فتحت الجزائر جبهة جديدة في مكافحة الإرهاب ويتعلق الأمر بالجبهة الحدودية مع تونس، حيث دفعت التهديدات الإرهابية على الحدود، كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره التونسي مهدي جمعة إلى الالتقاء في ولاية تبسة لدراسة مجمل القضايا الأمنية وقضايا التعاون بين الدولتين. ويأتي اللقاء بعد أيام قليلة من مقتل جنود تونسيين على يد الجماعات الإرهابية المتمركزة بجبل الشعانبي الذي صار يؤرق المنظومة الأمنية التونسية، وقد حل مهدي جمعة أمس بولاية تبسة والتقى كل من وزير الخارجية رمطان لعمامرة وسفير الجزائربتونس عبد القادر حجار وكذا سلطات ولاية تبسة. واللافت أن القضايا الأمنية تتصدر المباحثات الجزائريةالتونسية على ضوء اصطحاب رئيس الحكومة التونسي ووزيري الدفاع الوطني والشؤون الخارجية غازي الجريبي ومونجي حامدي وكذا سفير تونسبالجزائر عبد المجيد فرشيشي. وقد اتضح بعد ظهور بوادر التعفن الإرهابي في تونس أن عدوى الإرهاب قد بدأ يهدد الحدود مع الجزائر خاصة وان الجماعات الإرهابية تتكون من جنسيات مختلطة من بينها جزائرية وتونسية، ويبين حاجة الجماعات الإرهابية إلى إرساء علاقات فيما بينها داخل تونس وداخل الجزائر لتنسيق الأعمال الإرهابية، وهو ما يفسر مرابطة الجماعات الإرهابية بجبل الشعانبي. وأفادت تقارير من خلال الضربات التي كانت توجه انطلاقا من جبل الشعانبي ان قيادات إرهابية جزائرية هي من كان يخطط للأعمال الإرهابية، ما يعني أن المجموعات التونسية المسلحة تعول كثيرا على إرهابيي الجزائر من اجل القيام بأعمال إرهابية. لكن الجزائر التي انتقلت إلى جبهة الحدود مع تونس، صارت تتحمل عبء امني ثقيل جدا موزع على أربعة جبهات هي"جبهة تونس وجبهة ليبيا وجبهة مالي، إضافة إلى الجبهة الداخلية، ما يعني انه يستلزم عملا كبيرا من اجل تفادي بعثرة جهود قوات الأمن والجيش. ومعلوم ان قيادة اركان الجيش الشعبي الوطني سبق وان أرسلت خمسة آلاف جندي إلى الحدود مع ليبيا من اجل منع تسلل الجماعات الإرهابية كما حدث في السابق، موازاة مع تدهور خطير في الوضع الأمني، كما أن التهديدات المتأتية من بلاد الشام والعراق كذلك وضعت في حسبان المسؤولين الأمنيين، خاصة بعد تحذير الكثير من الخبراء من خطر تنظيم داعش على الجزائر بعد أن هو طر ق أبواب ا ما يلزم السلطات اتخاذ احترازات أمنية جادة لمواجهة أي طارئ على الحدود. والمشاكل الأمنية المرتبطة بالحدود دائما حلها يجب ان يكون بإسناد منظماتي منظم، لا يشبه التدخل الخارجي في شؤون الدول ولعل الجزائر استوعبت ذلك من خلال اعتداء تيقنتورين، كما ان تونس استفادت من الرؤية الجزائرية للأمور لما يتعلق الأمر بالإرهاب، وقد شجبت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي انكوسازانا دلاميني زوما أمس "بشدة" الهجوم الإرهابي الذي استهدف مؤخرا قوات الجيش بمنطقة غرب تونس حسبما ما جاء في بيان أصدره الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا. وأشارت رئيسة المفوضية إلي أن هذه "الهجمات الجبانة وغير المبررة هي دليل آخر على التهديد المتزايد الذي تمثله الجماعات المسلحة الإرهابية والإجرامية في جميع أنحاء القارة" وشددت على أهمية تجديد العمل الإفريقي المشترك لمكافحة هذه الجماعات,وكذلك التعامل بشكل أكثر فعالية مع آفة الإرهاب في إطار الآليات الأفريقية والدولية ذات الصلة.