إسرائيل توهم العالم بديمقراطية "توارتية" تبيح دماء الفلسطينيين "أسمعوا العالم بفنكم الرفيع صرخة أهل غزة" دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الشعب الجزائري بمختلف أطيافه إلى "دعم إخوانهم الفلسطينيين وأن يكون سخاؤهم على مستوى إحساسهم وتأثرهم بالأحداث المؤلمة". وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها أول أمس بمناسبة افتتاح مهرجان جميلة الدولي وقرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي، "نأمل من شعبنا على اختلاف أطيافه وشرائحه من نخب وفنانين ورياضيين وغيرهم، أن يهبوا كعادتهم إلى دعم إخوانهم في فلسطين الجريحة، فيبسطوا لهم أيديهم كل البسط، ويجزلوا لهم العطاء، وأن يكون سخاؤهم في مستوى إحساسهم وتأثرهم بالأحداث المؤلمة". وأضاف رئيس الدولة قائلا: "إن التضامن الفعال مع الشعب الفلسطيني في محنته، لهو واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون واجبا قوميا، ينبغي أن يقوم به الجميع"، مبرزا أن هذا التضامن "ليس بغريب على شعبنا المعطاء، المجبول على أخلاق الفروسية ونصرة المظلوم وإغاثة المحتاج، وهي قيم مكينة في نفسه وفي عقيدته وإنسانيته وتاريخه المجيد". وأكد رئيس الجمهورية، أن التزام الشعب الجزائري بالتضامن مع شقيقه الفلسطيني كان وما يزال التزاما "صريحا ملموسا، لم يشبه قط فتور ولا تقاعس". وأضاف رئيس الجمهورية بأن هذا الموقف "لا غرابة فيه نظرا لما يتحلى به هذا الشعب من إباء ورفض لكل أشكال الظلم ومن غيرة على حقوق الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها ومن مقت لكل ضروب الهيمنة والغطرسة والاحتلال من حيث أتت"، وأشار رئيس الدولة إلى أن الجزائر "نددت بالعدوان الإسرائيلي الهمجي منذ الوهلة الأولى كما أنها تضامنت مع أشقائها في فلسطين فسارعت إلى الإسهام ماديا لإسعاف إخوانها وآزرت مساعي التهدئة مع الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان وتجنب سقوط المزيد من الضحايا والتدمير الشامل للبنية التحتية لقطاع غزة"، وفي ذات الإطار -يضيف رئيس الجمهورية- "دعت الجزائر إلى عقد مجلس طارئ لجمعية الأممالمتحدة للنظر في هذا العدوان بحيث لم تتوان في أن تدعو في كل مناسبة إقليمية أو عالمية إلى إيجاد حل نهائي ودائم في فلسطين يمكن شعبها من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة". وتوقف الرئيس بوتفليقة عند ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل من طرف "عدو أوهم العالم بأن الديمقراطية من توراته وأنها تسوغ له أن يقضم أرض فلسطين شبرا شبرا وأن يبيد أهلها أفرادا وجماعات فيحاصرهم بالحديد والنار ويمطرهم جوا وبرا وبحرا بالصورايخ والمدافع والقنابل الفتاكة مرتكبا جرائم شنعاء"، واستطرد رئيس الجمهورية قائلا "إن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني "إهتز لها الضمير العالمي وتداعت لها الشعوب من كل أصقاع الدنيا تضامنا مع الضحايا واستنكارا وتنديدا للعدوان الهمجي الذي لم يتورع حتى من منع فرق الإغاثة من أداء واجبها في إنقاذ الجرحى والمنكوبين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض". وإزاء هذا الوضع –يؤكد الرئيس بوتفليقة في رسالته– "كان العدوان الإسرائيلي المنصب على قطاع غزة محل استنكار عارم من قبل كافة فئات الشعب في كل أنحاء الجزائر حيث حرك (هذا العدوان الغاشم) توثب كل التنظيمات الجزائرية بكل أطيافها لتكثيف جمع كل أنواع الإغاثة والمساعدة وتقديمها لسكان غزة الذين يتعرضون منذ الثامن من جويلية الماضي إلى حرب إبادة ممنهجة". وبعد أن خاطب الفنانين قائلا: "أشد على أيديكم مشجعا ومنوها بالدور الذي يؤديه فنكم الأصيل وإبداعكم الخلاق في ترقية الأذواق وتهذيب النفوس وفتح آفاق التعارف والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب"، تطرق رئيس الجمهورية إلى الدور المنوط بهم في نصرة الشعب الفلسطيني، وأكد في هذا الإطار على أن أهل الفن "كانوا و يزالون الضمير الحي والمعبر الصادق عن مشاعر الشعوب وآلامها وأمانيها"، داعيا إياهم الى أن "يسمعوا العالم بفنهم الرفيع صرخة أهل غزة وما يعانيه أطفالها ونساؤها العزل من عدو أوهم العالم بأن الديمقراطية من توراته وأنها تسوغ له أن يقضم أرض فلسطين شبرا شبرا وأن يبيد أهلها أفرادا وجماعات فيحاصرهم بالحديد والنار ويمطرهم جوا وبرا وبحرا بالصورايخ والمدافع والقنابل الفتاكة مرتكبا جرائم شنعاء". وأكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على الموقف الثابت للجزائر الذي يترجم "بصدق وأمانة" سياستها في العلاقات مع الدول لا سيما مع الأشقاء من أجل أن يعم السلم والأمن كل أرجاء العالم. وأضح رئيس الجمهورية أن "هذا الموقف الثابت للجزائر شعبا وحكومة يترجم بصدق وأمانة سياستها التي درجت عليها في العلاقات مع الدول لاسيما مع الأشقاء من أجل أن يعم السلم والأمن كل أرجاء العالم". وقال في هذا الصدد "لقد كان للتعبير عن تضامن الجزائر مع أهل غزة أوجه شتى كلها جديرة بالإشادة والتنويه وأخص منها بالذكر مساهمة قطاع الثقافة من خلال إفراد محتوى طبعة مهرجان تيمقاد الدولي السادسة والثلاثين للتعبير عن التضامن بالكلمة الواحدة وبالصوت الواحد وبالنغمة الواحدة مع الشعب الفلسطيني الصامد وبتحويل مداخيلها لفائدته بتجاوب ومشاركة كريمة سخية من قبل كافة الفنانين الجزائريين وزملائهم الوافدين من البلدان الشقيقة والصديقة". وأضاف الرئيس بوتفليقة قائلا: "وما كان لينجح هذا المسعى الثقافي التضامني لولا الإقبال المشهود لمواطنات منطقة الأوراس الأشم ومواطنيها على حضور كل سهرات المهرجان".