عبر العديد من الأولياء عن قلقهم الكبير حيال أبنائهم في الطور الابتدائي بعد ضبطهم بسيجارة في محفظة الأدوات، مبدين قلقهم حيال الأمر، كما طالبوا السلطات بالتدخل لحماية أبنائهم من خطر التدخين والأمراض التي تنجم عنه. لطيفة مروان وفي هذا الصدد أكد البروفيسور سليم نافتي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا أمس عن ارتفاع نسبة إدماج أطفال المدارس إلى 7 بالمائة، فيما تم تسجيل 35 بالمائة من الأساتذة يدخنون أمام مرأى التلاميذ ، مشيرا في الوقت ذاته أن 25 مرضا صدريا يهددهم على رأسهم داء السرطان القاتل الذي يموت بسبب 40 شخص كل يوم في الجزائر. وارجع المختصون أهم أسباب إدمان أطفال الابتدائي على التدخين إلى تقليدهم للأساتذة لأنهم القدوة بالنسبة لهم، كما أن نسبة الإدمان على التدخين تزيد يوما بعد يوم في الجزائر والدليل على ذلك أنه تم تسجيل 15 ألف شخص يموتون سنويا بسبب التدخين و40 شخصا يموتون يوميا، وهذا نتيجة الإصابة بداء السرطان القاتل على مستوى الرئتين. ويشير البروفيسور نافتي، الى أن 25 مرض يهدد المدمن على التدخين على رأسها داء السرطان و الربو، لذا على الجزائر أن تقدم للمنظمة الدولية للصحة سنويا تقرير مفصل على الظاهرة لتقدم مساعدتها لها، كما أن كل أعضاء المجتمع المدني أن يشارك في مكافحة الإدمان على التدخين نظرا لخطورة الظاهرة. كما أوضح المختص، أن هناك مواد قانونية تحدد استعمال التدخين كمنع استعماله في الأماكن العمومية مثلا ، لكنها ليست سوى قوانين لا تزال حبرا على ورق فقط و هي غير مطبقة في بلادنا. و كشف البروفيسور نافتي، 35 بالمائة من الأساتذة يدخنون أمام التلاميذ، وهو أخطر شيء يمكن أن يحدث في مجتمعنا، لأن الأستاذ هو المثل، كما أن 16 بالمائة من طلبة الطب يدخنون، مما يعكس تناقضا غير منطقي لما يحدث في بلادنا، فالخطير أن الطلبة الذين يدرسون الطب على دراية تامة بالأمراض الخطيرة و القاتلة التي يسببها التدخين. وتم تسجيل 3 بالمائة من تلاميذ الفصل الابتدائي من 5 سنوات إلى 11 سنة يدخنون من 3 إلى 7 سجائر يوميا، حسب دراسة أقيمت باحدى المدارس بحسين داي، يقول البروفيسور، مضيفا أن 12 بالمائة من أولئك التلاميذ أعمارهم من 12 إلى 14 سنة، و26 بالمائة منهم .مراهقون يدخنون من 6 إلى 7 سجائر يومي، الأمر الذي يعكس خطورة الظاهرة مما يستوجب وضع عقوبات للمتدخنين في الأماكن العمومية. و من جهتها، انتقدت ياسمنة حوحو أستاذة قانونية في جامعة الحقوق، المرسوم التنفيذي رقم 01-285 الصادر في 24 سبتمبر 2011، يقول أن التدخين ممنوع في الأماكن المغلقة، لكن هذا المرسوم لا يحمي غير المدخنين، و لا يوجد حملة تحسيسية مستمرة ضد التدخين، و لا يوجد أي تطبيق للقوانين في الأماكن العمومية، فمثلا هي غير محترمة في أماكن العمل و المدارس و المراكز،، لذا لابد من إعادة النظر فيها، و لو كانت هناك عقوبات لكان الالتزام بها أكثر نجاحا.