عندما يطرح الرئيس بوتفليقة، ما يسمى الدستور التوافقي، فإنني اعتقد جازما أن الرئيس بوتفليقة يعمل على تجريد المعارضة من كل أوراقها التي قد تشكل وجعا للسلطة... فالرئيس إذا ما تبنى هذا الخطاب رسميا تكون المعارضة بمختلف أقطابها قد فقدت أهم أوراق النضال في المرحلة المقبلة خاصة وان الدستور هو حجر الزاوية في أي معركة سياسية، بل هو أم المعارك. الواقع أن الرئيس بوتفليقة، معتاد على سحب كل الأوراق من المعارضة، ففي مطلع الألفية سحب ورقة الامازيغية من الأحزاب التي ظلت تلوح بها، كما سحب ورقة المصالحة من الإسلاميين في مطلع الألفية وجعلهم بدون أوراق ضاغطة لسنوات. العارفون بالرئيس وبقدرته على المناورة والتكتيك، لا يستبعدون أن تكون فكرة الدستور التوافقي، وربما أيضا المرحلة الانتقالية كطرح، هدفها تشتيت المعارضة، وأبعادها عن المشهد برمته. لكن وان حدث والتزم الرئيس بدستور توافقي، فإننا نكون أما معطى جديد يؤسس فعلا لمرحلة جديدة من الانتقال الديمقراطي التوافقي.