نجاة العبيدي فنانة تشكيلية من مواليد 1955 بمدينة الجسور المعلقة، عُرف عنها حبها للفن التشكيلي، حيث أبدعت في الكثير من لوحاتها ووضعت لمسات خاصة بها من خلال إدخال بعض الرموز والإيحاءات الجزائرية على فنها، كما تربطها علاقة وطيدة بالريشة، حيث أكدت في حديثها ل ''الجزائر نيوز''، ''الريشة أجدها ترسمني قبل أن أرسمها''· كيف تولدت علاقتك بالفن التشكيلي؟ الفن التشكيلي جزء من شخصيتي، حيث تربطني به علاقة حميمة، الأمر الذي دفعني أن أخصص له حيزا كبيرا من اهتمامي، فالريشة أجدها ترسمني قبل أن أرسمها، حيث قمت برسم بعض اللوحات تتجه معالمها لمدارس مختلفة، فمؤخرا قمت برسم لوحات مواضيعها تتجسد نحو المرأة، وهدفي الأساسي من وراء ذلك الكشف عن قدرة المرأة في تفجير طاقتها الإبداعية، وسلطت الضوء في هذه اللوحات عن شخصية المرأة التقليدية التي كانت تمارس العمل بمجهودها العضلي، وعليه الفن التشكيلي أراه يعبّر بصدق عن آهات الفنان، وبالتالي يحمل هذا الفن رسائل فيها شيء من اللمسات الراقية· هناك العديد من المدارس في الفن التشكيلي، أنت كفنانة تشكيلية أين موقعك من هذا الزخم؟ في بداية مشواري توجهت تقريبا إلى كل المدارس منها السريالية، التعبيرية والتكعيبية، غير أنني فضّلت أن أخلق توجها خاصا بي ليس بهدف التميز، لكن من أجل دعم الفن التشكيلي بالجزائر، فأنا من الأشخاص الذين يؤمنون بالحرية في ممارسة الفن، وعليه لوحاتي كلها رمزية تعبّر عن دلالات بطريقة إيحائية· ماهو هدفك من وراء الفن التشكيلي؟ بما أن الفن منبع الجمال والحب، فإنني أحاول بقدر الإمكان أن أبعث رسائل سواء كانت سياسية أو اجتماعية إلى المسؤولين، فهذه الطريقة إن لم تكن إيجابية فهي لا تضر، وعليه اللوحة هي وسيلة تعبير بطريقة لبقة، كما أنها تدفع الرأي العام لرفع مستوى تذوقه الفني، خاصة وأن الإنسانية بحاجة إلى الفن الراقي يوجه تأملاتها بطريقة فنية، والهدف الحقيقي يتجسد في توجيه الناس إلى حب الجمال، لأن هذا الحب يساهم في التعايش السلمي بين المجتمع لتهدئة النفوس· برأيك، مع من يتعامل الفنان التشكيلي الجزائري؟ لابد من إعادة النظر في الفنون والفن التشكيلي خاصة من خلال إنجاز مشاريع فنية للشباب وتدعيم التعاونيات الثقافية، فمثلا الجزائري لا يملك ثقافة ما يسمى بالفن، وعليه تعامل معظم الفنانين التشكيليين يكون مع السياح، والسبب أن هذه النخبة تعرف قيمة الفن، وهذا ما نفتقد إليه، وعليه لابد من تجاوز هذه الإشكالية بفتح المجال أمام الفنانين والتعريف بأعمالهم ومناقشتها عن طريق المختصين· إذا كيف ترى نجاة العبيدي وضعية المشهد الثقافي الجزائري؟ بصراحة، هناك جمود وخمول بالمشهد الثقافي الجزائري، لأننا باختصار نملك ثقافة استهلاكية، الأمر الذي أدى بوزارة الثقافة خلال السنوات القليلة الماضية إحضار فنانين من الخارج لإحياء حفلات، وكأن الجزائر لا تملك من يدخل البهجة في نفوس أبنائها· إذن، أجزم كفنانة أنه لا يوجد استراتيجية لإنعاش الثقافة بكل أنواعها خاصة بالنسبة للفن التشكيلي·