انتقد رئيس حزب "الأرسيدي" مسودة المراجعة الدستورية التي أعدتها لجنة عزوز كردون، وقال إنها لا تعكس إطلاقا، طموحات الطبقة السياسية ولا الشعب الجزائري. قدم محسن بلعباس في افتتاح أشغال الدورة السابعة للمجلس الوطني للحزب بنادي المجاهد بالعاصمة أمس، "تنسيقية الانتقال الديمقراطي" كأفضل فضاء للخروج من الانسداد الحاصل على المستوى السياسي، حيث دعا المعني إلى تعزيز مبادرات "التقارب" موضحا، انه "آن الأوان لتجاوز شعور الكراهية والحقد، الذي كثيرا ما غذته السلطة وخلال عقود متتالية"، بينما رأى انه" التنسيقية تمثل الرد الأنسب للوضع الراهن" وشدد يقول "لأول مرة منذ 1956، تتلاقى حساسيات سياسية مختلفة وعلى ارض الجزائر من اجل تحديد الحد الأدنى الذي يسمح للشعب الجزائري الأخذ بزمام أموره وتقرير مصيره". ويرى رئيس الارسيدي أن "مشروع مسودة الدستور الموجه إلى الأحزاب السياسية، يؤكد على عدم جدية النهج المتبع وهشاشة التعديلات المقترحة"، معتبرا أن "المشروع لم يعالج المشاكل الأساسية المعلقة"، بينما أبدى استغرابا حيال ما اسماه التناقض "في مضمون مسودة يقر العودة إلى تحديد العهدات الرئاسية بواحدة قابلة للتجديد مرة واحدة، بينما نفس السلطة، فتحت العهدات الرئاسية عام 2008. وسجل محسن بلعباس ما يراه عيوبا في مسودة تعديل الدستور، عددها في "غياب الحكم على أساس الفصل بين السلطات والإصلاح المؤسساتي" وما يخص أيضا "بالتقسيم الإداري وترسيم اللغة الامازيغية" مشيرا إلى ان هذه الجوانب أهملت وأجلت من جديد، بينما عاد إلى ما يسميه الحزب "الشرطة السياسية" بينما شدد انه "وأن تم المساس بمصالح المخابرات ، فإنها لم تختف بعد". على أن " الارسيدي وخلال الأشهر ال18 التي مضت "لم يتوقف عن المطالبة بحل الشرطة السياسية وإقالة رئيس الدولة بموجب المادة 88 من الدستور وإعادة الآفلان إلى الذاكرة الجماعية ووضع دستور دائم". وعاد المتحدث الى تنسيقية الانتقال الديمقراطي قائلا ان "الأشخاص الذين اعتادوا الاستحواذ على السلطة بالقوة وممارستها دون أي رقابة واستغلالها عن طريق التزوير والرشوة يستعصى عليهم المشاركة في التنقية المعنوية والسياسية للحياة العامة قبل المشاركة في انتخابات منتظمة". ويعتقد بلعباس ان "نسبة المشاركة الحقيقية في رئاسيات 17 افريل، لم تتعد 17 بالمئة" وان الحكومة "تفتقر لبرنامج ورؤية"، ولم تسر الأمور حسب بلعباس وفقا لما سعت إليه المعارضة من حيث أن خيار السلطة حسب بلعباس، ناقض سعي الارسيدي وحلفاؤه إلى حكومة وحدة وطنية.