أعادت الأمطار الطفوفانية المرفوقة بالرياح العاتية التي تساقطت أول أمس بالعاصمة فيضانات باب الوادي إلى الأذهان، حيث أصيب العاصميون بهلع وذعر كبيرين من تكرار المأساة التي راح ضحيتها المئات، حيث حاصرت مستنقعات المياه آلاف السكان ونعتهم من الوصول إلى منازلهم سيما في الفترة المسائية، كما علق سائقو السيارات داخل مركباتهم فيما اضطر المواطنون إلى النزول من الحافلات والمشي في مياه الأمطار والأوحال ولحسن الحظ لم تسجل خسائر ثقيلة في الأرواح ماعدا وفاة شخص. وتسببت الأمطار الأخيرة أيضا في غلق العديد من الطرقات بالجزائر العاصمة حسب ما أكده المدير العام للحماية المدينة العقيد مصطفى لهبيري الذي ارجع سبب ذلك إلى عدم تنظيف البالوعات على مستوى العديد من الأحياء ، وأوضح لهبيري " أن الأمطار الغزيرة ادت الى غلق العديد من الطرقات، وأكثرها تضررا تقع في كل من بني مسوس وبرج البحري و باب الوادي. وأكد العقيد مصطفى لهبيري أنه "تم تجنيد 2000 عنصر من الحماية المدينة وزعوا عبر العديد من أحياء وبلديات العاصمة تحسبا لأي طارئ" ، ولم يستبعد "إمكانية الاستعانة بوحدات إضافية من ولايات بومرادس وتيبازة والبليدة إن إستلزم الأمر". وكشفت الحصيلة الميدانية الأخيرة لمصالح الحماية المدنية، عن تسجيل 2170 تدخل لمختلف وحداتها عبر التراب الوطني خلال 48 ساعة الأخيرة، تعلقت أغلبيتها بحوادث المرور والحوادث المنزلية، حيث جندت لها 4000 عون. تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت طيلة اليومين الماضيين، خصوصا بالعاصمة، في انهيار عديد المباني إضافة إلى تسرب المياه إلى أخرى، وقطع عديد الطرق ما نجم عنه عرقلة في حركة المرور، ناهيك عن وفاة شخص وإصابة اثنان آخران بجروح. وأكدت خلية الإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، في اتصال للحياة العربية أمس، عن قيامها ب 65 عملية إنقاذ في المنازل، مسّت اغلبها كل من بلدية باب الوادي وحيدرة وبئر مراد رايس وبراقي. .. وفاة شخص وإصابة آخر في العاصمة توفي شخص واحد وأصيب آخر مساء أوّل أمس إثر التقلبات الجوية والتساقط الغزير للأمطار، هاته الأخيرة خلّفت خسائر هامة في المباني عبر ولايات الوطن وفق حصيلة قدمتها المديرية العامة للحماية المدنية أمس، وفي ولاية الجزائر توفى شخص من جراء سقوط جدار بمستشفى بنى مسوس في ما جرح آخر ونقل إلى نفس المستشفى اثر انهيار مسكنين من الصفيح في المكان المسمى "ساحل". كما سجلت انهيار سقف منزل وتسرّب مياه الأمطار إلى منازل عديدة ومباني عمومية في بلدية حسين داي وزرالدة وتسالة المرجة وبئر مراد رايس وسيدي محمد وبئر توتة وحيدرة وبئر خادم وباب الوادى ودرارية وشراقة وبراقي في ولاية الجزائر. وأشارت الحصيلة المقدّمة كذلك إلى طرق عديدة مقطوعة وفيضان وادي بحي "قميدري ببوزريعة". وقد سجلت الحماية المدنية أيضا تسرّب مياه الأمطار إلى سكنات عديدة ومباني عمومية في ولاية البلدية وتشقق بثلاث مباني في منطقة العربي بن مهيدي بولاية عين تيموشنت. وفي ولاية تيبازة قامت الحماية المدنية بعمليات تصريف لمياه الأمطار من ثلاث منازل ومؤسسة تعليمية (متوسطة). .. تسجيل جرحى والقليل من الأضرار المادية في وهران وفي نفس السّياق، أدّت التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية هران خلال ال 24 ساعة الماضية وتميّزت بتساقط أمطار غزيرة إلى تسجيل عدد من الجرحى وبعض الخسائر المادية ودون وقوع وفيات حسب ما أكّدته مصالح الحماية المدنية. وقد سجّل إنهيار سقف مسكن بحي "الدرب" العتيق ممّا تسبّب في جرح شخص واحد تم تحويله إلى المركز الاستشفائي الجامعي لوهران. ووقعت أربعة حوادث مرورية تسببت فيها الوضعية الجوية السيئة أوّل أمس، جرح خلالها خمسة أشخاص حسب ذات المصدر. ويتعلّق الأمر بحادث تصادم أربع سيارات بالطريق الرابط بين بوتليليس ومسرغين مسبّبا جرح شخصين وكذا انحراف سيارة على مستوى دوار السلاطنة ببوفاطيس ممّا أدّى إلى إصابة شخص بجروح إلى جانب حادث اصطدام سيارة بشجرة على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بقديل جرح خلاله شخصان وكذا انقلاب سيارة بوادي تليلات دون إحداث خسائر بشرية. كما أحصت مصالح الحماية المدنية ما لا يقل عن 15 تسربا للمياه بالمساكن في بعض الأحياء العتيقة مثل "الدرب" و"سيدي الهواري" حسب ذات المصدر الذي أشار إلى تجنيد المصالح المذكورة كافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة لتصريف المياه المتجمعة عبر الطرقات. وكان الديوان الوطني للأرصاد الجوية قد اصدر نشرية جوية خاصة، توقع فيها تساقط أمطار تكون أحيانا رعدية معتبرة محليا في عدة ولايات من الوطن، وقد وصل مستوى الأمطار في بعض الولايات الى 50 ملم حسب مصلحة الأرصاد الجوية. من جانبها، طمأنت مصالح الدرك الوطني على لسان الرائد شيعاوي عياشي المواطنين والسائقين بفتح اغلب الطرق أمام السير بعد شللها بسبب رادءة الطقس. تبرير الحماية المدنية "الكارثة" بعدم تنظيف البالوعات يعيد الجدل حول تقاعس الحكومة عموما وأميار العاصمة خصوصا عن أداء مهامهم، وعدم اتعاظهم بفيضانات باب الوادي في 2001، وفي كل مرة يدفع المواطنون الثمن.