كرم أمس، بديوان رياض الفتح ثلاث شخصيات وطنية، وهي المجاهدة جميلة بوباشا والعلامة المجاهد محمد الصالح الصديق والمخرج السينمائي والمجاهد أحمد راشدي، نظير ما قدموه للجزائر إبان الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، وذلك في الطبعة السادسة من الحفل السنوي الخاص بتكريم الشخصيات الوطنية والتاريخية بوسام الذاكرة، الذي تنظمه المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، برعاية كل وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق. وتم خلال الحفل الذي حضره إلى جانب وزيرة الثقافة صورية مولوجي ووزير المجاهدين العيد ربيقة، كل من نائب رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ونواب بالبرلمان بغرفتيه وكذا رؤساء أحزاب وأعضاء من المرصد الوطني للمجتمع المدني بالإضافة إلى أعضاء من الأسرة الثورية وفنانين، منح الشخصيات المكرمة "وسام الذاكرة". وفي كلمة لها بالمناسبة قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي إن الوفاء لقامات الجزائر يعد من أهم الواجبات التي تضطلع بها وزارة الثقافة والفنون، بل تعتبر هذه القيمة النبيلة واجبا مقدسا أملا في خير الخلف من هذا السلف الجميل، حيث عددت بالمناسبة أهم مناقب وخصال المكرمين، داعيةً بالمناسبة أبناء الجزائر كي يعقدوا العزم كما فعل الآباء والأجداد لنحافظ معا ويدا بيد على وديعة الشهداء المعطرة بزكي الدماء ولصون الأمانة الكبرى وهي الجزائر، كما أكدت أن هذا التكريم يهدف إلى إرساء ثقافة الاعتراف والعرفان تجاه رجالات ونساء الجزائر الذين واجهوا وقاوموا الجهل والاستعمار بكل أشكاله وكتبوا بذلك أسماءهم بحروف من ذهب على صفحة الذاكرة الجمعية"، مضيفة أن الوفاء لقامات الجزائر يبقى من أهم الواجبات التي تضطلع بها الوزارة، مبرزة أن هؤلاء العمالقة كانت حياتهم ولا تزال لوحة مضيئة في محافل البطولة والفداء، كما تغمرنا بالعزم والإيمان لنقتفي آثارهم ونستلهم السيرة والمسيرة في رحلة البناء والحفاظ على ثوابت الأمة وأمجادها. …الذاكرة الوطنية من الأولويات الدولة من جهته وصف وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة هذه الالتفاتة بالطيبة خاصة وأنها تتعلق بتكريم ذاكرتنا وهذه الشخصيات الوطنية، قائلا إن "اختيار هذه الشخصيات المجاهدة تعبر عن قيم الوفاء لنوفمبر الخالد"، وشدد بالمناسبة على أن الذاكرة الوطنية هي من الأولويات التي توليها الدولة أهمية خاصة في إطار تنفيذ برنامج عمل الحكومة، تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية في تجسيد التزاماته ال 54، وهي الدرع الواقي لأمتنا والتي تذكرنا بأمجاد وطننا …"، متابعا قوله "تاريخنا الوطني قد اتسم بالشمولية إذ أن كل فئات الجزائر قد شاركت في ثورتنا التحريرية المباركة، فمنهم من ناضل بفكره وبقلمه ومنهم من ناضل بفنه ومنهم من ناضل في مجال الرياضة". وفي سياق حديثه عن الشخصيات المكرمة لفت الوزير إلى أن المجاهدة جميلة بوباشا هي إحدى جميلات الجزائر الباسلات اللواتي يمثلن بحق حرائر الجزائر ويشكلن العبرة والعظة لكل بنات الجزائر الحرات، في حين أن أحمد راشدي وقبل أن يكون موصوفا بعطائه في عالم السينما فهو أيضا مجاهد، بينما محمد الصالح الصديق هو أحد العلماء والمفكرين الذين اتسموا ويتسمون بوسطيتهم وهو أيضا الأب الفاضل والعالم الرباني. وشهد الحفل أيضا تكريم زوج المجاهدة جميلة بوباشا، المجاهد عمار خالي، وقد اعتبر ربيقة من مجاهدي الرعيل الأول وممن حضروا رفع العلم الوطني بسيدي فرج ذات 5 جويلية 1962، أين أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في 4 جويلية الماضي على تدشين نصب مخلد للذكرى. من جانبها عبرت المكرمة جميلة بوباشا عن سعادتها بهذا التكريم داعية الشباب الجزائري إلى التمسك بحب الوطن، ومن جهته شكر أحمد راشدي، وهو أيضا مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالثقافة والسمعي البصري، كل من ساهم في هذه الالتفاتة، التي جمعته بالمجاهدة جميلة بوباشا، مؤكدا في سياق حديثه على أن هناك بعثا جديدا لتاريخ الجزائر ولكل ما هو سمعي بصري ولكل ما له علاقة بالثورة وبتاريخ الجزائر، قائلا "نحن جاهزون الآن لإنجاز عدد كبير من الأفلام التاريخية التي لها علاقة بثورة التحرير، وخاصة فيلم عن الأمير عبد القادر وبمستوى عالي من الإنتاج، خاصة في ظل الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الدولة لإنجاز أعمال لها علاقة بالذاكرة"، أما محمد الصالح الصديق قال في كلمته المقتضبة أن مفتاح النجاح لأي جزائري هو تمتين العلاقة بالخالق وتمتين العلاقة بالوطن والافتخار الدائم بالانتماء لهذا البلد العظيم.