أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن هيئتها تسعى لتحويل المهرجانات تدريجيّا إلى مهرجانات منتجة ومساهمة في إدماج الفني والتراثي والثّقافي بصفة عامة، وفي دائرة اقتصادية مهما كانت محدوديّتها، وذلك بدل الاكتفاء بمنطق النشاط أو الفعل الثّقافي العابر دون الأثر. في ردها عن سؤال للنّائب ماجد شرّيد المتعلّق بالمهرجانات وضرورة تأسيس مهرجان وطني للأغنية الملتزمة الجماعية، في جلسة عامة عقدها المجلس الشعبي الوطني أول أمس، قدمت وزيرة الثقافة والفنون أجوبة شفهيّة عن أربعة أسئلة تقدّم بها السّادة النواب ماجد شرّيد، نوري سفيان، مبروكي محمد الأمين، ماسينيسا واري، قالت أنّ الوزارة تعمل على إيجاد الصيغة التي تسمح بتأسيس مهرجانات جديدة أو تحويل مهرجانات إلى الولايات العشر المستحدثة، وتدعيما للولايات التي تشهد نقصا في المهرجانات، والتفكير في بعث مهرجان وطنيّ ينسجم مع متطلّبات ومقدّرات ولاية الشّلف المهمّة، مذكّرة بوجود المهرجان الثقافي الوطني للأغنية الملتزمة في ولاية تيارت، مؤكدة بأن المهرجانات هي من بين الأنشطة والفعاليات التي تشكّلُ تنشيطا وتفعيلا للمشهد الثّقافي، من حيث كونها فعاليات كبرى، جماهيريّة ودائمة، وغير ارتجالية أو طارئة، فهي سنويّة يتمّ ضبط مواعيدها والترتيب لها، مضيفة أن الكثير من المجالات الثّقافيّة التي لم تجد الاعتناء سابقا، تحوّلت إلى مجالات تستقطبُ الجمهور، وما تتميّز به المهرجانات أنّها تضعُ الشأن الثّقافي بتنوّعه ومستوياته محلّ اهتمام، فكما أنّنا ننظّمُ مهرجانا للأدب والمسرح والموسيقى الكلاسيكية والعريقة، فإنّنا ننظم مهرجانات للثّقافات والشعبيّة والفولكلور، وهذا ما يصنع الخصوصيّة الثّقافيّة الجزائرية. وفي ردها عن سؤال للنائب نوري سفيان الذي يتساءل عن المواقع الأثرية بولاية أم البواقي وظروف حمايتها وكذلك التراث المادي واللامادي، اعتبرت الوزيرة أنّ مدننا في أغلبها هي عناوينٌ للتّاريخِ ومتاحفُ للتراثِ ومقاصدُ للعظماء، وذكّرت في إجابتها حول ما ارتبط بمواقع "ماكوماداس، قيديوفال، سيبوس" بأنّه في شهر جانفي الماضي تم تسجيلها في قائمة الجرد الإضافي كمواقع أثرية، وتتكفّل حاليا مديرية الثقافة والفنون للولاية بإعداد ملفاتٍ خاصةٍ لهذه المواقع؛ لعرضِها أمامَ اللّجنةِ الوطنيةِ للممتلكاتِ الثقافية قصد تصنيفِها، وتبعًا لذلك سيقدّمُ اقتراح لتسجيل مخطط حماية هذا المواقع الأثريةِ والمواقع المحميةِ التابعةِ لها، ورصدِ الميزانيات اللازمةِ للمخطّط. وعن سؤال للنائب محمد الأمين مبروكي، بخصوص الموقع الأثري أشير، كشفت السيّدة الوزيرة عن الانتهاء من الدّراسة الخاصةِ بإعداد مخطّط الحماية وإعادةِ الاعتبار والإجراءات الاستعجالية لموقع أشير، والذي رصدت له تخصيص مالي ب 10 مليون دج، وهو حاليا قيد التنفيذ. وحول استراتيحيّة قطاع الثقافة للحفاظ على الموروث وحماية المواقع الأثرية قالت الوزيرة إنها الأمر متعلّق بمهمّة ليست خيارية بالنّسبة للقطاع، وإنّما هي في صلبِ مهامِ قطاعنا الوزاريّ، وطبقا للقانون المتعلّق بحماية التراث الثقافي، كاشفة عن أهم الإجراءات التي اتُخذت من طرفِ وزارة الثّقافة والفنون مثل تسجيل تصنيف 15 ممتلكا ثقافيّا ماديا وطنيا، وتسجيل 30 ممتلكا ثقافيّا ماديّا على قائمة الجرد الإضافي للولاية، بالإضافة إلى تصنيف قطاعين محفوظين، وكذلك استفادة ولاية بجاية من برنامجٍ خاصٍّ يتمثّل في خمس عمليات ترميم لفائدة "متحفِ برج موسى، الأشغالُ الاستعجاليةُ لترميم حصن عبد القادر، أشغال ترميم باب البحر وباب البنود، ترميم حصن قورايا، وترميم قلعة قصبة بجاية التي هي في طور الانتهاء بما يقارب 90 بالمائة من الأشغال، بالإضافة إلى مشروعين شارفَا على الانتهاء وهما: مشروع ترميم قصبة بجاية، والمخطّط الدائم لحماية واستصلاح القطاع المحفوظ الخاص بالمدينة العتيقة لبجاية، كما ذكّرت الوزيرة في إجابتها بالمشاريع المتعلّقة بالتراث الثّقافي المسجّلة في إطار برنامج خاص بالزلزالين المسجّلين ببجاية، زلزال 18 مارس 2021، بمبلغ إجمالي يتجاوز 339 مليون دج، وزلزال19 مارس 2022، حيث بمبلغ يتجاوز 213 مليون دج، مشيرة بأن قصبة بجاية ستكون مستغلّةً من قبل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثّقافية المحمية، وستفتح للجمهور خلال موسمِ الاصطياف 2023.