ذكر المخرج المسرحي الشيخ عقباوي، إلى أنّ مسرح الجنوب بحاجة اهتمام واسع من وزارة الثقافة، باعتبار أنّ العديد من الفرق المسرحية الجنوبية لا تشارك في مهرجان المسرح المحترف، كما لا تسجل حضورها في مشاركات إقليمية أو عربية أو دولية. وأكدّ أنّ تظاهرات المسرحية التي تنظمها الفرق المسرحية غير كافية لإبراز الصوت الجنوبي على الركح وتحتاج إلى دعم. قال رئيس الفرقة الفنية الدرامية "فرسان الركح" من ولاية أدرار، في حديث جمعه ب"الحياة العربية"، أنّ من المسرحيات التي ينتجها أبناء الجنوب تستحق المشاركة في مهرجان المسرح الوطني المحترف بالعاصمة، الجزائر، أوفي مهرجانات وطنية أو دولية، كمهرجان بجاية للمسرح الدولي، حيث لا يتم الالتفات اليها. وأضاف المتحدث أنّ وزارة الثقافة ومختلف والسلطات المحلية، سواء مديرية الثقافة أو دار الثقافة، مطالبة اليوم بالنظر الجاد إلى مسرح الجنوب والاهتمام به، باعتباره يملك من الكفاءات والمواهب الشابة ما يكفي لأن يقدم أعمالا ترقى إلى المستوى، من خلال فتح أبواب التكوين وتكثيف الورشات أمام الفرق المشتغلة في الفن الرابع، وكذا منحها فرصة المشاركة وتمثيل الجزائر في الخارج حتى ولو بدون دعم فقط بتقديمها معلومات عن فعالية مسرحية معينة حتى تسجلّ حضورها فيها، وذلك بهدف الاحتكاك والاستفادة من تجارب الآخرين وتحقيق اطلاع على كيفية اشتغالهم على العروض. وأكدّ الشيخ عقباوي في السياق آخر أن التظاهرات الثقافية التي تنظمها فرق مسرحية محدودة الدخل غير كافية لبروزهم وتحقيق أهدافهم، بل هي نافذة سمحت لهم بالاحتكاك بفرق جزائرية أخرى و أسمعت صوتهم محليا، حيث أعطت مجالا مهما للفرق الجنوبية للبروز فيه. وشدد في معرض حديثه أنّ هذه الفعاليات التي خصتهم بها وزارة الثقافة لم تؤسس لاعتبار سياسي معين بإسكات انتفاضات أبناء الجنوب الذين يعانون من تهميش وبطالة أي قبل أحداث غرداية و ورڤلة، نظرا لأنّ الفكرة كانت موجودة في عهد الراحل امحمد بن ڤطاف منذ سنة 2007، وتم تجسيدها على أرض الواقع بالمسرح الوطني ثم عادت إلى الأغواط، دون أن نعلم مستقبل القادم. وأشار المتحدث في السياق ذاته إلى أنّ عدم وجود عروض مقدمة في الشمال على مسارح الجنوب راجع إلى عدة أسباب، خاصة ما يتعلق منها بالبرمجة التي تشرف عليها مديريات الثقافة، والتي لم تكن في صالحهم أبدا، وكذا بعد المسافة بشكل أقلّ، وألحّ في الصدد ذاته بضرورة تفعيل المشاركة والتواجد على خشابات أخرى وفي فضاءات متعددة، انطلاقا من اعتماد الورشات التكوينية كأساس أولّ لبلوغ التواجد في مهرجانات معنية سواء محلية أو عربية أو دولية، وذلك بهدف الاستفادة من التجارب والتعرف على طريق عمل المسرحيين في كامل بلدان العالم العربي وتبادل الأفكار وغيرها من الجوانب الإيجابية، وقدّم مثالا عن مشاركته بمسرحية "الجدار" في مهرجان عشيات طقوس بالأردن. على صعيد آخر تساءل المخرج الشيخ عقباوي، عن سبب تأخر إطلاق مشروع بناء المسرح الجهوي بادرار و ببابقي الولايات، أمّا عن انعدام تمويل من طرف الدولة فقد قال محدثنا " بات لا يهم التمويل بقدر ما يهم العمل وتكثيف الجهود من أجل البروز وإثبات الفنان المسرحي الجنوبي لقدراته على المسارح الجزائرية، فقبلها كانّ همهم الوحيد هو كيفية الحصول على تمويل أو الحديث دائما عن غيابه وأسباب انعدامه، غير أنّه مع مرور الوقت تم الاقتناع أنّ هدفهم هو النضال من أجل الفن "