أوصت وزيرة الثقافة خليدة تومي يوم الجمعة بسوق أهراس بأن يخضع مشروع تهيئة وتأهيل الموقع الأثري خميسة بولاية سوق أهراس لدراسة "دقيقة". وأشارت تومي التي قامت بزيارة تفقدية لهذه الولاية إلى ضرورة إدراج بهذا الموقع منشآت وخدمات تسهم في استقطاب العديد من الزوار المولعين بالمعالم الأثرية وجعله قطبا سياحيا حقيقيا. وألحت تومي على ضرورة إنجاز هذه المنشآت بطريقة حذرة وباستعمال وسائل ومواد خفيفة من أجل "تثمين هذا الموقع مع الالتزام بعدم تغييره أو تشويهه بالنظر إلى أن موقع خميسة يضم عديد الآثار الظاهرة والباطنة". وذكرت وزيرة الثقافة بأن الدولة تسهر على المحافظة على المواقع الأثرية وتثمينها باعتبارها رموزا للهوية ولهذا الأمر تقرر التكفل بأشغال تهيئة موقع خميسة من طرف وزارة الثقافة عن طريق الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية الذي سيدعم تقنيا ولاية سوق أهراس. وألحت وزيرة الثقافة في هذا السياق على ضرورة تنظيم مهرجان "ليالي سوق أهراس " الذي نظم العام الماضي بالمسرح العتيق بعيدا عن موقع خميسة خاصة وأن هذا المسرح النوميدي يعد أكثر عراقة من المسرح الروماني بالبلاد حسب ما ذكرت به تومي. و للإشارة فإن الموقع الأثري لخميسة (37 كلم من سوق أهراس) الذي كان يطلق عليه اسم "ثيبيرسيكو نوميداروم" المشيد فوق ربوة عبارة عن مدينة نوميدية تحولت إلى بلدية في القرن الثاني للميلاد تحت لواء الإمبراطور تراجان ومن ثم إلى مستعمرة شرفية أو فخرية في القرن الثالث للميلاد. وتضم هذه المدينة على مساحة أكثر من 65 هكتار بقايا لمعالم هامة على غرار المسرح والكنيسة القضائية الكبرى القديمة ذات الأعمدة والساحة الواقعة بشرق الربوة. كما تفقدت تومي قبل ذلك بمدينة سوق أهراس الأشغال الجارية "أو التي توشك على الانطلاق" للقطب الثقافي الجديد على مساحة 3 هكتار. واستفسرت عن معدل تقدم الأشغال المقدر حاليا ب 15 في المائة لدار الثقافة الجاري إنجازها باستثمار قوامه 255 مليون د.ج والتي ستسلم في غضون 6 أشهر. وتفقدت كذلك الموقع المخصص لإنجاز المتحف الجهوي الأثري الذي ستنطلق "عما قريب" أشغاله بغلاف مالي قوامه 490 مليون دينار بآجال 36 شهرا فضلا عن ورشة بناء مكتبة عمومية (8 مليون د.ج) التي ستسلم في سبتمبر المقبل. وستتوجه وزيرة الثقافة اليوم إلى موقع أثري آخر "مادور" قبل أن تشرف على افتتاح متحف محمد بوضياف بسوق أهراس وصالونين وطنيين للفنون التشكيلية حيث سيجمعان هذا العام فنانين من 19 ولاية بالبلاد فضلا عن 3 مدارس للفنون الجميلة.