تم ب "فضاء فلسطين" في الصالون الدولي ال27 للكتاب، تنظيم جلسة أدبية تحت عنوان "فلسطين كتابات من السجن"، تم خلالها تسليط الضوء على الكتابات التي نشأت داخل السجون، باعتبارها شكلاً آخر من أشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، في هذا السياق، ناقش المتدخلون طارق بوحالة، لونيس بن علي، واليامين بن تومي العديد من القضايا المتعلقة بهذا الموضوع. الجلسة عرفت حضور عدد من المثقفين والمهتمين، وأدارها الناقد والأديب طارق بوحالة، الذي ركز على زاوية مهمة في الكتابات التي خرجت من السجون الفلسطينية، كما تناول الكتابات النسوية بشكل خاص، واعتبرها نضال أساسي ضد الاحتلال الصهيوني، مشددا على أن المرأة الفلسطينية قد قدمت نموذجًا فريدًا في الكتابة من داخل السجن، حيث كانت جزءاً لا يتجزأ من أدب المقاومة، وعاشت تجربة نضالية عميقة. وأضاف أن النقاد لم يعطوا هذه الكتابات عمقها الكافي، معتبرًا أن هذه الأعمال لا ينبغي أن تدرس من منظور جمالي بل كرسائل مقاومة حية توثق معاناة المرأة الفلسطينية في السجون. وفي هذا السياق، عرض بوحالة العديد من الأمثلة لأسماء نسوية، مثل زكية شبوط وسعاد غنيم وليلى خالد، مبرزًا تجربة عائشة عودة، التي خرجت من السجن سنة 1966 بعد أن ألّفت كتابين هما "أحلام الحرية" و"ثمن الشمس"، حيث اعتبرها أيقونة للمقاومة التي وثقت شهادات صادقة حول أشكال التعذيب النفسي والجسدي التي تعرضت لها، مما ساهم في فضح الانتهاكات الصهيونية وبناء وعي جماعي لدى الأجيال الجديدة. من جهته، تساءل اليامين بن تومي عن إمكانية استخدام لغة أكاديمية في نصوص المقاومة، مؤكدًا أن هذه الكتابات لا تقتصر على كونها أدبًا فنيًا بل هي وثائق تاريخية تعكس واقعًا معينًا وتطرح تساؤلات حول مقاومة الاحتلال، كما تناول بن تومي رواية "الشوك والقرنفل" للشهيد يحيى السنوار، مشيرًا إلى أن كتابة السنوار تتسم بارتباطها الوثيق بالأرض والمقاومة، حيث اعتبرها كتابة "أفقية" ترتبط بحركات المقاومة الشعبية، وتطرق إلى العديد من المفاهيم التي حملتها الرواية مثل العقاب والمراقبة والتهجير، مؤكدًا أن السنوار نجح في إعادة إنتاج مفهوم الوطنية والمقاومة كعقيدة، وجعل القضية الفلسطينية قضية وطنية وليست مجرد قضية حرية. وقد اتفق المتدخلون في الندوة على أهمية الكتابات الصادرة من السجون الفلسطينية، معتبرين إياها جزءاً أساسياً من الأدب المقاوم الذي يسهم في إعادة تشكيل الوعي الجماعي ويسلط الضوء على الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال.