حثت الدول العربية وتركيا المعارضة السورية المنقسمة على توحيد صفوفها وإيجاد كيان جدير بالثقة بديلا لحكومة الرئيس بشار الأسد لكن سرعان ما تبدت الخلافات في المحادثات التي تجريها المعارضة في القاهرة. وجاءت الدعوة إلى وحدة الصف في بداية اجتماع يستمر يومين تنظمه الجامعة العربية في محاولة لجمع شتات المعارضة السورية المشغولة بالصراعات الداخلية التي يقول دبلوماسيون انها زادت على العالم صعوبة التصدي للازمة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في المؤتمر أمام نحو 200 سياسي ونشط سوري "أمام مؤتمر المعارضة السورية فرصة يجب المحافظة عليها وأقول واكرر من غير المسموح إضاعة هذه الفرصة بأي حال من الأحوال فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعا وأغلى من اي خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة." وقال مصدر بجامعة الدول العربية "لا نتوقع ان تتوحد المعارضة بعد ما شاهدناه في الاجتماعات السابقة. إنهم يتصارعون دوما خلف الابوب المغلقة. لكن هناك دائما فرصة لتغير الاوضاع الى الافضل." وقال إسلاميون سوريون انهم يعترضون على من يدعون إلى الفصل التام بين الدين والدولة في سوريا الجديدة. وقال آخرون إن أي اتفاقات يتم التوصل اليها في القاهرة لن تكون مؤثرة بالضرورة داخل سوريا. وقال معارضون سوريون في محادثات القاهرة انهم لن يناقشوا تشكيل حكومة في المنفى لكنهم سيعملون على صوغ رؤية واحدة. وقال دبلوماسيون ومسؤولون عرب إنهم لا يتوقعون الكثير لكنهم يأملون في حل بعض الخلافات. ووجه وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو انتقادات شديدة للحكومة السورية ودعا أيضا المعارضة إلى الوحدة. واضاف في كلمته للمعارضة السورية "مدافع نظام الأسد ودباباته واسلحته لا قيمة لها في مواجهة إرادة الشعب السوري. عاجلا أو آجلا ستكون الغلبة لإرادة الشعب السوري." وقال "ستختلف آراءكم بالتأكيد فهذا طبيعي تماما لكن القضية واحدة... ما يتوقعه الشعب السوري منكم هو أن تخرجوا إليه برسالة تنم عن قوة وحدتكم." وقال خضر السوطري من جماعة الاخوان المسلمين في سوريا إن في صدارة الوثيقة التي يفترض الاتفاق عليها وتوقيعها بندا يدعو إلى الفصل التام بين الدين والدولة وهو ما لا توافق عليه جماعته رغم انه قال انها لا تسعى إلى اقامة دولة دينية. وقال أديب الشيشكلي عضو المجلس الوطني السوري إن من أكبر التحديات سد الفجوة بين السوريين في الخارج ومن يحتجون على الأسد في الداخل. وقال إن المشكلة الاساسية هي الانقسام بين جماعات المعارضة داخل سوريا وخارجها وهو امر حاسم لان السوريين في الداخل عليهم أن يقوموا بدور كبير في أي بناء مؤسسي. وقال دبلوماسي من جامعة الدول العربية إن فشل المعارضة السورية في توحيد صفوفها يقوي موقف الأسد ويزيد صعوبة التصدي العالمي للأزمة فيما يتباين مع الطريقة التي تمكن بها معارضو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من توحيد صفوفهم. وقال الدبلوماسي "انهم يفتقرون تماما الى الوحدة خلافا للمجلس الوطني الليبي الذي كان منظما وعلى الأرض الامر الذي مكننا من تقديم دعم أكبر له. المعارضة السورية بعيدة عن الشعب وغير منظمة."