فنانون يطالبون بإعادة النظر في السياسة الداخلية للوزارة قدمت أمس وزيرة الثقافة نادية لعبيدي تصوراتها ومقترحاتها فيما يخض تحسين وضعية الفنان على وجه العموم والفنان التشكيلي على وجه الخصوص، معتبرة إياه سفير الجزائر في الخارج، داعية إياهم – الفنانين التشكيليين – إلى تقديم رؤاهم من خلال نقاش جاد وواضح، يطرح فيه مشاكله ويقدم ما يراه مناسبا لتحسين وضعيته، كي لا يرى أو يقول أنّ الوزارة التي أنشأت من أجله تهمشه، فليس هناك ما يسمح أن لا تكون هناك شفافية تقول الوزيرة لعبيدي. وفي أوّل لقاء مبدئي للحوار والتشاور جمع الوزيرة نادية لعبيدي بالفنانين التشكيليين في إطار جلسات حوار دعت إليها وزارة الثقافة تجمعها بأهل الفن في الجزائر، من أجل البحث وتقديم تصورات حول سبل ترقية الفن والفنان الجزائري، ركزت المتحدثة على الاستماع إلى انشغالات الحاضرين التي انصبت جلها في تحسين الوضعية الاجتماعية وتقديم الإعانات وتقنين النشاط من خلال وضع مواد وقوانين ترد الاعتبار للفنان التشكيلي. كما دعا المتدخلون الوزيرة إلى الوقوف على الحقائق التي يمكن البحث فيها على الوجه الحقيقي للفنان الجزائري أمام فناني العالم، مطالبين بإعادة النظر في السياسة الداخلية للوزارة، التي حسبهم كانت تمارس الإقصاء في وقت سابق، وإنشاء مراكز للراحة والعلاج ومدارس للفنون التشكيلية تجمع الجيل القديم بالجيل الجديد للتعلم والاستفادة. وبدورها الوزيرة قالت "أنّها تعلم كيف يشعر الفنان بالإحباط وبالإقصاء، وأنّ هذا الشيء لا يمكن احتماله، خاصة حين يحس نفسه معزول، ونحن يجب أن نمد له يد المساعدة، فكثرة المشاكل تجعلنا لا نعرف من أين نبدأ، فيجب الصبر حيال ذلك". وناقشت المتحدثة القانون الأساسي وكذا التكوين للفنان، الذي اعتبرتهما ضروريان، مؤكدة أنّ ترسانة القوانين التي لدى الوزارة هي مجرد حبر على ورق وهذا أمر غير معقول، وأضافت "يجب أن يكون لنا بيت، في بلد يكون له قيمة، ولا يجب إعادة نفس القصة، فاليوم يجب أن نكون عملييين ونضع الخطوات التي تجعلنا نرتقي بالفن". ومن جهة أخرى، قالت نادية لعبيدي أنّها بدأت حوار جاد مع وزارة التربية الوطنية تخص إدارج المواد الفنية في البرامج التربوية، وكذا إنشاء مديرية تعنى بهاته البرامج والمواد، وكذا اقتراح إنشاء بكالوريا فنية تعادل البكالوريا الحالية، وإقناع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تأخذ بخصوصيات هذه البكالوريا الجديدة من أجل فتح تخصصات في النظام الجديد "ل م د". وفي نفس السياق قالت المتحدثة أنّها قدمت اقتراحا للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، من أجل إضافة التخصصات الثقافية إلى رزنامة التخصصات التي تستفيد من دعم الدولة للقضاء على البطالة، وذلك من أجل فتح فضاءات تخص الفن التشكيلي والفنون الأخرى، وأماكن تسمح للفنانين باللقاء وتقديم المساعدة لبعضهم البعض. وأعلنت الوزيرة عن ندوة وطنية جامعة تضم جميع الفنانين بدون استثناء لتقديم رؤية واضحة وتصور شامل للفعل والحياة الثقافية، بالإضافة إلى ذلك شكلت وزارة الثقافة لجنة من الحاضرين ترافق الوزارة وتنسق معها من أجل التحضير لمختلف الفعاليات التي ستعمل هذه الأخيرة على إقامتها مستقبلا. وفي سؤال "للحياة العربية" حول الهدف من هذه اللقاءات، ردت الوزيرة أنّها تهدف إلى تطوير الفنون التشكيلة في الجزائر، وترك الفنان يحس أنّه في قلب اهتمامات الوزارة، وإعادة الاعتبار للفعل الثقافي، وفي سؤال آخر حول مدى التقدم والتحضيرات الجارية لتكون قسنطينة عاصمة الثقافة العربية الثقافة المقبلة، ردت الوزيرة أنّ التحضيرات جارية على قدم وساق، والزيارة الأخيرة التي قادتها إلى الولاية أوّل أمس والتي تجولت فيها شاهدت فيها مدى تقدم الأشغال والتشاور حول كيفية إشراك الفنان من خلال اللجان التخصصات التي تم إدراجها في التظاهرة لتعطي صورة عن الفن الجزائري بشكل عام.