أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي حرصها على ضرورة رفع مستوى التكوين الفني في المؤسسات الثقافية، مشيرة إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بالانفتاح على الثقافة العامة من خلال تنظيم زيارات لتلاميذ المدارس للمتاحف..قالت خليدة تومي لدى افتتاحها أمس لندوة «تطبيق إصلاح منظومة التكوين الفني» بفندق مازافران بزرالدة أن هذا العمل يدخل في إطار الإصلاحات التي عكفت عليها وزارة الثقافة مع مؤسسات التكوين التابعة لها في مجال الفنون التشكيلية والموسيقى، وأضافت بأن هذه الندوة يتم من خلالها إعطاء إشارة انطلاق تنفيذ التوصيات المنبثقة عن اللقاءين السابقين اللذين يكتسيان أهمية بالغة بالنسبة للقطاع الثقافي. وأشارت تومي إلى أن السنة الدراسية 2007 2008 شهدت مباشرة تقييم السير البيداغوجي والإداري لجميع المؤسسات الثقافية، والتي ركزت على جوانب عدة لاسيما التقييم والتنظيم الدراسي، وحسب تومي فإنه تبين من خلال ذلك وجود عدة اختلالات استلزمت إعادة النظر في برامج التكوين، توحيد التنظيم البيداغوجي، والعمل بالتشاور مع قطاع التربية الوطنية بهدف عقلنة التكوين والحد من التوجيه السلبي، مؤكدة على ضرورة إعداد برامج مشتركة في مواد الثقافة العامة، وتحضير دلائل وكتب تربوية، ناهيك عن وضع نظام يسمح بتحديد معارف الأساتذة المكونين. وأضافت وزيرة الثقافة بأنه في 2009 تم تنظيم أول ملتقى على مستوى المعهد الوطني العالي للموسيقى، خصص للتفكير في برامج التعليم الفني، وسمح بإعداد برامج جديدة تتلاءم مع المتطلبات الحالية، مشيرة إلى أنه طُلب من المسؤولين تطبيق هذه البرامج على مستوى الأقسام بهدف إثرائها خلال الملتقى الثاني الذي انعقد في جانفي 2011، والذي كان يهدف إلى تقييم تطبيق البرامج الجديدة مع إثرائها وإضفاء التعديلات المكتملة وإشراك الجميع في تبنيها. وطالبت وزيرة الثقافة خلال هذه الندوة من المسؤولين بتسريع الوتيرة والمرور إلى مرحلة تطبيق وتعميم كل التعديلات المقترحة في 2009، والتي تمت المصادقة عليها في 2011 من قبل كافة الإطارات، داعية إلى المصادقة على البرامج النهائية وتدوينها، إلى جانب توحيد طرق التسيير والتنظيم البيداغوجي والتي تخص شروط الالتحاق ومزاولة الدراسة وتنظيم المسارات الدراسية وتقييم التلاميذ، والتشاور حول العمليات المنظمة من قبل القطاع بهدف تحسين مستوى الأساتذة والموظفين الإداريين مع جمع الاقتراحات الملائمة، مؤكدة بأن وزارة الثقافة مستعدة لمرافقتهم من أجل التكوين المستمر للأساتذة والطاقم الذي يسير المعاهد، شرط أن يكون هناك تصورات وأهداف واضحة، وطالبت بضرورة تقديم حوصلة للدخول المدرسي في المؤسسات الثقافية. وأكدت تومي حرصها الخاص بضرورة رفع مستوى التكوين لدى المؤسسات الثقافية، مشيرة إلى أن ذلك لن يتأتى إلا عبر الانفتاح الأوسع على الثقافة العامة من خلال الاحتكاك بالمتاحف مع تنظيم زيارات خاصة لتلاميذ المدارس، كما دعت إلى ضرورة الاحتكاك بمكتبات المدارس والعمومية، إضافة إلى انفتاح مؤسسات التكوين على الشباب والأطفال، وفتح أقسام للهواة لتعليم الموسيقى والفنون التشكيلية، للأطفال خارج ساعات الدراسة بدء من الخامسة والنصف للتحسيس بأهمية الفنون واكتشاف هواة يعملون على تطويرها والنهوض بها. وأشارت خليدة تومي إلى ضرورة الاهتمام بالموسيقى الكلاسيكية الجزائرية كالموسيقى الأندلسية، معيبة على المؤسسات الثقافية التي تولي أهمية للموسيقى الكلاسيكية العالمية على حساب الجزائرية، وهو ما وجب حسبها تداركه، وأضافت بأنه يجب أيضا إعادة النظر في الحجم الساعي لدراسة تاريخ الجزائر الموسيقي. من جهة أخرى أكدت خليدة تومي على سعيها لإقناع وزارة التربية الوطنية بأن توجيه الراسبين إلى هذه الفنون ليس من صالح الثقافة، لذلك يجب قبول المتفوقين في شهادة التعليم المتوسط ومتفوقين في مجال الموسيقى. وفي الأخير أشارت وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى ضرورة تسيير المؤسسات الثقافية بكل عقلانية، منوهة بالجهود المبذولة من قبل الاطارات والمسؤولين لأجل النهوض بالثقافة في بلادنا.