شدد رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، على رفض حزبه الانخراط في مشاورات الدستور التوافقي، لأنه لا فائدة ترجى من الحوار مع سلطة أثبتت كل التجارب السابقة أنها لا تفقه آليات الحوار، مؤكدا أن استدعاء جمعيات للمشاركة في المشاورات، محاولة للتغطية على أحزاب المعارضة الكبرى. أفاد محسن بلعباس، أمس، في تصريح ل”الفجر”، أن السلطة في الجزائر تخسر منذ شهور المعركة السياسية تلو الأخرى، قال إنه ”بعد مقاطعة معظم الأحزاب الفاعلة في الساحة للانتخابات الرئاسية، خسرت السلطة معركة استدراج المعارضة بحقائب وزارية، لتخسر في الأخير معركة إقناع الأحزاب المقاطعة بالمشاركة في مشاورات الدستور التوافقي”. وتابع المتحدث بأنه ”لأول مرة هناك رفض جماعي من المعارضة حتى قبل بداية المشاورات، والسلطة تحاول الآن أن تجد مخرج بالاستعانة ببعض الجمعيات لتصور للشعب أن هناك تجاوب من الطبقة السياسية وممثلي المجتمع المدني”، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تقتضي ثلاث مسائل جوهرية، حوار، تفاوض وإجماع، بمعني حوار عام بين السلطة وجميع فعاليات المعارضة، بعدها تفاوض على النقاط الأساسية ليتم اتخاذ قرار بالإجماع، مبرزا أنه ”لو كانت السلطة تستمع حقيقة للمجتمع المدني، لماذا لا تشرك النقابات المستقلة في نقاشات الثلاثية التي تجري كل سنة”. ولفت بلعباس إلى أن مسودة الدستور لم تتضمن تعديلات عميقة، ولم تتحدث في فقراتها على هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات كما تطالب المعارضة، مجددا رفض حزبه وتنسيقية الانتقال الديمقراطي المشاركة، ”لأن المشاورات السابقة كانت مهزلة لربح الوقت والتغطية على الإخفاقات، وليس لحل المشاكل”.