يحل الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري ضيفا على الجزائر غدا الاثنين فى ثاني زيارة لمسؤول رسمي مصري إلى الجزائر منذ ثورة جانفي بعد زيارة وزر الخارجية المصري محمد كامل عمرو، نوفمبر الفارط. زيارة المسؤول الرسمي المصري في مستوى رئيس الوزراء، خطورة يريدها المصريون، "مأذنة" لعلاقات جديدة تتجاوز الجليد الصلب الذي ميزها في السنوات الأخيرة لحكم الرئيس السابق حسني مبارك، وفي الوقت الذي كان فيه الجزائريون كما المصريون يتوقعون أزمة دائمة بين البلدين على خلفية ما حصل سنة 2009 من تنابز سياسي مشحون بسبب مباراة كرة قدم "أم درمان" تسارعت الأحداث إلى قيام المصريين بثورة أزاحت الرجل القوي، بينما ذهبت قراءات إلى التأكيد ان الجزائر أفسدت مخططا لتوريث الحكم في مصر، وكان ينويه مبارك لإبنه، وإن كان الإفساد غير مقصود، تسببت فيه خسارة منتخب الفراعنة في التأهل إلى مونديال 2010، وهو ما كان يحضر له نجل مبارك، للظهور بمظهر الرجل الذي يؤهل بلاده لكأس العالم وبالتالي كسب تعاطف شعبه معه لاستخلاف أبيه. ومهما يكن فإن الثورة في مصر وإن لم تحقق مبتغاها كاملا على الصعيد الداخلي، فإن حققت عودة العلاقات مع الجزائر، وتستغرق زيارة قنديل للجزائر يومين يرأس خلالها وفدا وزاريا يضم وزراء الخارجية والبترول والكهرباء والإسكان والتعاون الدولي كما يضم الوفد عددا من كبار رجال الأعمال وأصحاب الشركات. ومعروف أن الاستثمار المصري في الجزائر، حقق تواجدا لا بأس به على مر الأعوام السابقة، بينما يستبعد حسب مصادر أن تثار قضية " أوراسكوم تيليكوم" ضمن طاولة المباحثات، خاصة مع الجدل الذي إثارته القضية على مر السنتين الماضيتين، بسبب التهم التي وجهت لمسؤولها الأول ، نجيب ساوريس المتعلقة بتهريب العملة و التهرب الضريبي. وأفاد السفير يوسف الشرقاوي نائب مساعد وزير الخارجية المصري لشئون المغرب العربى ان زيارة قنديل تكتسب أهمية خاصة فى ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين والمصالح المشتركة التي تربط بينهما. وقال ان الزيارة تشكل محطة هامة على صعيد العلاقات الثنائية لما فيه خير ومصلحة الشعبين وتحقيق المصالح القومية العليا والأمن القومي العربي، وأوضح ان مصر اكبر دولة عربية لديها استثمارات بالجزائر تبلغ ستة مليارات دولار، إضافة إلى التواجد الكبير لشركات مصرية تساهم في تنفيذ خطط التنمية الجزائرية والجالية المصرية المتواجدة بالجزائر والتى يبلغ عددها نحو 15 ألف مصري. وأضاف الشرقاوى أن مباحثات قنديل مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال ومباحثات وفدى الجانبين ستتناول كيفية الاستفادة من الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين البلدين والتى يبلغ عددها 42 اتفاقية. وتتناول المباحثات أيضا تعزيز دخول الصادرات المصرية للسوق الجزائرية خاصة مواد البناء ، وسيحدد خلالها موعد الدورة الجديدة للجنة العليا المشتركة المقرر عقدها بالقاهرة والتوقيع على اتفاقيات عديدة للتعاون ومشاريع استثمارية واستيراد مصر للغاز لقارورات الغاز. وأكد المتحدث أن هناك توافقا فى وجهات نظر البلدين فيما يخص ضرورة حل المشاكل في إطار عربي داخل الجامعة العربية ورفض التدخل الاجنبى لحل المشكلة السورية.