كُرم نهاية الأسبوع بدار محي الدين بشطارزي عميد الفن الأندلسي الفنان القدير الحاج محمد الغافور عرفانا بما قدمه للتاريخ الفني الجزائري، وتقديرا لمشواره الفني الممتد لأزيد من 50 عاما في مجال الأغنية الحوزية ولجهوده في الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي الجزائري. الحفل المنظم من قبل الجمعية الفنية الثقافية الألفية الثالثة، وإشراف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حضره نخبة من الفنانين ومحبي الفنان، الذي أبدى سعادته بهذه الالتفاتة النبيلة، وعبرها أشارت وزيرة الثقافة والفنون التي أشرفت على حفل التكريم أن" الفنان القدير الحاج محمد الغافور قيمة فنية وأحد أعمدة الفن الحوزي والأندلسي والمديح الديني في الجزائر، الذي سيبقى نجما ساطعا في سماء الثقافة الجزائرية". بدوره أعرب الفنان الحاج محمد الغافور عن امتنانه وسعادته بهذا الحفل الذي ترعاه وزارة الثقافة والفنون، معتبرا إياه بمثابة تتويج للمشوار الفني الطويل الذي خاضه بداية من 1948 لغاية 2010 من أجل ترسيخ طابع الحوزي والفن الأندلسي الأصيل" مؤكدا أن الساحة الفنية الجزائرية تزخر بأصوات قوية تمتلك القدرات لاستمرار أجيال من هذا اللون التراثي العريق . وقد أشار رئيس جمعية "الألفية الثالثة"، سيد علي بن سالم أن " الجمعية التي قامت بتكريم 192 فنانا منذ تأسيسها عام 2001 لغاية اليوم ستواصل سلسلة تكريماتها لمجموعة من الشخصيات الفنية التي ساهمت في إعلاء عناصر الثقافة والفن الجزائري الأصيل، وكان لمولوجي أن أشادت خلال الحفل بجهود الجمعية للإحتفاء برموز الثقافة والفن الجزائري مثمنة جهود كل المساهمين فيها معتبرة أن هذه المبادرات ترسخ لثقافة الاعتراف لجميع الفنانين الذين أفنوا حياتهم من أجل الحفاظ على الفن والتراث الثقافي الوطني الأصيل . والفنان القدير الحاج محمد الغافور صاحب الروائع" ولفي مريم " و" سعدي ريت البارح " ، " يا لايم " ، و" من لا درى بعشقي يدري " وغيرها ، الذي مثل الجزائر في أكبر عواصم العالم، وغنى في أرقى القاعات العالمية يعتبر حالة فريدة ومتفردة في ريبرتوار الغناء الجزائري والأندلسي بشكل خاص، وبعد مسيرة حافلة بالانجازات تفرغ العميد للمدائح الدينية ملتزما بحالة صوفية جمالية ليظل نجما جزائريا بامتياز خالدا في وجدان الجزائريين. " فهوملك الطرب الحوزي والأندلسي " و"عندليب ندرومة " و"عميد الفنانين الجزائريين" ، وألقاب كثيرة للفنان القدير الحاج محمد الغافور الذي ولد يوم 5 مارس عام 1930بمنطقة ندرومة في تلمسان، وكان قد نشأ في أجواء المدائح في الزوايا المنتشرة بالمنطقة ما أهله لمجالسة العلماء والشيوخ، فاهتم بحفظ القصائد لكبار شعراء الجزائر أمثال قدور بن عاشور الندرومي، كما تواصل مع العديد من الفنانين في تلمسان حينها، ومع غنائه في الأعراس، وظل صاحب " ولفي مريم " ملتزما بأصالة طابع الحوزي والغرناطي، وطيلة عقود استمر هذا الفنان الكبير محافظا على هذا التراث في كل الحفلات التي أحياها في كل ربوع الوطن. وعليه يأتي هذا الحفل تقديرا واعترافا بمكانة وإبداع الفنان صاحب (94 عاما) ، شاركت في تنشيطه كوكبة من كبار الفنانين حيث تجاوب الجمهور الغفير الذي حضر هذه السهرة مع الوصلات الغنائية من نوع الحوزي ذات الطابع الندرومي ونوبات أندلسية مقتبسة من التراث التي قدمها كل من الشيخ عبد القادر شاعو، سمير تومي، زكية قارة تركي، إدريس زحماني وكريم بوغازي . كما تميز الحفل الفني التكريمي بأداء الفنان محمد الغافور لمقتطفات قصيرة من ريبرتواره الفني على ركح محي الدين باشطارزي رغم تقدمه في السن تمثل في مدائح دينية وفي فن الحوزي. .