دعا رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش أمس، في تصريح له، بعد صمت دام 15 سنة، إلى التماسك والهدوء والانضباط القانوني والاجتماعي عشية الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل المقبل وقال إنه من الضروري أن تحافظ الدولة على كل الحقوق وتضمن ممارسة جميع الحريات قصد ضمان الأمن وتعزيز التقدم وتصحيح الاختلالات وسد النقائص. حذر رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، من الوضع الحالي الذي تعيشه الجزائر، قائلا إنها ستؤثر على مستقبلها القريب وستحدد بدون شك مصيرها بعد الرئاسيات، واشترط في هذا الصدد ضرورة ضمان وحفظ مصالح الجماعات من أجل أن تكون الإستحقاقات المقبلة منسجمة وهادئة والحفاظ على الأمن وتعزيز المكاسب المحققة، كما أكد من جهة أخرى أنه بالرغم من الظروف التي نعيشها فإن الجيش الوطني الشعبي يؤدي مهمته بطريقة سلسة وفعالة وتؤدي مؤسساتنا الدستورية بوضوح دورها ووظائفها. وتحدث حمروش عن موقفه تجاه الانتخابات الرئاسية المقبلة ودور الجيش ومعارضته لفكرة إنشاء دولة مدنية، حيث دعا إلى التوافق وضمان مصالح كل الأطراف كشرط لتنظيم الانتخابات الرئاسية القادمة في ظروف يسودها الهدوء والانسجام، مشيرا بقوله » من أجل أن تعيش بلادنا الاستحقاقات المقبلة في ظل الانسجام والهدوء والانضباط القانوني والاجتماعي، لا بد أن تكون مصالح الجماعات، الجهات، والأقليات محفوظة ومضمونة«، وأضاف أنه من الضروري على الدولة أن تحفظ كل الحقوق وتضمن ممارسة جميع الحريات، وهذا أساسي للحفاظ على الأمن، تعزيز المكاسب المحققة، تصحيح الإختلالات وسد الثغرات. كما تضمن بيان رئيس الحكومة الأسبق، رسالة للمؤسسة العسكرية، حيث عبر عن مساندته للجيش الوطني الشعبي، قائلا » إنه لا بد هنا من التذكير بأن إعادة إحياء هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني تم تجسيدهما والدفاع عنهما تباعا من قبل جيش التحرير الوطني وبعده الجيش الوطني الشعبي«، وتابع » هذا لم يكن ممكنا إلا بفضل رجال عرفوا كيف يجدون توافقات وتحقيق إجماع، لكل مرحلة وأزمة رجالها، هؤلاء الرجال الذين عرفوا كيف يحافظون على وحدة الصفوف والإنضباط وتجاوز الخلافات الثقافية، القبلية والجهوية بالمحافظة على الهوية والمشروع الوطنيين «. وفي سياق متصل، تساءل حمروش في رسالته قائلا » هل يجب اليوم طرح مشروع بناء دولة حديثة التي تتجاوز الأشخاص والحكومات والأزمات؟ «، و»هل يجب التذكير مرة أخرى بالتعهد الخاص بمواصلة المسار الديمقراطي؟«، و»هل يجب التذكير بوعود مواصلة الإصلاحات؟«، مؤكدا أن مكونات مجتمعنا لا يمكن أن تكون لها سلطة كاملة دون سلطة مضادة، كما لا يمكن ? يضيف- أن تكون هناك ممارسة لسلطة أو مهمة دون إطار قانوني أو رقابة، وذلك من أجل مصلحة وأمن الجزائر وكل الجزائريين وكل جهات البلاد. وقال أنه بالرغم من الظروف التي نعيشها، فإن جيشنا الوطني الشعبي يؤدي مهمته بطريقة سلسة وفعالة وتؤدي مؤسساتنا الدستورية بوضوح دورها ووظائفها، وأضاف » وفي هذه الظروف أيضا يحافظ شعبنا في طريق التطور، المساواة والتضامن بين كل مكوناته الاجتماعية ويستوعب الرهانات كل الرهانات ويرفع التحديات كل التحديات الراهنة«، كما أوضح يقول » في هذه الظروف أيضا تبقى دولتنا ذات مصداقية جادة وموثوق بها لدى شركائها وجيرانها«، وختم حمروش بيانه بالقول »لكل أزمة ضحاياها وفرصها .. يجب تفادي تضييع هذه الفرص وتسجيل ضحايا جدد«. للإشارة، جاءت هذه الخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة الأسبق قبل ثلاثة أسابيع من غلق أبواب الترشح للرئاسيات المقبلة، بحيث تجنب مولود حمروش الحديث عن ترشحه من عدمه خلال هذا الموعد الهام.