حالة الرعب والتخويف والتخوين، التي تقودها بعض القنوات الدعائية لا يمكن الا اعتبارها اعتداء صارخ على الشعب الجزائري او جزء منه، اعتداء نفسي بسبب البسيكوز والتخويف الذين تمارسانهما على شعب مقهور اصلا، اعتداء لأنه فيه تخوين وتجريح في حق مواطنين جزائريين يحملون رؤية مختلفة للواقع، ولكن ايضا للمستقبل. ما يجري اليوم من تغليط للرأي العام، من خلال تصوير الانتخابات الرئاسية وكأنها موعد لاندلاع حرب اهلية، او هجوم نووي كاسح ستنفذه قوى خارجية على الجزائر المسالمة، يستدعي تدخل العدالة، يستدعي توقيف هذه المهزلة، لان نشر البسيكوز والرعب في قلوب المواطنين، وتكسير معنويات الناس.. وخلق اضطراب في الشارع. الانتخابات الرئاسية رغم اهميتها، الا انها مجرد محطة في مسار الدولة الجزائرية، مسار يستدعي العمل بأصول اللعبة الديمقراطية والاحتكام الى قواعدها، ذلك لان التزوير ايضا عنف، والتزوير عمل لا اخلاقي، ومصادرة صوت الناس سرقة، واختلاس وتعدي على الأمانة. الديمقراطية تقتضي القبول بنتائج اللعبة كما هي، لكن بشرط ان تكون هذه القواعد نزيهة، شفافة. ما يجري اليوم من حملات دعائية هجومية، لن تؤدي الا لتأزيم الوضع السياسي وتغذية الاحتقان الاجتماعي، وزيادة حجم النفور الشعبي من العمل السياسي، ومن ثمة خلق مؤسسات منقوصة الشرعية والسند الشعبي، تكون لاحقا عرضة لأي هزات داخلية او خارجية....فالهدوء مطلوب، واحترام الشفافية مطلوب ايضا، لان التزوير عنف.