغهاي للتعاون تظم كلا من روسيا والصين واربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كزاخستان واوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان. وايران هي احدى الدول الاربع الممثلة بمراقبين في المنظمة. وتقوم موسكووبكين منذ اشهر بحماية النظام السوري من خلال عرقلة اصدار قرارات تدين دمشق في مجلس الامن الدولي. البيت الابيض: "الاسد يكذب حين ينفي مسؤوليته عن مجزرة الحولة" اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني يوم الاثنين، أن الرئيس السوري بشار الأسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن المجزرة التي ارتكبت في الحولة والتي قضى فيها 108 أشخاص في 25 ماي. وردا على سؤال عما إذا كان الأسد كذب أمام العالم في الخطاب الذي ألقاه السبت حين نفى مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة، قال كارني "نعم". وأضاف كارني "نركز مع شركائنا الدوليين على التحضير لانتقال سياسي في سوريا"، مبديا استياءه لكون النظام السوري ينفي مسؤوليته عن المجازر التي "شارك" فيها. وتابع "لهذا السبب، من الأهمية بمكان أن يتوحد المجتمع الدولي للضغط على الأسد، لعزل الأسد". ووصف الرئيس السوري في خطاب القاه يوم السبت امام مجلس الشعب الجديد منفذي مجزرة الحولة في حمص (وسط)، بأنهم "وحوش". وتبادل المعارضون السوريون والنظام الاتهامات بالمسؤولية عن مجزرة الحولة، فيما تحدث مسؤول كبير في الأممالمتحدة عن "شكوك قوية"، في أن تكون ميليشيات موالية للنظام قد ارتكبت هذه المجزرة. بدوره، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر يوم الاثنين، أن خطاب الأسد يوم السبت "كان على طلاق كامل مع حقيقة الوضع الميداني في سوريا، وخصوصا تعليقاته حول مجزرة الحولة". ورأى تونر ان النظام السوري "يحاول تقديم رواية مزورة" عن الاحداث التي تجري في سوريا.