بعدما وجّهت نداءات لشخصيات سياسية تصنّف في الوزن الثقيل بإعلان موقفها إزاء ما يحدث في البلاد من تطورات، خرج رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش عن صمته ودعا في بيان إعلامي أمس إلى التوافق وضمان مصالح كل الأطراف كشرط لتنظيم الانتخابات الرئاسية القادمة في ظروف يسودها الهدوء والانسجام. وأوضح حمروش، أنه لابد من إجماع وطني يساهم في بناء وتطور الجزائر، مذكرا الجيش الوطني الشعبي بالتزاماته، حيث قال أنه "بفضله تم استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني"، وأضاف أن "بلادنا تعيش أوقاتا حساسة، ستؤثر على مستقبلها القريب وستحدد بدون شك مصيرها بعد الرئاسيات بغض النظر عن ترشح الرئيس من عدمه وذلك بوصول أجيال جديدة إلى مناصب المسؤولية". وأكد حمروش أن الجزائر تعيش في ظروف حساسة تساهم في تحديد مستقبلها القريب، يرسم مصيرها على غرار الانتخابات الرئاسية بشكل مستقل عن قضية ترشح الرئيس بوتفليقة إلى عهدة أخرى أم لا، وأشار إلى إمكانية تجاوز الجزائر هذه الفترة الحساسة بالتماسك والانضباط القانوني والاجتماعي، وذلك بحماية مصالح البلد والمجتمع الواحد، وعلى الدولة حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل الحريات، قائلا "من أجل أن تعيش بلادنا هذه الاستحقاقات في ظل الانسجام والهدوء والانضباط القانوني والاجتماعي، لا بد أن تكون مصالح الجماعات، الجهات، والأقليات محفوظة ومضمونة كما أنه من الضروري على الدولة أن تحفظ كل الحقوق وتضمن ممارسة جميع الحريات، وهذا أساسي للحفاظ على الأمن، تعزيز المكاسب المحققة، تصحيح الاختلالات وسد الثغرات"، وتابع بالقول "كل هذه الشروط وأخرى، يمكن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامه بكل يسر ونجاعة وتمكن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامها ودورها في الوضوح". وتساءل حمروش "هل يجب اليوم طرح مشروع بناء دولة حديثة التي تتجاوز الأشخاص والحكومات والأزمات؟ وهل يجب التذكير مرة أخرى بالتعهد الخاص بمواصلة المسار الديمقراطي؟ وهل يجب التذكير بوعود مواصلة الإصلاحات؟". وأكد أن "مكونات مجتمعنا لا يمكن تكون لها سلطة كاملة دون سلطة مضادة، لا يمكن أن تكون هناك ممارسة لسلطة أو مهمة دون إطار قانوني أو رقابة، وذلك من مصلحة وأمن الجزائر وكل الجزائريين وكل جهات البلاد". وأشار البيان "وفي هذه الظروف يضمن جيشنا الوطني الشعبي مهمته بطريقة سلسة وفعالة وتؤدي مؤسساتنا الدستورية بوضوح دورها ووظائفها". وأضاف "وفي هذه الظروف أيضا يحافظ شعبنا في طريق التطور، المساواة والتضامن بين كل مكوناته الاجتماعية ويستوعب الرهانات كل الرهانات ويرفع التحديات كل التحديات الراهنة". وأوضح "في هذه الظروف أيضا تبقى دولتنا ذات مصداقية جادة وموثوق بها لدى شركائها وجيرانها". وختم حمروش بيانه بالقول "لكل أزمة ضحاياها وفرصها .. يجب تفادي تضييع هذه الفرص وتسجيل ضحايا جدد".