أكد وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، الجمعة، أن القتال يدور حاليا وجها لوجه بين القوات الفرنسية والجماعات المسلحة في شمال مالي. وقال لودريان، الذي يزور مالي حاليا، في مقابلة مع إذاعة "أوروب 1" من باماكو: "نحن نتعامل مع إرهابيين مسلحين، مما يتسبب في معارك كبري"، مشيرا إلى أن القوات الفرنسية تلحق أضرارا كبيرة بهم. وأضاف أنه وعمليا فإن المعارك تجري وجها لوجه وعلى الأرض في "ظروف قاسية"، مشيدا بتصميم واحترافية القوات الفرنسية المشاركة في العملية العسكرية الجارية في شمال مالي. وأعرب الوزير عن اعتقاده بأن القوات الفرنسية قامت بالكثير من العمل في مالى "ولكن المهمة لم تنته بعد، حيث لا يزال هناك جيوب مقاومة للإسلاميين في الشمال"، موضحا أنه يتبقي أيضا "تأمين" مدينة جاو في شمالى البلاد. وفي سياق آخر، أعلن لودريان أنه سيتم قريبا تسليم "الجهادي الفرنسي" المحتجز حاليا في مالي، مؤكدا أن عدد الفرنسيين الارهابيين الذين انضموا الى صفوف المقاتلين تراجع. وأوضح أن هناك اثنين من الفرنسيين، الأول تم تسليمه الخميس، ولم يكن في صفوف المقاتلين، والآخر هو معتقل مع ستة آخرين من الإرهابيين "دون تحديد جنسياتهم" في منطقة أدرار إيفوجاس. وأشار الى أن هناك "في شمال مالي" نوعا من تأسيس "خلية إرهابية للحرب" التي يمكن أن تستوعب بعض الشباب الذين يسعون الى الراديكالية، كما فعل البعض "في أفغانستان أو سوريا". وردا على سؤال بشأن مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شدد لودريان على أن المجموعات الإرهابية "لا تزال كثيرة جدا" في شمال مالي، مضيفا أن هناك عمليات عسكرية إضافية تجري في هذه اللحظات في الجبال بشمال مالي. وكان وزير الدفاع الفرنسي وصل، صباح الخميس، في زيارة مفاجئة الى منطقة إيفوجاس شمال شرق مالى حيث يشن الجيشان التشادي والفرنسي هجوما مشتركا على مجموعات إسلامية متطرفة. ...عودة ثلاثين جنديًا فرنسيًا مصابًا في مالي إلى باريس لتلقي العلاج عاد الى باريس نحو ثلاثين من العسكريين الفرنسيين، الذين أصيبوا بجروح خلال العمليات العسكرية التي تقودها القوات الفرنسية حاليا في مالي، لتلقي العلاج. وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية، الجمعة، أن هؤلاء وصلوا في وقت متأخر من ليلةالخميس الماضية إلى مطار "رواسي شارل ديجول"، بعد إصابة بعضهم خلال المعارك الجارية هناك، خاصة في العمليات التي تدور رحاها بمنطقة "أدرار إيفوجاس" شمال شرق مالي، وإصابة البعض الآخر بضربة شمس. ووفقا لهيئة الأركان الفرنسية، فإن العشرات من الجنود الفرنسيين أصيبوا بجراح طفيفة بشظايا متنوعة في تبادل للنيران مع "العدو" خلال العمليات القتالية ضد الجماعات المسلحة في مالي، وذلك منذ بداية التدخل الفرنسي هناك في الحادي عشر من يناير الماضي. وكان أربعة جنود فرنسيين قتلوا منذ اندلاع العمليات العسكرية في مالى قبل أقل من شهرين، من بينهم اثنان خلال الأسبوع الماضي، في منطقة "جاو" بشمال البلاد، وينتشر حاليا نحو 4000 جندي فرنسي في مالي التي يزورها حاليا وزير الدفاع الفرنسي جون- إيف لودريان لتفقد القوات الفرنسية هناك.